تطورت العلاقة بين الهاتف المحمول وقطاع السفر والسياحة بشكل هائل وباتت الأيقونات المنوعة على صفحات الإنترنت بوابة رئيسية للعملاء للتعرف على العروض والخدمات المتاحة.
ويمكن حاليا للضيوف متابعة الحجوزات وخدمات الفنادق والمقارنة بينها وتذاكر القطارات وتصوير الإيصالات وطلب السيارات الأجرة او تتبع الرحلات الجوية اثناء مسارها فى الجو والدخول الى خرائط المدن بدون تكلفة باهظة.
وتعتبر التكنولوجيا والهواتف الذكية احد أهم أدوات المديرين التنفيذين فى هذا القطاع لتحقيق النمو فى الإشغالات الفندقية ويصفها تقرير لصحيفة التايمز البريطانية بأنها أحدثت ثورة فى قطاع السفر والسياحة.
قال باول ويت الرئيس التنفيذى لشركة جايد ترافل مانجمينت كامبنى ان الراغبين فى السفر يمكنهم تحديد كل خطوة فى الرحلة قبل انطلاقها من جميع الجوانب.
وفى حال إلغاء رحلة نتيجة ظروف اضطرارية يمكن حاليا للمسافر تعديل رحلته التالية او موعد وصوله للفندق من خلال مواقع الحجز الإلكترونى بإرسال إشعار بحدوث مشكلة قبل ان تعرف بها الشركات.
وأجبر اعتماد العملاء على الهواتف الذكية فى التسوق عموما فى الحجوزات السياحية الشركات على مواكبة متطلباتهم خصوصا بعد تمتعهم بخبرات كبيرة فى التعاملات التجارية عبر الإنترنت وأصبح الأمر شبه اعتيادى لهم وبالتالى سيشعرون بنقص ما اذا لم تنجح شركات السفر والسياحة فى مواكبة هذا التحول وبسرعة مناسبة.
ويتوقع ويت أن يجعل الاعتماد على ما يعرف بـ«انترنت الأشياء» الأمر اكثر كفاءة ومتعة للزائرين كما ان الشركات شهدت ايضا نموا فى ارباحها بفضل هذا التطور نظرا لسهولة التواصل مع العملاء والوصول الى الجماهير المستهدفة بشكل اكثر تحديدا.
وتشير الإحصاءات الى أن حصة الشباب الأكثر استخدماما للتكنولوجيا نمت بشكل كبير ففى 2013 كانت نسبة المسافرين اقل من 45 عاما تمثل نحو 46% ووصلت فى 2016 الى نحو 75% كما تضاعفت تقريبا نسبة الفئة الأقل من 30 عاما.
ويتطلب ذلك من الشركات السياحية والفنادق بصفة خاصة تعديل استراتيجياتها لتلائم فئات الشباب واحتياجاتهم التى تختلف كثير عن اصحاب الشعر الأبيض، حيث اظهر جيل الألفية شغفا كبيرا بالسفر والترحال خصوصا وانهم يعتمدون على التكنولوجيا والهواتف الذكية فى معظم تعاملاتهم بداية من طلب الوجبات السريعة الى مشاهدة المباريات، وترتفع النسبة فى الولايات المتحدة وبريطانيا عن غيرها من الدول الغربية.
ومن المتوقع أن يشهد العالم طفرة فى تكنولوجيا السفر والسياحة وتدفق تطبيقات جديدة اكثر جاذبية لتلبية الطلبات عبر الإنترنت عموما والهواتف الذكية خصوصا.
كما ان هذا النمط من تصرفات العملاء يعنى ان الرحلات ستحمل طابعا اكثر خصوصية للأفراد لأنهم قادرون على تحديد اختيارات اكثر دقة من حيث الملاءمة لشخصيتهم.
فى الجهة الأخرى يتنامى الاعتماد على التكنولوجيا من قبل المديرين للأعمال التنفيذية فكمية المعلومات الهائلة وتحليل البيانات يدفعهم الى سحب الكمبيوتر الخاصة بتخزين المعلومات فى ذاكرة افتراضية يمكن الوصول اليها من اى مكان ومتاحة للجميع وبدون حد اقصى من التخزين.
كما تتيح التكنولوجيا للفنادق ربط شبكتها بشبكات المعلومات المتعلقة بشركات الطيران والسياحة والعملاء ايضا، فيمكن للمدير حاليا من خلال هاتفه الذكى بدء عملية فى بانكوك والانتهاء منها فى غرفته بفندق فى باريس.