بانتليس جاسيوس المستشار الاقتصادى والتجارى لسفارة اليونان بـ«القاهرة» لـ«البورصة»:
أدعو المصريين لإنشاء صناعات غذائية فى «أثينا» ومليار يورو استثمارات يونانية فى مصر
تعاون بين مصر واليونان وقبرص لنقل الغاز من اكتشافات «المتوسط» إلى جزيرة كريت ومنها إلى أوروبا
توقع بانتليس جاسيوس، مستشار الشئون الاقتصادية والتجارية فى سفارة اليونان بالقاهرة نمو التبادل التجارى بين مصر واليونان خلال العام الجارى؛ جراء الزيارات التى أجراها رئيسا البلدين خلال الفترة الأخيرة سواء فى الصادرات البترولية أو غيرها من الصادرات الصناعية والغذائية.
وهبط التبادل التجارى بين مصر واليونان، خلال العام الماضى، إلى 1.3 مليار يورو، مقابل 1.7 مليار يورو خلال عام 2015 بانخفاض 21.9%.
وأضاف «جاسيوس» فى حوار مع «البورصة»، أن اليونان تسعى لزيادة صادراتها الغذائية لمصر، خاصة أن الأخيرة تعد سوقاً كبيراً تسعى أى دولة للتواجد فيه.
وقال إن 15 شركة يونانية عرضت بعض منتجاتها الغذائية فى القاهرة، يوم الأحد الماضى، وتتضمن منتجات زيوت وجبن وبعض المنتجات الغذائية الأخرى.
وأضاف أن قيمة الصادرات اليونانية لمصر العام الماضى بلغت 755 مليون يورو بانخفاض 28.1% عن العام الأسبق، وبلغت الصادرات المصرية لليونان خلال نفس الفترة 577 مليون يورو بتراجع 12.2%.
وأشار إلى أن الصادرات البترولية المصرية لليونان تستحوذ على الجانب الأكبر من التبادل التجارى، وبلغت قيمتها قرابة 412 مليون يورو، بينما بلغت واردات مصر من المشتقات البترولية من اليونان 492 مليون يورو.
وأوضح أن الصادرات البترولية اليونانية خلال العام الماضى تراجعت 34.7% جراء انخفاض أسعار المواد البترولية، فى حين ارتفعت صادرات القطن اليونانى لمصر بـ6.5% العام الماضى لتبلغ حصيلة الصادرات فى القطن 55.4 مليون يورو.
وقال «جاسيوس»، إن تراجع التبادل التجارى بين البلدين لعدم استقرار أسعار البترول خلال العام الماضى يدفع البلدين إلى تنويع السلع والخدمات المتبادلة بينهما، بحيث لا تعتمد، فقط، على المشتقات البترولية.
وقال إن اليونان ومصر بلدان على البحر المتوسط، وتوفران خدمات بحرية للخطوط الملاحية خاصة المنتظمة، وهى فى طريقها للنمو بصورة أكبر من السابق مع تعميق العلاقات بين القاهرة وأثينا.
وأشار إلى أن السوق المصرى ضخم؛ بسبب عدد السكان الذى يزيد على 90 مليون نسمة ونمو الاستهلاك فيه خلال الفترة الأخيرة بصورة كبيرة.
وأضاف «أرى أن مصر لديها صناعات غذائية متقدمة، وأدعو الشركات المصرية لضخ استثمارات فى هذه المجال فى اليونان».
وقال إن ضخ استثمارات فى هذا المجال يعود بالنفع على البلدين سواء عبر تبادل الخبرات أو بفتح أسواق جديدة.
وأضاف أن الفترة الأخيرة شهدت اكتشاف حقول غاز طبيعى فى البحر المتوسط، ما سيؤدى إلى مزيد من التعاون خاصة فى عمليات النقل سواء إلى مصر أو إلى دول الاتحاد الأوروبى باعتبارها سوقاً كبيراً للمنتجات البترولية، ما سيعود بالنفع على مصر وقبرص واليونان.
وأضاف أن حكومات البلدان الثلاثة تعمل على التعاون لنقل الغاز إلى جزيرة كريت اليونانية، ومن اليونان إلى دول أوروبا؛ لأن السوق الأوروبي يمثل فرصة كبيرة.
وقال «أعلم أن إنشاء محطات معالجة الغاز الطبيعى واستخراجه من مياه عميقة بالبحر المتوسط ليس بالأمر الهين، وذلك يتطلب وقتاً وجهداً لإنشاء خطوط أنابيب تحت الماء. على الصعيد الآخر أنا متفائل وواثق من ثمرة هذه الجهود لجميع الأطراف».
وأشار إلى أن الاستثمارات اليونانية فى مصر بلغت وفقاً للبنك المركزى اليونانى 800 مليون يورو، ويوجد تدفق لرؤوس أموال يونانية عبر قبرص لمصر، وتبلغ مجتمعة نحو مليار يورو.
وأوضح أن هذه الاستثمارات تتنوع ما بين صناعات الأسمنت والورق والمشتقات البترولية ومواد البناء والألومنيوم ووسائل الرى والقطاع المصرفى والخدمات التدريبية.
وقال «جاسيوس»، «إنه على علم بالإصلاحات الاقتصادية التى تنفذها مصر خلال الفترة الأخيرة، وهى تتطلب وقتاً وصبراً حتى يتم جنى ثمارها وفى جميع الأحوال القاهرة تسير فى الطريق الصحيح».