وهم توقف تدفق المهاجرين عبر ليبيا


بقلم: تونى باربر

دون أن يلاحظ أحد، أودت الهجرة عبر البحر بحياة 246 شخص تقريبًا فى الـ25 يومًا الأولى من يناير الماضى أثناء محاولاتهم عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.
هذا التقدير من منظمة الهجرة الدولية التى أعلنت أن 210 أشخاص لقوا حتفهم فى نفس الفترة من العام الماضى.
ومنذ بداية العقد الحالى مات أكثر من 13 ألف مهاجر على طول طريق البحر الأبيض المتوسط وحده والذى عرف باسم الطريق الدموى للمهاجرين.
ومن المقرر أن يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبى باستثناء بريطانيا، التى فى طريقها للخروج من الكتلة الأوروبية فى مالطا يوم الجمعة المقبل لتقديم طعنة جديدة فى معالجة هذه الحالة الطارئة.
فقبل أقل من عام عقد الاتحاد الأوروبى اتفاقًا مع تركيا حققت من خلاله غرضا سياسيا قصير الأجل لخفض أعداد كبيرة من المهاجرين الذين يتدفقون إلى جنوب شرق أوروبا.
ولكن احتمالات تحقيق نجاح مماثل إذا كان بالإمكان أن نطلق عليه نجاحًا غير واردة.
وجوهر المشكلة يتمثل فى انهيار الدولة الليبية بعد ثورة 2011 والتدخل العسكرى الغربى الذى أطاح بمعمر القذافى.
ورغم أن حكومات الاتحاد الأوروبى تعلم أن انهيار ليبيا والهجرة الأفريقية غير النظامية تجعل اتفاق تركيا غير واقعى إلا أنها تؤكد بشجاعة أن لديها شريكا ليبيا فى شكل الحكومة التى تدعمها الأمم المتحدة فى طرابلس، وسوف تساعد جهودها لوقف تدفق المهاجرين.
ومن المحزن القول إن هذا التعاون من نسج الخيال للاتحاد الأوروبى إلى حد كبير.
ففى المقام الأول قدّم انهيار ليبيا مزيدًا من الفرص أمام مهربى المهاجرين.
وكانت السواحل الليبية هى البوابة لعبور %90 من المهاجرين الذين بلغت أعدادهم 181 ألف شخص العام الماضى حيث يصل العديد من المهاجرين إلى الساحل بعد رحلة شاقة عبر الصحراء الليبية من شمال النيجر.
يأتى ذلك فى الوقت الذى لا تملك فيه الحكومة فى طرابلس عمليًا أى سيطرة على جنوب ليبيا.
وأطلق مارتن كوبلر، الدبلوماسى الألمانى الذى يرأس بعثة الأمم المتحدة فى ليبيا على البلاد «السوق البشرى» للمهاجرين.
ويقوم المهربون من اريتريا ونيجيريا وغيرهم من الأفارقة بنقل المهاجرين إلى الساحل الليبى ليتم بعد ذلك نقلهم فى قوارب متهالكة لشواطئ إيطاليا، حيث انقلب معظمها لأنها غير صالحة للإبحار فى البحر الأبيض المتوسط.
وكشف ديميتريس افراموبولوس، مفوض الهجرة فى الاتحاد الأوروبى أنه على مدى السنوات الثلاث الماضية وصل نصف مليون شخص على قوارب إلى إيطاليا بينما ينتظر حاليًا 300 ألف شخص آخر فى شمال ليبيا اللحظة المناسبة لمحاولة العبور.
وسوف يكتشفون سريعًا فور وضع أقدامهم على التراب الإيطالى أن الاتحاد الأوروبى ليس لديه خطة متفق عليها لتوزيعهم فى جميع أنحاء المنطقة أو حتى إعادتهم إلى أوطانهم.
والأسوأ من ذلك بالنسبة لأوروبا هو تفكك ليبيا وفوضى الصراعات الداخلية بجانب فراغ السلطة فى الدولة الذى يهدد سياسة هجرة الاتحاد الأوروبى.
ويعد خليفة حفتر، الجنرال المنشق الذى يتمتع بنفوذ كبير فى شرق ليبيا هو مفتاح القضية والذى يملك دعم من مصر والسعودية والإمارات وبشكل متزايد من روسيا إضافة إلى امتلاكه أيضا اتصالات مع فرنسا.
ويصور حفتر، نفسه على أنه الخصم الأكثر حزمًا فى شمال أفريقيا فى التعامل مع التطرف الإسلامى وهو الموقف المحبب للكرملين والإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب.
وإذا قامت واشنطن، بتبديل دعمها للحكومة فى طرابلس فإن الاتحاد الأوروبى سيتعرض لمزيد من خطر الاضطرابات فى ليبيا.

إعداد: محمد رمضان
المصدر: فاينانشيال تايمز

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية



نرشح لك

vgylscyR 1486285621 342 18664
العقد الصناعى لأفريقيا
1461382877 540922 291 35317
أخطاء ما بعد القذافى

https://www.alborsanews.com/2017/02/02/970484