انخفضت أسعار البترول بنسبة 10% تقريبًا الأسبوع الماضى وهو أدنى مستوى منذ أن وافقت منظمة «أوبك» على خفض الإنتاج فى نوفمبر الماضى.
وكشفت صحيفة «فاينانشيال تايمز» عن 5 عوامل تساهم فى تجدد نوبة البيع التى يمكن أن تدفع خام برنت لتجاوز مستوى 50 دولارا للبرميل.
أولا: البترول الصخرى الأمريكى
عادت صناعة البترول الصخرى فى الولايات المتحدة لتوسعاتها من جديد بعد ارتفاع أسعار البترول فوق 50 دولارا للبرميل.
وبعد عامين من الانكماش قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن الإنتاج ارتفع بمقدار 300 ألف برميل يوميا ليصل إلى 9.2 مليون برميل يوميا فى 2017 قبل إضافة 500 ألف برميل آخر يوميا فى العام المقبل.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الأرقام كبيرة بالفعل ولكنها نصف الحكاية فقط فقد خفضت الصناعة التكاليف خلال فترة الانكماش التى استمرت عامين.
وأضافت أن سرعة انتعاش البترول الصخرى هو تذكير بأن الصناعة لديها فرصة للتكيف مع التحول الهيكلى الكبير بدلا من مجرد تعزيز الإنتاج على المدى القصير.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تقوم شركات البترول بتوجيه الإنفاق نحو المناطق الأكثر إنتاجية.
وكشفت البيانات ارتفاع منصات الحفر فى الولايات المتحدة بأعلى مستوى فى 18 شهرًا.
ثانيًا: «أوبك»
يشكل إنتاج أمريكا الشمالية الذى جاء أقوى من المتوقع تهديدًا خطيرًا لمنظمة الدول المصدرة للبترول.
يأتى ذلك بعد أن نجحت «أوبك» فى تعزيز الأسعار بعد أن وافقت على خفض الإنتاج أواخر العام الماضى ما دفع المنتجين الكبار الآخرين من خارج المنظمة مثل روسيا للمشاركة فى هذا الاتفاق.
ولكن بعد الارتفاع الأولى فى ديسمبر ارتفعت الأسعار بشكل طفيف فوق 50 دولارا للبرميل خلال الشهرين الأولين من عام 2017 على الرغم من أن المنظمة كانت تقترب من تحقيق هدف الإنتاج.
ومن المقرر أن تواجه المنظمة قرارًا صعبًا عندما تجتمع مرة أخرى يوم 25 مايو المقبل.
ويمكن أن تتراجع المنظمة عن التخفيضات الحالية حيث يعتقد العديد من المحللين أن المخزونات ستبدأ فى الانخفاض خلال النصف الثانى من العام.
ومن المتوقع أن توافق المنظمة على مد اتفاق خفض الإنتاج لإعطاء السعر دفعة أخرى ولكن مع العلم أنه سيكون من المؤكد تخليها عن حصة أكبر من السوق لصالح المنتجين الآخرين.
أو ربما ستتخلى المنظمة عن محاولات إدارة السوق والعودة إلى حرب أسعار شاملة وهى استراتيجية تبنتها المجموعة خلال 2015 قبل أن يصبح الألم الناجم عن انخفاض الأسعار كبيرًا للاقتصادات المعتمدة على البترول.
وقد يكون الخيار الأول هو الأرجح ما لم يستمر انخفاض الأسعار بالمستويات الحالية.
وكانت المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للبترول فى العالم قد أعلنت أنها لم تقم بكل ما لديها لتعزيز الأسعار.
وأصدرت المملكة مؤخرًا بيانًا أعلنت فيه أنها لا تزال ملتزمة بالتخفيضات لأجل استقرار السوق مع شركائها بعد تراجع برنت دون 50 دولارا للبرميل.
ولم تؤكد روسيا أكبر مصدر للبترول الخام خارج «أوبك» حتى الآن إمكانية اتخاذ مزيد من الإجراءات نظرًا لانتعاش إنتاج البترول الصخرى.
وأعلنت موسكو أنه من السابق لأوانه اتخاذ قرار مشيرة إلى أن ارتفاع الأسعار يعنى أن منتجى البترول الصخرى يضعون مزيدا من الضغوط على سوق البترول.
ثالثًا: المخزونات
تعد المخزونات الأمريكية أكبر مشكلة تواجه منظمة «أوبك» على المدى القصير بسبب مواصلة الارتفاع.
وبدأت عملية التخلص من المخزون الأسبوع الماضى بعد أن ذكرت وكالة الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام قد ارتفعت للأسبوع التاسع على التوالى لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بأكثر من 528 مليون برميل.
وفى الوقت الذى يرى فيه بعض المحللين أن المخزونات تراجعت فى أماكن أخرى من العالم فإن الولايات المتحدة لديها حتى الآن أفضل البيانات وهو ما يعطيها تأثير كبير على السوق.
ولا تزال الولايات المتحدة أكبر مستهلك للبترول فى العالم الأمر الذى يجعلها ساحة المعركة الرئيسية بين البترول الصخرى و«أوبك».
رابعًا: صناديق التحوط
كان المستثمرون قد اصطفوا حول تخفيضات «أوبك» الأمر الذى أدى الى زيادة الرهان على ارتفاع الأسعار فى الشهرين الأولين من العام الجارى.
ولكن فشل أسعار البترول فى الارتفاع كثيرًا منذ بداية العام يعنى أن هذا الموقف لن يدوم طويلا.
وقال التجار إنه ليس من المستغرب أن تبدأ صناديق التحوط فى تقليص موقفها وهى خطوة ربما تسارعت بعد اتساع وتيرة الانخفاض.
وقال أولى هانسن، المحلل فى «ساكسو بنك» إن الوضع الحالى لبيئة الأسعار يقلل من قدرة التجار على تقديم عطاءات قوية إلى السوق.
خامسًا: الطلب
إذا كانت صورة العرض تحتوى على أجزاء كبيرة متحركة فيجب أن يكون الطلب أسهل للتتبع حيث قد يوفر بعض الراحة لمنظمة «أوبك».
وكانت المنظمة قد رفعت تقديراتها وتوقعت نمو انتاجها بحوالى 1.3 مليون برميل يوميًا ليصل إلى 96.3 مليون برميل يوميًا فى 2017.
ولكن ارتفاع إنتاج السيارات الكهربائية دفع بعض اللاعبين الكبار فى هذه الصناعة للتحذير من ذروة الطلب على البترول فى المستقبل القريب والبعض الآخر أكثر تشككًا بكثير.
وأشار المحللون فى «مورجان ستانلى» إلى أن أسطول السيارات العالمى التقليدى يتزايد بمقدار 40 مليون سنويًا.
وقال مارتين راتس، المحلل فى «مورجان ستانلى» إن البترول يعد مصدر طاقة كبير وكفاءته تتحسن ولكن ذروة الطلب لا تزال بحاجة إلى بعض الوقت.