قالت وكالة أنباء «بلومبرج» إن الاقتصاد الأمريكى يعود إلى المسار الصحيح لتحقيق النمو حتى وإن لم يكن بدرجة كبيرة.
وأوضحت البيانات أن مشتريات التجزئة الاستهلاكية ارتفعت الشهر الماضى، وإن كان ارتفاعها أقل من المتوقع بعد مكاسب مارس التى تم تعديلها من الانخفاض
وسجل مؤشر «ميشيغان» الذى يقيس ثقة المستهلكين، أعلى مستوى فى أربعة أشهر، وهو ما يؤكد أن فترة التباطؤ التى شاهدها مطلع العام الحالى كانت عابرة.
واستقر مؤشر أسعار المستهلكين فى أبريل بعد أول انخفاض فى السنة، رغم أن المقياس باستثناء قطاعى الغذاء والطاقة سجل أدنى زيادة على أساس سنوى منذ أكتوبر 2015
وارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.4% فى أبريل بعد زيادة بنسبة 0.1% فى الشهر السابق. كما زاد مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.2% فى الشهر نفسه، بعد انخفاض بنسبة 0.3% فى مارس باستثناء الغذاء والطاقة اللذين ارتفعت أسعارهما بنسبة 0.1
وأوضحت الوكالة أن الارتفاع فى مبيعات التجزئةمع المكاسب في 9 من 13 فئة رئيسية، خفف من القلق الذى برز فى وقت سابق من العام حول فقدان الزخم فى إنفاق الأسر المعيشية وهو الجزء الأكبر من الاقتصاد.
وتشير البيانات مجتمعة إلى التقدم الذى يتماشى مع وجهة نظر مجلس الاحتياطى الفيدرالى بشأن الاقتصاد والتضخم قبيل اجتماع صانعى السياسات فى منتصف يونيو المقبل، إذ من المتوقع على نطاق واسع، أن يواصل صانعو السياسات خطتهم التدريجية للزيادات فى أسعار الفائدة.
وقال سال غواتيري، كبير الاقتصاديين فى «بى إم أو كابيتال ماركيتس» فى تورونتو، إن البيانات توضح صورة عامة لائقة تماما للاقتصاد الأمريكي، مضيفا أن الإنفاق الاستهلاكى آخذ فى التعافى وإن لم يكن بقدر ما كان متوقعا.
وعلى جبهة التضخم، ليس هناك الكثير من ضغط التسعير.. ويبدو أن التضخم فى طريقه نحو تحقيق هدف بنك الاحتياطى الفدرالي.
وأظهر تقرير منفصل أن مؤشر ثقة المستهلك فى جامعة ميشيغان، ارتفع إلى أعلى مستوى له فى أربعة أشهر فى مايو، كما زادت عمليات شراء السلع المعمرة المنزلية الكبيرة إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2005 مما يعزز المؤشرات على أن الأمريكيين ما زالوا متفائلين بشأن الإنفاق.
وذكرت الوكالة أن تفاصيل تقرير مبيعات التجزئة، شملت بعض المؤشرات المشجعة على أن سوق العمل الصلبة يدعم الطلب على السلع الاستهلاكية، وأن عمليات استرداد الضرائب التى تأخرت فى أوائل عام 2017 فى طريقها إلى محافظ الأمريكيين مما يوفر دعما إضافيا فى الأشهر المقبلة.
وارتفعت المبيعات لدى تجار السيارات ومحطات الخدمة، جنبا إلى جنب مع الأجهزة الإلكترونية وباعة الأجهزة، فى حين سجلت متاجر التجزئة على الإنترنت والمطاعم والسلع الرياضية ومنافذ مواد البناء أيضا مكاسب.
وعلى صعيد التضخم، كانت الأخبار الصادرة عن وزارة العمل أكثر اختلاطا.
ففى الوقت الذى ارتفعت فيه أسعار المستهلكين بالنسبة لقطاعات الطاقة والغذاء، انخفضت التكاليف بالنسبة للسيارات الجديدة والمستعملة وخدمات الهاتف المحمول والملابس، كما تراجعت تكاليف الرعاية الصحية بنسبة 0.2% وهى الأكثر منذ مايو 2013
وتؤكد نتائج مبيعات التجزئة الإيجابية انتعاشا قويا فى النمو خلال الربع الثانى.. ومن المحتمل أن يحافظ معدل البطالة المتراجع على رفع سعر الفائدة من قبل البنك الفيدرالى يونيو المقبل.