البنوك العامة ترفع حصتها السوقية ﻷول مرة منذ سنوات.. و«المصرى الخليجى» يواصل قفزاته
بنك مصر يضاعف محفظة قروضه خلال عام وعملية بيع «باكليز» تؤثر على نشاطه العام الماضى
أداء قوى لـ«SAIB» و«اﻷهلى الكويتى» ينافس على المراكز اﻷولى
كان العام الماضى هو عام طفرات النمو التى شهدها القطاع المصرفى على خلفية إعادة تقييم اﻷصول المقومة بالعملات اﻷجنبية بعد فقدان الجنيه أكثر من نصف قيمته خلال عملية إصلاح سوق الصرف.
وكانت أكثر البنوك استفادة من إعادة تصحيح قيمة العملة هى البنوك التى تمتلك محافظ أجنبية أكبر، لكن هناك عددا لا بأس به من البنوك تمكن من تحقيق معدلات نمو مرتفعة وزيادة حصته السوقية بدون تأثير أسعار الصرف، أو حتى مع التأثر الطفيف بها.
وعلى عكس اﻷعوام الماضية، لم ينكمش أى بنك خلال العام الماضى من بين البنوك التى يتابعها مؤشر بزنس نيوز للبنوك اﻷسرع نموا، رغم استمرار تحفظ عدد من البنوك فى السوق امتدادا ﻷدائهم فى الأعوام السابقة.
وتمكن البنك المصرى الخليجى من الاحتفاظ بلقب البنك اﻷسرع نموا فى مصر للعام الثانى على التوالى، بعدما كاد يضاعف حجم أصوله مجددا، ليواصل قفزاته فى السوق بمعدلات كبيرة والتى بدأها منذ تولى نضال عسر منصب الرئيس التنفيذى له.
ونمت أصول البنك خلال العام الماضى 93%، وزادت حصته السوقية بمعدل 21%، بينما ارتفع صافى دخله من العائد 115%، وزادت أرباحه بمعدل 44%.
واستمر البنك فى الرهان على عملائه من الشركات فى النمو السريع، وتستحوذ الشركات على نحو 79% من إجمالى ودائعه، و87% من قروضه.
ويلاحق بنك الشركة المصرفية SAIB المصرى الخليجى، وجاء فى المركز الثانى على قائمة البنوك اﻷسرع نموا، ونمت أصوله 58% وصافى الدخل من العائد 177%، وهو ما انعكس على نمو اﻷرباح التى قفزت بمعدل 167%.
وتصدر البنك قائمة البنوك الأسرع نمواً فى صافى الدخل من العائد، ليرتفع صافى دخله إلى 3.016 مليار جنيه مقابل 1.087 مليار جنيه عام 2015
وتواجه البنوك تحديات تراجع معدلات الطلب على الإقراض بعد ارتفاع الفائدة على الكوريدور 300 نقطة اساس تزامنا مع تحرير الجنيه لكبح معدلات التضخم وجذب السيولة داخل القطاع المصرفى لتصل إلى 14.75% للإقراض و 15.75% للإيداع.
البنك اﻷهلى الكويتى كان أحد مفاجئات مؤشرات بزنس نيوز للعام الحالى، بعدما حل فى المركز الثالث على مؤشر البنوك اﻷسرع نموا، وكان أكبر المستفيدين فى القطاع المصرفى من تحرير الجنيه، ونمت أرباحه لتصل إلى مليار و359 مليون جنيه، مقابل خسائر العام فى 2015، وجاء نحو 93% من هذه المكاسب من تعويم الجنيه.
لكن أكبر مفاجئات مؤشر بزنس نيوز للبنوك اﻷسرع نموا هذا العام كانت من البنوك الحكومية، وهى بنوك ضخمة من الصعب عليها مجاراة البنوك الصغيرة فى النمو لكنها خالف التوقعات هذه المرة.
فقد حل البنك اﻷهلى المصرى فى المركز الخامس على قائمة أسرع البنوك نموا، وهو نمو طبيعى فى معظمه وتحقق قبل تعويم الجنيه فى نوفمبر الماضى، لكنه استفاد من خفض قيمة الجنيه بنحو 13% فى مارس 2016.
وقفزت أرباح البنك عن العام المالى الماضى بنحو 145% لتصل إلى مستويات تاريخية بلغت 12.5 مليار جنيه، كما ارتفع صافى الدخل بمعدل 55% محتلا بها المركز الثالث فى هذا المؤشر الفرعى.
أما بنك مصر فقد جاء فى المركز السابع على قائمة البنوك اﻷسرع نموا خلال العام الماضى بفضل النمو القوى لمحفظة قروضه والتى تمكن من مضاعفتها تقريبا، لتسجل ثانى أعلى معدل نمو للقروض فى السوق بعد البنك المصرى الخليجى بمعدل 92.5% لتسجل 132.7 مليار جنيه مقابل 69 مليار جنيه، وأضاف البنك 63 مليار جنيه لمحفظة قروضه خلال العام الماضى وهو ثانى أكبر معدل زيادة فى القروض بعد البنك الأهلى المصرى الذى زادت محفظة قروضه بنحو 75 مليار جنيه العام المالى الماضى.
وعلى الرغم من معدلات النمو التاريخية تلك استمر عدد من البنوك فى تحفظها فى السوق مثل بنك باركليز الذى تأثر أداءه العام الماضى بعملية نقل ملكيته وإجراءات بيعه لمساهم جديد، وكان البنك الأقل نموا على مؤشر بزنس نيوز فى 2016، لكن التجارى وفا المغربى المالك الجديد الذى أتم صفقة الاستحواذ على البنك مؤخرا تعهد بالسعى لزيادة الحصة السوقية للبنك، وأعلن عن خطط طموحة لمزاحمة كبار القطاع المصرفى، وهو ما يعنى أن البنك سيركز على تحقيق معدلات نمو قوية خلال السنوات القليلة المقبلة.
وقال الرئيس التنفيذى للبنك المغربى محمد الكتانى عند اﻹعلان عن تنفيذ صفقة الاستحواذ خلال الشهر الحالى إن التجارى وفا يستهدف زيادة الحصة السوقية فى مصر من ما بين واحد و1.5% حاليا إلى 5% خلال خمس سنوات وإضافة أنشطة جديدة خلال عامين مثل «التأجير والتخصيم والتأمين».
ويمتلك عدد قليل من البنوك حصصا تصل إلى 5% من السوق فى ظل استحواذ بنكين فقط على أكثر 40% من القطاع المصرفى.