
الرئيس التنفيذى للتطبيق:
نتيح تحديد أماكن الأفراد بشكل مستمر لضمان سلامتهم
«حسن»: نفاضل بين الجزائر ونيجيريا وإندونيسيا وتركيا تمهيداً للتوسع الخارجى
صعوبة جذب الاستثمارات وهجرة المبرمجين.. أهم التحديات محلياً
حوادث الوفاة والتشتت التى تقع بين أفراد الفوج الواحد أثناء رحلات الحج والعمرة، كانت سببا رئيسيا فى توجه المهندس الشاب ياسر حسن، لإطلاق تطبيق «صحبة» عبر نظام تشغيل «أندرويد» لتنظيم رحلات الحج والعمرة، باستثمارات بلغت نحو 500 ألف جنيه.
ويساعد التطبيق، فى تحديد مكان مستخدميه بشكل مستمر، مما يقلل عدد الحوادث، ويسرع تقديم الإغاثة للحجاج.
ويخطط القائمون على التطبيق، لطرحه بمقابل مادى عبارة عن اشتراكات تصل إلى 150 جنيها للرحلة الواحدة خلال شهر رمضان المقبل.
كما يسعون لجذب استثمارات قد تصل إلى مليون جنيه تقريبا خلال 2018، ليتسنى لهم التوسع والانتشار، لاسيما فى الجزائر وإندونيسيا ونيجيريا وبعض الدول الأخرى.
ويعتزم القائمون على التطبيق طرحه بنسخة فعلية وبشكل أوسع ليشمل جميع الرحلات السياحية خلال النصف الثانى من العام الحالى.
قال ياسر حسن، الرئيس التنفيذى لـ«صحبة»، إن الفكرة راودته عند تدافع الحجاج فى حادثة «منى» الشهيرة التى وقعت خلال موسم 2015. لذلك أطلق التطبيق ليخدم أعدادا كبيرة من المسلمين فى جميع انحاء العالم، إذ يساعد الحجاج على التواصل مع بعضهم البعض والتواصل مع منظمى الرحلات حتى يستطيعوا إغاثته فى أسرع وقت.
أضاف أن قطاع السياحة فى مصر، من أقل المجالات التى شهدت تطورا خلال الفترة الماضية، وهو ما شجعه أيضا على إطلاق «صحبة»، عبر أجهزة الهواتف الذكية التى تعمل بنظام «أندرويد».
أشار حسن إلى أنه تم احتضان مشروعه من جانب مركز الإبداع التكنولوجى «تيك» منذ شهر أكتوبر الماضى، إذ دعمته «تيك» بمكان ثابت للعمل داخل القرية الذكية، بالإضافة إلى دعم مادى بلغ 120 الف جنيه، مقدم فى صورة خدمات، ومنها توفير الاستشارات القانونية، والمالية، وتدريبات، بجانب التكنولوجيا المقدمة، وخدمات الإنترنت والأجهزة الخاصة بالعمل، ومساحات العمل المشتركة، وقاعات الاجتماعات فضلآ عن ربطهم بالمؤتمرات الخاصة بريادة الأعمال والمستثمرين.
وأوضح أن «صحبة» انطلق فى نسخته التجريبية على متجر «جوجل بلاي»، لخدمات الحج العمرة، مستهدفا إطلاقه بشكل فعلى خلال الشهر المقبل، كما يستهدف إطلاق التطبيق بشكل أوسع ليخدم الرحلات السياحية بشكل عام خلال النصف الثانى من العام الحالى.
لفت حسن، إلى أن تطبيق «صحبة» يستطيع تحديد مكان المستخدم بشكل مستمر وتلقائى، كما يستطيع المسافرون التواصل مع ذويهم وبعضهم البعض والتعارف فيما بينهم، موضحا أن «صحبة» يختلف عن «جوجل مابس» فى أن الأخير يحدد الأماكن المشهورة، فى حين يقوم تطبيقه بتحديد جميع الأماكن، والمخيمات والوصول إلى منطقتى منى وعرفات.
كما تستطيع الشركات السياحية وضع برنامج الرحلة عبر التطبيق، بجانب معلومات خاصة عن البلد الذى يذهب اليه السائح.
أما منظمو الرحلة، فيستطيعون التعرف على جميع تحركات الحاج أو المعتمر، مما يخفض نسبة الحوادث، ويرفع معدلات سرعة الاستجابة لإغاثتهم.
قال حسن إن «صحبة» يتعاون مع 4 شركات سياحية كمرحلة تجريبية من إطلاق التطبيق، مستهدفا الوصول إلى 20 شركة سياحية خلال موسم العمرة المقبل.
وأوضح أنه يقدم خدمات التطبيق بصورة مجانية للشركات السياحية والمستخدمين حتى الآن، مستهدفا تطبيق الاشتراكات المدفوعة خلال شهر رمضان، حال انتشار الفكرة وجذب عدد كبير من المستخدمين.
أضاف انه ينوى الحصول على 150 جنيها بحد أقصى من الحاج أو المعتمر الواحد. ويستهدف الوصول إلى رحلات اليوم الواحد بالتعاون مع إتحاد الطلاب بالجامعات، ورحلات المدارس حتى يستطيع أولياء الأمور متابعة الرحلة خطوة بخطوة والاطمئنان على أطفالهم بشكل مستمر.
ولفت إلى أنه رغم طرح خدمات «صحبة» مجانية لشركات السياحة، إلا انه يواجه صعوبة فى إقناع الشركات باستخدام التطبيق الذى يوفر عامل الأمان للعملاء.
واعتبر عدم وجود منافسين لـ«صحبة» وحداثة الفكرة، بالسوقين المحلى والعربي، يؤدى إلى قلق الشركات السياحية من استخدام التطبيق.
وحول التحديات التى تواجة الشركة، قال حسن إن أهمها هجرة المطورين والمبرمجين خارج مصر، مضيفا أن الشركة تفتقد إلى المبرمجين المتخصصين، بجانب صعوبة جذب الاستثمارات.
وأوضح حسن أن ارتفاع سعر صرف الدولار، تسبب فى مضاعفة التكاليف، من حيث شراء «الدومين» و«الهوست» وبعض الخدمات الأخرى، كما اضطر إلى رفع رواتب الموظفين بنسبة 30% تقريبا.
وأعلن أن جميع الاستثمارات التى تم ضخها بالمشروع هى جهود ذاتية من جانب فريق العمل، تجاوزت نصف مليون جنيه تقريبا، مستهدفا ضخ نحو مليون جنيه استثمارات اخرى خلال 2018.
وكشف حسن، أنه ينوى بيع تطبيقه لإحدى الشركات الأجنبية، فى خطوة يعتبرها «قبلة حياة» للشركات الناشئة التى تحتاج إلى تمويلات وتواجه صعوبة فى جذبها.
وأشار حسن إلى أن «صحبة» انطلق فى مصر كمرحلة تجريبية، ويسعى للتوسع فى أحد البلدان الإسلامية خلال موسم الحج المقبل، ويفاضل بين الجزائر ونيجيريا واندونيسيا وتركيا، مضيفا أن «صحبة» عقد شراكة مع احدى شركات السياحة بإندونيسيا، وهو ما يشجعهم على خوض التجربة مرة أخرى.
وتمنى حسن، عقد شراكة مع الحكومة المصرية، أو تلقى دعم غير مالى من الحكومة، كما يسعى للتواصل مع وزارة السياحة، لطرح فكرة «صحبة» عليهم، لمساعدته فى نشر الفكرة وعرضها على شركات السياحية.
وأوضح أن بيئة ريادة الأعمال فى مصر، تنقصها العديد من المعايير العالمية والمتاحة فى «سيلكون فالي» بالولايات المتحدة، إذ إن القوانين المحلية بعيدة كل البعد عن فكر ريادة الأعمال، كما أن صعوبة جذب الاستثمارات، وعدم تواجد ثقافة رأس المال المخاطر يمثلان صعوبة أمام رواد الأعمال فى مصر.
وأوضح أن رواد الأعمال يواجهون العديد من المشكلات المالية بعد تخرجهم من حاضنات الأعمال، مما يضطرهم إلى الانسحاب من السوق وقتل الفكرة.
وتحتاج ريادة الأعمال، إلى الدعم الحكومى والتسهيلات فى تأسيس الشركة، إذ إن نجاح الشركات الناشئة مرتبط بدعم الحكومة لهم، مضيفا أن تكاليف الإعلانات التى تساعد على نشر الفكرة أو الشركة الناشئة، هى تكاليف عالية بشكل كبير، وهو ما يعنى تحديا وعائقا كبيرا امام رواد الأعمال فى مصر.