جدة – البورصة نيوز
قال مختصون في الشأن النفطي، إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حاليا تحمل عدة جوانب، منها الاقتصادية والسياسية والدينية والإنسانية، باعتبار المملكة قبلة للمسلمين وخادمة للحرمين الشريفين، وباعتبار أن الدول الآسيوية تستورد نحو 70% من إنتاج المملكة النفطي.
من جهته، أوضح الخبير النفطي الدكتور راشد أبانمي أن تركيز المملكة على دول آسيا يأتي في الوقت المناسب، حيث إن العلاقات مع تلك الدول بالأساس تاريخية ولها جذور قوية، وتعزيزها حاليا يعطي المملكة ثقلا عالميا بعيدا عن هيمنة الدول الأخرى التي قد تنظر للمملكة من نواح غير صحيحة بالرغم من وجود مصالح مستقبلية مع تلك الدول.
وأشار إلى أن أكثر من 70% من صادرات المملكة النفطية تذهب للدول الآسيوية النامية، مثل: ماليزيا والصين والهند وإندونيسيا، خاصة وأن البترول الذي تنتجه المملكة للتصدير يعد زيتا ثقيلا يتلاءم مع المصافي وخطوط الإنتاج الآسيوية ولا يتلاءم مع خطوط الإنتاج الأوروبية والأمريكية التي تعتمد خطوط الصناعة فيها على الزيت الخفيف كالكوريسين والديزل.
تكلفة النقل
ولفت أبانمي إلى أن تكلفة نقل النفط إلى الدول الآسيوية تعد منخفضة، مقارنة بغيرها من الأسواق نتيجة القرب الجغرافي، متوقعاً أن تشهد صادرات النفط السعودي لدول آسيا نسب نمو ملحوظة بعد هذه الزيارة وتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين تلك الدول والمملكة.
ويرى المحلل الاقتصادي الدكتور ناصر القرعاوي، أن الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين حالياً، تأتي في عدة جوانب أساسية منها الاقتصادية والسياسية وتعزيز مكانة المملكة الدينية، حيث من المتوقع أن تشهد سلسلة الزيارات توقيع أكثر من 30 اتفاقية في المجالات المختلفة.
طريق الحرير
وشدد القرعاوي على أن طريق الحرير التاريخي القديم سيمثل أهم المحاور التي ستجري مناقشتها والترتيب لها مع الدول الآسيوية، بعد أن حاولت إيران أخيرا انتزاعه لمصالحها الشخصية حتى تدخلت المملكة بإعادته لطريقه الصحيح التاريخي بمد الجسر البري والجوي بين المملكة ومصر، ولم تعمد المملكة لجعل نفسها المسيطرة على الطريق، بل اكتفتي بأن تكون البوابة المفتوحة بين دول آسيا وإفريقيا وأوروبا ضمن مجموعة من الدول.
وتوقع القرعاوي أن يتمخض عن تلك الزيارة نتائج إيجابية تتمثل في زيادة التعاون الاقتصادي مع إندونيسيا بنسبة لا تقل عن 40 %، وكذلك بالنسبة لماليزيا.
وأشار إلى أن حجم الصادرات النفطية السعودية للصين زاد منذ يناير ما قبل الماضي بنسبة 19%، ومن المتوقع أن تزيد أكثر بعد توقيع الاتفاقيات المرتقبة.