الشركات تقتنص الفرص وسط ارتفاع المؤشرات الاقتصادية
أعرب مستثمرون أجانب عن إعجابهم بسوق روسيا من جديد، إذ تسعى الشركات للاستفادة من أسواق الأسهم والسندات العامة، الأمر الذى يشكل تحولاً فى المعنويات منذ فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى عقوبات على موسكو بسبب صراعها مع أوكرانيا.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن الصناديق الدولية فضّلت فى الماضى البقاء خارج أسواق الأسهم الروسية، بسبب المخاوف بشأن تأثير العقوبات، فضلاً عن المخاوف الاقتصادية، لكن أوضح بعض المصرفيين أن المستثمرين يتم جذبهم مرة أخرى على أمل أن السوق الذى يعانى الكساد يشهد تحولاً جذرياً.
وطرحت شركة «ديتسكى مير»، لمستلزمات الأطفال، أسهماً بقيمة 335 مليون دولار فى فبراير، وهو الشهر الذى شهدت فيه الشركات الروسية استثمارات أجنبية بقيمة 1.2 مليار دولار من خلال الطروحات الأولية والثانوية فى موسكو.
وعلى صعيد السندات، أصدرت الشركات الروسية سندات دولية بقيمة 2.5 مليار دولار تقريباً الشهر الماضى واجتذبت المستثمرين حول العالم.
جاء ذلك فى الوقت الذى جمعت فيه مؤسسة «سيفرستال» واحدة من أكبر شركات صناعة الصلب فى روسيا 750 مليون دولار، فى اثنين من إصدارات السندات فبراير الماضى.
وأشار مكسيم أرفيوف، رئيس الاستثمارات البنكية الروسية فى «رينيسانس كابيتال» إلى وجود نشاط كبير فى معظم القطاعات، العام الماضى والتى غاب عنها معظم المستثمرين.
وأضاف أن كثيراً من مدراء الأصول، اندفعوا نحو روسيا بصورة كبيرة فى الوقت الراهن، وهو ما يعنى أن الناس يرون أنهم أضاعوا الفرصة، ويرغبون حالياً فى اللحاق بالركب.
وأوضحت الصحيفة، أن الشركات الروسية تتأهب للاستفادة من التغير فى معنويات المستثمرين بمزيد من عمليات الطرح.
ويخطط الملياردير أوليغ ديريباسكا، لطرح شركته «إى إن» فى اكتتاب عام أولى، والتى قد تجمع نحو 2.7 مليار دولار.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أوشكت فيه شركة «بوليوس» أكبر منتج للذهب فى روسيا والتى جمعت 800 مليون دولار من طرح سندات دولية يناير الماضى، على الانتهاء من تفاصيل الاكتتاب الثانوى بما شأنه أن يضاعف الطرح إلى 10% من أسهم الشركة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر على اطلاع بالخطط، أن متاجر التجزئة على الإنترنت «يولمارت»، ومحل بيع الأحذية «أوبوف روسى»، يدرسان عمليات طرح ممكنة داخل روسيا.
وقالت آنا فاسيلينكو، رئيس الأسواق الأولية فى بورصة موسكو، إن الشركات التى كانت متعطشة لرأس المال لبضع سنوات، تنظر إلى هذه الفترة الآن بأنها بمثابة نافذة مفتوحة للفرص، مضيفة أن مزيداً من الشركات قد تطرح أسهمها فى السوق الروسى هذا العام.
وكانت بعض الشركات تنوى طرح أسهم فى بورصة روسيا خلال السنوات القليلة الماضية. لكن العديد من خطط الاكتتاب تم التخلى عنها.
وأشارت الصحيفة، إلى أن روسيا تأمل فى زيادة موجة الاكتتابات المخطط لها هذا العام لتصل إلى المستويات الطبيعية، والتى ستعود بالنفع على موسكو. ولكنَّ عدداً قليلاً من المصرفيين، يتوقعون حصول السوق على مستوى قريب من ذروة 2007 عندما جمع إجمالى 29 اكتتاباً عاماً، وجمعت الإصدارات الثانوية 32.9 مليار دولار.
وأوضح أحد المصرفيين، أن هناك كثيراً من الشركات ترغب فى دخول السوق الآن، لكن لا نعرف مدى حجم الطلب.
وأعلن مصرفيون، أن المشاعر كانت متقلبة بالفعل هذا العام، لكن زادت الثقة وفقاً لتقديرات نمو الناتج المحلى الإجمالى البالغة 2% فى 2017، وإنهاء الانكماش الذى استمر لمدة عامين إلى جانب انتعاش الإنتاج الصناعى فى يناير الماضى.
وأضاف المصرفيون، أن انتخاب دونالد ترامب، رئيساً للولايات المتحدة دعم الثقة على أمل تحسين العلاقات مع موسكو.
ولكن هدأت التوقعات منذ تنصيب ترامب، وسط مؤشرات تفيد بأن ذوبان الجليد بين أمريكا وروسيا ليس وشيكاً، جنباً إلى جنب توقف ارتفاع أسعار البترول، مع عدم وجود علامة على ارتفاع الطلب على السلع الاستهلاكية الذى يؤدى إلى الحذر من تغير الخطط الاستثمارية الروسية.
وأوضح مصرفى استثمارى رفيع المستوى فى موسكو، أن الشركات التى كانت بمنأى عن الاستثمار فى الماضي، تهرول الآن لجمع المال.
