
«حوالة»: التجار استغلوا زيادة الجمارك وأصبحوا بلا منافس
تضاعفت أسعار الزجاج بعد قرار «تعويم الجنيه»، بسبب غياب منافسة المصانع المحلية بعد زيادة التعريفة الجمركية على الواردات، بحسب وصف التجار المتعاملين فى القطاع.
وعزا المصنعون، الارتفاع لزيادة تكلفة الإنتاج، والتى أجبرتهم على خفض الطاقة الإنتاجية، لخروج أسواق تصدير عربية وتراجع الإنتاج محلياً، وهو ما ينذر بتراجع صادرات القطاع الذى حقق زيادة بنسبة 11% خلال 2016.
ورصدت «البورصة»، فى جولة داخل الأسواق، تضاعف أسعار الزجاج، وإنتشار انواع منخفضة الجودة تتراوح اسعارها بين 20و30 جنيهًا لـ«دستة الأكواب»، لكنها لا تتحمل الحرارة وفقاً للمستهلكين.
وعلت الأتربة أسطح المرايا وأدوات المائدة، نتيجة تراجع القوى الشرائية للمستهلكين بفعل ارتفاع أسعار جميع السلع المترتب على زيادة سعر صرف الدولار.
قال أحمد حوالة، صاحب معرض زجاج، إن المصنعين استغلوا قرار زيادة الجمارك إلى 60% لرفع الاسعار، لأن 4 مصانع فقط تستحوذ على النسبة الأكبر من الإنتاج.
وبعد ارتفاع سعر المستورد، أصبحوا بلا منافس، وهو ما فتح المجال للتلاعب، فى ظل غياب الرقابة على الأسواق، وبالتالى سادت السوق حالة ركود غير مسبوقة.
أضاف محمد فتحى، صاحب محل أدوات منزلية، إن الطلب على الأنواع الرديئة يتزايد لأنه غير مضر صحياً، ويمكن استخدامه للأصناف الباردة. كما أن أغلب المستهلكين من العرائس، ويشترون كميات كبيرة، ولا يقدرون على شراء كل لوازمهم «فرز أول».
وقال خيرى صبحى، مراقب حسابات بمصنع العبور لتصنيع الزجاج، إن زيادة الأسعار مترتبة على ارتفاع تكاليف الإنتاج، فى مقدمتها فاتورة الغاز إلى 2 مليون جنيه مقابل 600 ألف جنيه نوفمبر الماضى، و«الصودا اش» المادة الخام للزجاج إلى 6 الاف جنيه للطن مقابل 2000 جنيه، وزيادة طفيفة فى أسعار الرمال المحلية لتسجل 1300 جنيه للطن مقابل 1000 جنيه.
وتستورد مصر 500 ألف طن سنوياً من «الصودا اَش» لتغطية إستهلاك نحو 34 مصنعا للزجاج المحلى لإنتاج أكثر من 1.83 مليون طن أدوات مائدة وطعام سنوياً، و550 الف طن زجاج مسطح وفقاً لبيانات شعبة الزجاج بغرفتى صناعات مواد البناء والصناعات الكيماوية.
لفت صبحى إلى أن استهلاك المصنع من الغاز يتخطى 10 آلاف متر فى 15 يوماً، لأن مصانع الزجاج توقد أفرانها على مدار الـ24 ساعة حتى لا يتجمد داخلها فتنهار.. ومع انخفاض حجم الإنتاج وصلت تكلفة الطاقة إلى 30% مقابل 15% قبل ذلك.
وأشار إلى أن اسعار بيع المصنع محلياً تضاعفت، وهو ما أثر على مبيعات السوق المحلى التى انخفضت 80%، وبالتبعية الطاقة الإنتاجية للمصنع لتبلغ 40 ألف طن شهرياً مقابل 60 ألف طن شهرياً.
وسجلت صادرات مصر من الزجاج خلال الفترة من يناير ـ نوفمبر 2016 زيادة ملحوظة عند نحو 218 مليون دولار مقارنة بـ195 مليون دولار فى الفترة نفسها من العام 2015، لكن توقع العاملون انخفاضا واضحا العام الحالى، بعد ارتفاع تكلفة الإنتاج وخسارة بعض الاسواق.
أضاف صبحى أن الاستفادة من الصادرات تراجعت مع زيادة التكلفة، فضلاً عن تراجع معدلات التصدير إلى 5 حاويات مقارنة بـ20 حاوية شهرياً، نتيجة خروج أسواق ليبيا، وسوريا، وتركيا، واقتصار الأسواق المتاحة على السودان، والمغرب، والجزائر.
وقال جمال السيد، مدير التصدير بشركة اللؤلؤة لصناعة الزجاج، إن صادرات الزجاج تواجه أزمة بعد خروج اكثر من سوق عربية نتيجة الاضطرابات الأمنية، وارتفاع تكلفة التوسع فى أفريقيا، لأن تكلفة النقل البحرى والبرى مرتفعة وتتراوح بين 5 و9 آلاف دولار للحاوية.
أوضح السيد، أن ارتفاع تكلفة الإنتاج كادت تتخطى فروق العملة، لكن تصدير كامل إنتاج الشركة يكفل هامش ربح بسيط. لذا تدرس الشركة تكثيف صادراتها على حساب السوق المحلى بدلاً من توجيه 50% فقط لتعويض تراجع المبيعات.
وألقت ارتفاعات الزجاج بظلالها على الحرف اليدوية لتعمق أزمة الركود التى تعانى منها بعد تراجع معدلات وفود السياح للمناطق الأثرية،
وقال هانى مكرم نمر، صاحب ورشة، إن بعض منتجاته زهيدة الثمن كالمكاحل التى كانت تبدأ أسعارها بجنيه إلى 10 جنيهات، ويقبل عليها المستهلكين تضاعفت ما جعلهم يحجمون عنها لشعورهم بأن قيمتها الفعلية أقل وتراجع قدرتهم على الشراء ما أجبره لوقف نشاطه والعمل بالطلبيات.
أوضح ان زيادة الأسعار نتيجة ارتفاع مدخلات الإنتاج 175%، فى مقدمتها خام الزجاج، وبلغ 28 جنيهًا للمتر مقابل 9 جنيهات نوفمبر الماضى، ومياه الذهب والألوان إلى 110 جنيهات للجرام مقابل 40 جنيهًا للجرام يونيو الماضى.