تحول الحكومة نحو الطاقة المتجددة يقلص الاعتماد على الفحم
انخفضت انبعاثات الكربون فى المملكة المتحدة، إلى المستويات التى كانت عليها أثناء الفترة الأخيرة من ولاية الملكة فيكتوريا بعد تقليص استخدام الفحم.
وأشارت الأرقام الجديدة، إلى أن استهلاك الفحم فى المملكة المتحدة تراجع بنسبة قياسية بلغت 52% العام الماضي، مقارنة بعام 2015 بسبب ارتفاع أسعار الكربون المحلية وانتشار مصادر الطاقة المتجددة والسياسات البيئية الأخرى.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن الفحم كان حجر الأساس لإمدادات الطاقة فى المملكة المتحدة لأكثر من 150 عاما، ومثّل 23% من توليد الكهرباء فى الآونة الأخيرة.
ولكن تراجعت حصته إلى 9% فقط العام الماضي، عندما تسارع توليد الكهرباء من مزارع الرياح للمرة الأولى.
وأشارت الصحيفة إلى تسارع وتيرة انهاء استخدام الفحم بشكل أسرع مما كان متوقعا.
ففى نوفمبر 2015 كشف الوزراء عن خطط للتخلص التدريجى من توليد الطاقة من الفحم بحلول عام 2025. وقد تكون المملكة المتحدة الأقرب إلى بلوغ أهداف خفض تلوث الكربون المتسبب فى ظاهرة الاحتباس الحرارى أكثر مما كان يعتقد سابقا.
وتراجعت انبعاثات الكربون بنسبة 6% إلى حوالى 381 مليون طن من غاز ثانى أكسيد الكربون العام الماضى.
وأوضحت البيانات أن هذه النسبة بمثابة أدنى مستوى منذ عام 1894 بصرف النظر عن ارتفاعها على مدار سنتين فى العشرينيات، عندما تسببت الإضرابات فى ضرب الصناعة بجميع أنحاء البلاد.
وتعجب سايمون ايفانز، محلل لدى «كاربون بريف»، من هذه النسبة، موضحا أنه عندما أعلنت الحكومة عن التخلص التدريجى من الفحم عام 2015 لم يكن يتوقع أن تكون قريبة جدا من تحقيق ذلك سريعا كما حدث حاليا بالفعل.
واستند تحليل إيفانز، على بيانات مؤقتة من وزارة الطاقة فى المملكة المتحدة، والتى ستنشر تقديرات انبعاثات الكربون الخاصة بها نهاية الشهر الحالى.
وكان وزير المالية البريطانى فيليب هاموند، قد كشف النقاب عن قرار فى الموزانة يخص الحد الأدنى لسعر الكربون، والذى كان أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض استخدام الفحم.
وتضاعفت ضريبة الكربون إلى 18 جنيها استرلينيا للطن فى أبريل 2015، فى خطوة ضربت محطات توليد الطاقة التى تحرق الفحم والتى تنتج ضعف كمية ثانى أكسيد الكربون لكل وحدة من الكهرباء المولدة بالغاز.
وأشارت الصحيفة إلى أن استخدام الغاز زاد العام الماضى بسبب تلاشى الفحم.
وتلتزم المملكة المتحدة قانونيا بخفض انبعاثاتها من الغازات الدفيئة بنسبة 80% على الأقل من مستويات عام 1990 بحلول عام 2050 بموجب قانون تغير المناخ الذى تم إصداره عام 2008.