فيفيك راماشاندران يكتب: الانتقال بالعمليات التجارية إلى العالم الرقمى باستخدام تقنية “Blockchain”


يمكن لتقنية Blockchain إحداث ثورة فى مفهوم التعاملات التجارية، ما يتيح لشركات الأعمال إمكانية إجراء عمليات التبادل التجارى فيما بينها بشكل أرخص وأسرع وأبسط على المستوى الدولي.
فبدءاً من «خطابات الاعتماد» وانتهاءً بـ«سندات الشحن»، فإن تجارة السلع تعتمد اليوم بشكل كبير على المستندات الورقية. وفى حين أن هناك حاجة متزايدة، فى عالمنا الرقمي، إلى تحديث العديد من العمليات التجارية التى تقوم على أساس المعاملات الورقية لتواكب أحدث التقنيات. وبالتالي، فإن التحول إلى العالم الرقمى سيقلل من الإجراءات الروتينية والأخطاء، ويعمل على تحسين مستوى الأمان وتسهيل تعديل المستندات، وتوفير المزيد من الوقت والمال فى وقت واحد.
هذا وتقوم الكثير من مؤسسات الخدمات المالية بدراسة كيفية تطبيق واستخدام تقنية «Blockchain» التى تقوم بتسجيل المعاملات ضمن مجموعات، ومن ثم تشكيل سلسلة من البيانات الدائمة، بحيث يمكن تطبيقها على المعاملات التجارية، وكذلك على العديد من العمليات الرئيسية الأخرى. وفى كل مرة يقوم فيها شخص ما بإدخال معاملة جديدة، فإنه تتم إضافة «مجموعة» من البيانات إلى «سلسلة» البيانات الحالية. وبإمكان الأشخاص الآخرين ضمن الشبكة الاطلاع على البيانات والمعلومات المتوفرة على قاعدة البيانات والتحقق من صحة المعاملات الجديدة عند تسجيلها فى قاعدة البيانات. ولقد تم إحراز تقدم تقنى سريع وكبير فى هذا المجال. فعلى مدى العام الماضي، قامت المؤسسات بإصدار سلسلة من الإعلانات التى تبين كيفية استخدام تقنية «Blockchain» من الناحية النظرية.
فعلى سبيل المثال، قام كل من بنك «HSBC» وبنك أوف أمريكا ميريل لينش وهيئة تطوير المعلومات التجارية فى سنغافورة بإصدار منشورات توضح مفهوم تقنية «Blockchain»، وكيفية تطبيقها على خطابات الاعتماد. وهناك معاملات تجارية تزيد قيمتها على 2 تريليون دولار أمريكى تعتمد، حالياً، على التبادل الفعلى لخطابات الاعتماد المصرفية، ويتم استخدامها من قبل المستوردين والمصدرين للتقليل من مخاطر التجارة، فيما بينهم ومنح الموردين إثباتاً للدفع.
وفى شهر نوفمبر الماضي، قام كل من بنك HSBC، ومؤسسة Reliance Industries بإتمام أول عملية تبادل لخطابات الاعتماد إلكترونياً فى الهند. ففى البلدان سريعة النمو مثل الهند، حيث لا وجود للعوائق الجمركية، مثل متطلبات المستندات الورقية التى تمثل عائقاً محتملاً أمام عمليات التجارة، فإن التحول إلى التقنيات الإلكترونية عبر الإنترنت قد يكون عاملاً مساعداً فى التقليل من التأخيرات والتكلفة والشكوك.
لكنَّ هناك مجالات أخرى من التجارة قد تستفيد، أيضاً، من تطبيق تقنية «Blockchain». ويمكن استخدامها على سبيل المثال لتحويل سندات الشحن إلى الصيغة الرقمية، وكذلك المستندات التى تبين نوع المواد المشحونة، ومكان البضاعة أو السلع التى يجرى شحنها.
إن اختبار مفهوم تقنية «Blockchain» من الناحية النظرية شيء، لكنَّ العمل على تطبيقها بشكل فعلى فهو شيء آخر يتطلب إنشاء المنصة التى يرغب المصدرون والمستوردون باستخدامها على أن تكون قابلةً للتطوير والتوسع والامتثال للوائح والقوانين. وهناك عدد من العقبات الرئيسية التى ينبغى التخلص منها فيما يتعلق بالبيئة القانونية والتنظيمية، فالتجارة قد تكون عالمية، ولكن لكل دولة قوانينها وأنظمتها الخاصة بها، وبالتالى فإن الحصول على موافقة صناع السياسة يعتبر أمراً أساسياً. وهذا يتطلب استثماراً كبيراً أيضاً.
نرى أنه من الممكن استخدام تقنية «Blockchain» كـ«شبكة مغلقة» خلال الأعوام الثلاثة إلى الخمسة المقبلة، حيث ستكون المعاملات متاحةً فقط أمام المشاركين المسجلين، بما فى ذلك المشترون والبائعون. ولكن لا يمكن لهذا الأمر أن يتحقق بالفعل إلا إذا كان هناك تعاون على نطاق عالمي.
كما ينبغى على البنوك والمؤسسات الأخرى الاستمرار بالتواصل مع بعضها الآخر خلال تجربتها لهذه التقنية، واختبار الأفكار المقترحة. وفى ذات الوقت، ينبغى على الشركات التى تعمل فى التجارة المشاركة فى هذه العملية، وبالتالى بيان كيفية استخدام تقنية Blockchain بما يحقق الفائدة لأعمالها. ومن خلال العمل معاً فقط سنتمكن من إنشاء منصة يمكن استخدامها من قبل جميع الأطراف المشاركين فى العملية التجارية، من بنوك ومصدرين وشاحنين وجهات تنظيمية وتشريعية وقانونية.
ويعتمد الابتكار فى مجال الخدمات المصرفية على فهم متطلبات العملاء واحتياجاتهم والقيام باستخدام التقنية الجديدة لتحقيق ذلك لهم. وأعمال التجارة بحاجة اليوم للحلول التقنية المبتكرة والمتطورة التى يوفرها القرن 21 للتغلب على المشاكل والمعوقات القديمة التقليدية التى تحد من نشاطها وفاعليتها.

وبإمكان تقنية Blockchain أن توفر جزءاً من هذه الحلول المنشودة.
«START BOX»
ما هى تقنية Blockchain؟
تعتبر تقنية Blockchain نوعاً من أنواع قواعد البيانات اللامركزية، أي أنها قاعدة بيانات إلكترونية تقوم دائماً بتسجيل والتحقق من صحة البيانات والمعلومات المجمعة بصيغة رقمية. وفى كل مرة يقوم فيها شخص ما بإدخال معاملة جديدة، فإنه تتم إضافة «مجموعة» من البيانات إلى «سلسلة» البيانات الحالية. وبإمكان الأشخاص الآخرين ضمن الشبكة الاطلاع على البيانات والمعلومات المتوفرة على قاعدة البيانات، والتحقق من صحة المعاملات الجديدة عند تسجيلها فى قاعدة البيانات. وهذا من شأنه إنشاء سجل دائم ومرتب زمنياً لكل معاملة.

 

 الرئيس العالمى لمنتجات التجارة HSBC

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية



نرشح لك


https://www.alborsanews.com/2017/02/05/970615