لقد تقدمت التكنولوجيا فى عصرنا الحالى بحيث لم تعد وظيفة الابتكار هى خلق حياة أفضل.. بل أصبحت الرغبة فى توفير أسلوب حياة أفضل للمستهلكين هى الدافع لإنتاج المنتجات الجديدة الأكثر تشويقاً.
وفى حين تجد بعض هذه الابتكارات طريقها سريعاً إلى حياتنا وتغير من الطريقة التى نعمل بها، فإن البعض الآخر يأتى على شكل مفاهيم قد تكون أولا تكون جزءا من واقعنا ثلاثى الأبعاد فى المستقبل القريب.
قبل بضعة أشهر، كنا نقول: إن إنترنت الأشياء سيُحدث موجة جديدة من الابتكارات. ومع التوسع السريع الذى يشهده إنترنت الأشياء، فإنه من المتوقع حدوث ثورة جديدة فى هذا المجال خلال العام الحالى.
سيكون إنترنت الأشياء هو القوة الدافعة وراء تحسين الكفاءة، وخلق فرص جديدة للدخل، وحل المشكلات التجارية فى العديد من القطاعات والأعمال.
ورغم وجود انترنت الأشياء على مدى أكثر من عقد من الزمان، فإن تطورين مهمين فى السنوات العشرين الماضية كانا السبب الرئيس وراء تحول انترنت الأشياء، إلى ظاهرة تغير الواقع.
التطور الأول هو النمو الهائل فى أجهزة وتطبيقات الهواتف النقالة، والثانى هو توافر الاتصال اللاسلكى بشكل كبير.
وقد بزغ فجر انترنت الأشياء بالفعل.. لكن هناك حاجة للبدء فى تحويل التركيز من الأجهزة، التى يمكن توصيلها ببعضها البعض إلى الطريقة التى يمكن من خلالها تحسين الخدمات.
فى المراحل الأولى من التعامل مع شبكة الإنترنت، كان الضوء مسلطاً على أجهزة «المودم» و«الراوتر»، أو على كيفية الاتصال، أو على مقدمى خدمات الإنترنت.
اليوم لا أحد يهتم بمثل هذه الأمور، حيث أصبحت شبكة الإنترنت أمراً أساسياً فى حياتنا.
ووفقاً لآخر البيانات الصناعية، فإن أكثر من 40% من سكان العالم لديهم اتصال بالإنترنت اليوم، بعد أن كانت النسبة لا تتعدى تلك الـ1% قبل بضع سنوات.
ولم تنشأ هذه الزيادة السريعة والكبيرة فى استخدام شبكة الإنترنت، إلا عن الوعى المتزايد بقوة وقدرة الإنترنت.
يقدر عمالقة الشبكات فى العالم أن عدد الأجهزة المتصلة بالانترنت فى جميع أنحاء العالم سيرتفع من 15 مليار جهاز فى يومنا هذا إلى 50 مليار بحلول 2020.
ومنهم من هو أكثر تفاؤلاً، حيث يقول إن ما يزيد على 200 مليار من الأجهزة سيكون متصلاً بالإنترنت فى ذلك الوقت.
على صعيد آخر، تقدر مؤسسة البيانات الدولية للأبحاث، أن الإنفاق العالمى على أجهزة وخدمات انترنت الأشياء سيرتفع من 656 مليار دولار فى 2014 إلى1.7 تريليون دولار فى 2020.
وستحتاج جميع هذه الأجهزة المتصلة بالإنترنت إلى معدات وشبكات وبرمجيات ومعالجات بيانات مناسبة لتلبية هذا النمو السريع.
ويقدم عمالقة الشبكات حلولاً قابلة للتطوير لنشر أنظمة إنترنت الأشياء وخلق أنظمة تحليلات تستطيع تحليل البيانات المتراكمة، وتعمل فى الوقت نفسه على تحسين محفظة الأمن الإلكترونى لمواجهة التهديدات الجديدة.
وعند التطلع إلى المستقبل، سيمتلئ العالم قريباً بالعديد من الأشياء التى نستخدمها فى الحياة اليومية متصلة بشبكة الإنترنت.
ويقدم إنترنت الاشياء فرصاً جديدة مذهلة للشركات، وستتعدد آثار إنترنت الأشياء على جميع المستويات فى العمليات التجارية، بما فيها الصناعة، من الآثار العادية إلى آثار غير تقليدية.
بالتأكيد، سيكون العالم فى حالة ترقب. ورغم ما سيحدثه الشكل الجذاب من ضجة، فإن ما سيهتم به الناس فى الواقع، هو كيف لهاتف ذكى مع ساعة إضافية أو ثلاجة بحاسب لوحى على سبيل المثال أن يقدما فوائد ملموسة فى واقع الحياة.
فى السنوات القليلة الماضية،أصبح إنترنت الأشياء عنوان الابتكار، وافترض الناس أن ظهوره يبشر بعهد جديد للقيام بالأشياء بشكل أفضل.
وسيقدم إنترنت الأشياء حلولاً للمشاكل، التى تواجه الشركات، بما يجعل هذه المشاكل إما تختفى أو تتقلص بشكل كبير.
وبالتماشى مع التطورات التكنولوجية الأخرى مثل الحوسبةالسحابية والشبكات الذكية وتكنولوجيا النانو والروبوتات، يمثل عالم إنترنت الأشياء الذى نحن بصدد الدخول إليه، خطوة عملاقة نحو اقتصاد على قدر أكبر من الكفاءة والإنتاجية، والسلامة، والربحية.
وستعزز التطورات الجديدة المتعلقة بإنترنت الأشياء، الحاجة إلى رؤية فوائد أوسع للمستخدم النهائي. فيكفى مثلاً أن يوفر منزلا مترابطا من خلال الإنترنت حياة أفضل، ربما كنتيجة لتخزين أفضل للمواد الغذائية فى أجهزة منزلية أكثر ذكاءً، أو خلق بيئة أكثر نظافة أو صحة، لأن مكيف الهواء أو جهاز تنقية الهواء يحتوى على بيانات أفضل للمستخدم.
ويتوقع العديد من الخبراء فى هذا القطاع أيضا، أن إنترنت الأشياء سيؤثر على أو يغير كل الصناعات فى السنوات المقبلة.
وسيصبح إنترنت الأشياء قريباً لا غنى عنه فى العمليات. وستساعد هذه الصناعات فى تسليط الضوء على مستقبل إنترنت الأشياء خلال السنوات المقبلة.
وليس هناك شك، فى أن إنترنت الأشياء سيتصدر عصرا اقتصاديا جديدا فى جميع أنحاء العالم.
ولا تشمل وعود إنترنت الأشياء، مجرد تحسينات على العمليات القائمة والنماذج الاقتصادية بل تشمل تحولات كاملة.
وسيُحدث اقتصاد انترنت الأشياء ثورة فى الطريقة التى تنتهجها الشركات فى الإنتاج والقيام بوظيفتها وأدائها. ويحدث هذا التغيير بشكل أسرع من أى ثورة صناعية سابقة.
وفى حين أصبح إنترنت الأشياء واحداً من التكنولوجيات التى أحدثت ضجة كبيرة هذا العام، هناك مناقشات الآن حول كيفية تحقيق أقصى قدر من تأثيره والوصول إلى أكبر قيمة له. ومع طوفان المعلومات وبيانات الأداء التى سوف تنتج عن إنترنت الأشياء، سيحدث طفرة أيضاً فى الذكاءالاصطناعى وصناعة الروبوتات فى السنوات المقبلة.
فقد قدمت بالفعل صناعة الروبوتات والذكاء الاصطناعى، عند استخدامها وتسخيرها بشكل صحيح، إسهامات إيجابية فى معالجة بعض القضايا الاجتماعية الاقتصادية، كماهوالحال فى استكشاف الفضاء والتجارب العلمية، وحتى فى مجال التصنيع حيث يمكن صيانة الإنتاج واستدامته بسلاسة.
ومع التطور السريع فى مجال الروبوتات والتعلم الآلى وإنترنت الأشياء،فإن لدينا كل أجزاء التكنولوجيا لجعل هذا يحدث، وإنها مجرد مسألة وقت لنتمكن من دمج جميع هذه الأدوات وتحويل طريقتنا فى العيش.
وعلى هذه الخلفية تتوجه «إل جى»، نحو الذكاء الاصطناعى ساعيةً لتنمية هذا التوجه ليشمل ليس مجرد تحسين المنتجات بل الوصول إلى إمكانية تحسين الخدمات من خلال الروبوتات.
ومع نمو عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت، تتقدم «إل جى» خطوة أخرى على رأس القطاع من خلال طرح تشكيلة جديدة من الروبوتات الذكية الرائدة فى معرض الإلكترونيات الاستهلاكية 2017 فى لاس فيجاس، بولاية نيفادا الأمريكية.
كيفن تشا رئيس شركة«إل جى إلكترونيكس»الشرق الأوسط وأفريقيا