قالت وكالة أنباء «بلومبرج»: إن صناعة البترول سوف تنفض عن نفسها آثار أكبر هبوط فى الأسعار هذا العام، حيث من المقرر الموافقة على مضاعفة المشاريع وزيادة نفقات الاستكشاف للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات.
وأعلنت «وود ماكينزى» للخدمات الاستشارية أن شركات البترول سوف تعطى الضوء الأخضر للتنقيب عن أكثر من 200 حقل للبترول والغاز من أجل التنمية العام الجارى مقارنة مع 9 حقول فى 2016.
وأضافت أن زيادة معدلات الحفر سوف يكون بقيادة مشغلى البترول الصخرى الأمريكى وسوف يرتفع أيضًا الإنفاق على التنقيب عن البترول الجديد وتطوير المشاريع القائمة بنسبة 3% لتصل إلى قيمة تبلغ 450 مليار دولار بعد عامين من التخفيضات.
وأشارت «بلومبرج» إلى أن التوقعات تتحسن بعد إفلاس بعض الشركات جرّاء تراجع الأسعار فيما أجبرت المؤسسات التى نجت من الإفلاس على تقليص مليارات الدولارات من الإنفاق.
وأضافت الوكالة أن المنتجين سوف يعاودون التفاوض على العقود للضغط على الموردين وتقليل التكاليف.
وبدأ ارتفاع أسعار البترول منذ أعلنت منظمة الدول المصدرة للبترول 30 نوفمبر قرار خفض الإنتاج الذى بدوره سوف يساعد هذه الصناعة على التعافى من جديد.
قال مالكولم ديكسون، المحلل الرئيسى فى شركة «وود ماكينزى»: إننا نعتقد أننا بدأنا الخروج من هذه الحلقة المفرغة معربًا عن تفاؤله ولكن بحذر.
وأفاد ديكسون بأن حوالى ثلث حقول البترول والغاز التى من المحتمل أن يتم تنفيذها هذا العام سوف تكون فى المياه العميقة وهذه عادة ما تكون أغلى للتطوير.
وأكدّ أن الشركات تمكنت بالفعل من خفض التكلفة فى بعض المشاريع بالولايات المتحدة والمكسيك لجعل مثل هذه المشروعات مربحة مع وصول أسعار البترول إلى 40 دولارًا للبرميل.
أشار إلى أن مشروع «ليزا» التابع لشركة «إكسون موبيل» فى غيانا، ومشروع «كياكياس» لشركة «رويال داتش شل» فى المياه العميقة لخليج المكسيك و«بتروبراس برازيليورو» البرازيلى هم المرشحون المحتملون لقرارات الاستثمار النهائية فى 2017.
وكشفت بيانات «وود ماكنزى» أن الصناعة ينتظرها مستقبل مشرق حتى بعد عام 2017، حيث لا تزال هناك العديد من المشاريع المتوقفة على وصول الأسعار إلى 60 دولارًا للبرميل.
أضافت أنه من المنتظر الموافقة على 40 مشروعًا فى المياه العميقة الكبيرة خلال الأيام المقبلة.
وسوف يرتفع الإنفاق بصورة أسرع فى الولايات المتحدة حيث يمكن للمشغلين الاستجابة بسرعة لارتفاع أسعار البترول.
ومن المرجح نمو الإنفاق على المشاريع البرية فى الولايات المتحدة بنسبة 23% إلى 61 مليار دولار.
وقالت «وود ماكنزى»: إنه رغم التوقعات الآخذة فى التحسن والتنبؤ بزيادة الإنفاق العالمى خلال 2017 فلا تزال أدنى من معدلات 2014.
وأضافت أن الموافقة على المشاريع سيكون أيضًا أقل من متوسط الفترة من 2007 وحتى 2014.
وأكدت أن المستكشفين لا يزالون يتعافون من انهيار الأسعار، وليسوا على استعداد لتشغيل المشروعات بصورة كاملة حتى الآن.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار البترول وتسجيل أفضل زيادة سنوية منذ 2009 العام الماضى، فالأسعار لا تزال أقل من نصف قيمتها منذ منتصف 2014.
وانخفضت الأسعار بأكثر من 3% الشهر الجارى وسط مخاوف بشأن مدى فعالية خفض إمدادات «أوبك» واحتمال زيادة الإنتاج من الولايات المتحدة.
وأكد توم ايلكوت، نائب رئيس تحليل الشركات فى «وود ماكنزى» على أن معظم اللاعبين سوف يتوخون الحذر فى رهاناتهم لأنه ما زال هناك بعض الغموض حول الأسعار.
وأضاف أن تطلع الولايات المتحدة إلى آفاق الاستثمار فى عام 2018، وما بعده يمكن أن يضيف ما يصل إلى مليون برميل من البترول المكافئ، وهذا بدوره سيؤثر على تعافى الأسعار.
أشارت «وود ماكنزى» إلى أن صناعة البترول انتقلت من حالة البقاء على قيد الحياة من خلال مرحلة التكيف مع انخفاض الأسعار إلى التفكير فى النمو من جديد.