الرياض – البورصة نيوز
ينظر مختصون اقتصاديون إلى مشروع إنشاء أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية في العالم، ومقرها الرياض، في منطقة «القدية»، بمساحة تبلغ 334 كيلومترًا مربعًا، كنقلة نوعية في سياسة لتحويل العاصمة السعودية إلى وجهة رئيسية في مجال الترفيه والسياحة في العالم.
ووفقًا لبيانات البنك الدولي، ينفق السعوديون في المتوسط أكثر من 20 مليار دولار سنويًا على السياحة الخارجية، واحتلت السعودية المرتبة الرابعة عشرة عالميًا من حيث إنفاق أبنائها على السياحة بالخارج، بقيمة 25 مليار دولار في عام 2014، قبل انخفاض أسعار النفط.
وتوقع الخبراء أن توفر هذه المدينة جزءًا كبيرًا من عشرات مليارات الدولارات، التي ينفقها ملايين المواطنين السعوديين سنويًا في السفر خارج البلاد، فضلاً عما ستجذبه من عملات صعبة إضافية من زوار السعودية على مستوى العالم، وسد الحاجة لدى الجيل الحالي وأجيال المستقبل من عناصر المتعة والترفيه والسياحة على أحدث طرز عالمية.
مشاريع عملاقة
وأوضح المحلل السياسي الدكتور خليل آل خليل، في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية اليوم الأحد 9 ابريل 2017، أن تتابع ولادة المشاريع العملاقة في لسعودية يؤكد أن النموذج السعودي يجدد نفسه ويبني المستقبل وفق تطلعاته وثقافاته واحتياجاته، وما مشروع القدية العملاق، سوى حلقة في سلسلة هذه المشاريع الحضارية للأجيال الحالية وفي المستقبل.
وقال آل خليل إن مثل هذه المشروعات العملاقة، يتم تبنيها وبناؤها بقوة الدولة سياسيًا واقتصاديًا.
وأكد أن مشروع القدية العملاق يمثل نقلة ثقافية واقتصادية واجتماعية نوعية، ليس في تاريخ البلاد السعودية، وعلى مستوى المنطقة، بل في العالم، لضخامته وتكامله وتنوع مجالاته.
من جهته، قال الدكتور ناصر الطيار، مستثمر سعودي في مجال السياحة والطيران، إن هذا المشروع الذي أطلقه ولي ولي العهد، سيعزز خطة الاستقرار الاقتصادي، ويقلل هدر السفر إلى خارج البلاد، خصوصًا أن هناك أكثر من 7 ملايين سائح سعودي يغادرون سنويًا إلى خارج السعودية، ويصرفون عشرات مليارات الدولارات سنويًا، سواء من المواطنين أو المقيمين.
بٌعد اجتماعي واقتصادي
وأضاف أن «هذا المشروع من المشاريع العملاقة التي كنا ننتظر ميلادها منذ زمن بعيد، وله بعد اجتماعي واقتصادي، خصوصًا أن هذا المشروع قرب مدينة الرياض التي تعتبر وسط السعودية، وبالتالي الوصول إليها والمغادرة منها من جميع مناطق المملكة تتم بيسر وسهولة».
واعتبر الطيار أن موقع المدينة الترفيهية العالمية سيسهل الوصول إليها من قبل روادها من مواطني دول الخليج والمنطقة العربية والإسلامية، وغيرها من الدول على المستويين الإقليمي والدولي، فضلاً عن أن الرياض تحتضن حتى الآن أكثر من 8 ملايين نسمة، وبالتالي هذا المشروع يعتبر مشروعًا استراتيجيًا سياحيًا ترفيهيًا بامتياز.