قالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن الشرق الأوسط له تأثير كبير على قطاع الطاقة على كوكب الأرض. ويعتقد أحد المحللين، أن بعض القوى الإقليمية قد تستفيد من هذا الدور فى تنمية الموارد الطبيعية فى الفضاء.
وأوضح توم جيمس، لدى شركة «نافيتاس ريسورسز» لاستشارات الطاقة، أن دولاً منها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تعمل على تطوير برامج الفضاء والاستثمار فى مبادرات السلع الفضائية.
وأضاف أن مثل هذه الاستثمارات قد تؤدى إلى منح هذه الدول موطئ قدم فى بناء احتياطيات مياه خارج كوكب الأرض وغيرها من الموارد التى يمكن استخدامها فى التصنيع بالفضاء.
وأوضح جيمس، أن المياه بمثابة البترول الجديد للفضاء وأن استثمارات الشرق الأوسط فى الفضاء آخذة فى النمو، فى وقت تتحرك فيه مثل هذه الدول للتحول من اقتصاد قائم على البترول إلى اقتصاد قائم على المعرفة.
وتوقع بعض المحللين على رأسهم نوح بوبوناك، فى مذكرة بحثية إمكانية بناء الأقمار الصناعية التى يمكنها التنقيب عن عشرات الملايين من الدولارات.. وقد تبلغ تكلفة المركبة الفضائية 2.6 مليار دولار، تماشيا مع عمليات التعدين على الأرض.
وأشار محللون فى «جولدمان ساكس» إلى أنه ستتم معالجة معظم الموارد الطبيعية واستخدامها فى الفضاء، رغم أنه قد يكون من الضرورى شحن بعض السلع الأساسية مثل البلاتين إلى الأرض.
وكتب بوبوناك، فى مذكرة بحثية أن مناجم الفضاء لا تزال بعيدة عن الجدوى التجارية.. لكن لديها القدرة على زيادة تسهيل الوصول إلى الفضاء، مضيفا أن المياه والبلاتين ومجموعة المعادن التى هى وفيرة على الكويكبات، تعد معطلة للغاية من وجهة النظر التكنولوجية والاقتصادية.
وتوقع نافيتاس، أن تبحث شركات اطلاق الاقمار الصناعية، عن الغازات النادرة والمعادن فى الكويكبات فى غضون 5 سنوات.. وأن التعدين الفعلى سيحدث فى غضون 8 سنوات.
وأعلنت مؤسسة «جولدمان ساكس»، أن أحد الكويكبات قد يحتوى على بلاتين يزيد بحوالى 175 مرة على الموجود فى مناجم الارض مستشهدة بمشروع مرتبط بمعهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا.
وأشارت إلى أن هذا البلاتين يمكن أن تبلغ قيمته، معدلاً يتراوح بين 25 مليار دولار و50 مليار دولار.
وتراجعت العقود الآجلة للبلاتين تسليم يوليو بنسبة 0.6% إلى 972.10 دولار للأونصة فى بورصة نيويورك التجارية الاسبوع الماضى.
وقال جيمس إنه على المدى الطويل، ستصبح المياه المتراكمة فى الفضاء ذات قيمة، إذ يمكن استخدامها فى وقود الصواريخ للرحلات بين النجوم. فالمادة ثقيلة جداً ومكلفة لنقلها من الأرض.
وفى المذكرة البحثية أوضح «جولمان ساكس» أنه يمكن استخدام الماء كوقود فى الفضاء أو تقسيمه إلى الهيدروجين والأكسجين ثم إعادة تجميعه.
وأوضحت «بلومبرج» أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لديهما بالفعل برامج فضائية. ووقعت السعودية اتفاقاً مع روسيا فى عام 2015 للتعاون فى استكشاف الفضاء.
جاء ذلك فى الوقت الذى تستثمر فيه أبوظبى، فى مشروع «ريتشارد برانسون» و«فيرجين جالاكتيك» للسياحة الفضائية.
وقال جيمس إن ذلك يعود بالنفع على بعض دول الشرق الأوسط كمواقع إطلاق لمثل هذه السفن.
وأضاف أن الشرق الأوسط يبنى أطول المبانى وأكبر مجمعات التسوق ولذلك لديهم بالتأكيد تأثير كبير على صناعات الفضاء فى المستقبل.