طريق الحرير محاولة لتشكيل هيكل الاقتصاد العالمى فى العقود المقبلة
تحولت خطة الرئيس الصينى شى جين بينغ، لإحياء طريق تجارى قديم يربط بين المملكة الوسطى وآسيا الوسطى وأوروبا، إلى حملة شاملة لتعزيز التجارة العالمية والنمو الاقتصادي.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج» أنه فى الوقت الذى تفقد فيه العولمة، الدعم الشعبى فى الولايات المتحدة وأوروبا، فإن مبادرة الرئيس الصينى قد لاقت قبولا متزايدا من البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء، على أمل أن تستفيد من السخاء الصيني.
واجتمع مئات القادة والشخصيات من 110 دول حول العالم، للمشاركة فى قمة بكين الشهر الحالي، لبحث الخطة الكبرى.
وتمثل البلدان الواقعة على طول الطرق 16% من الاقتصاد العالمى اليوم، وحوالى 20% من التجارة العالمية، لكن مع ما يقرب من 43% من سكان العالم تراهن الصين على ضم المزيد.
وفى الواقع، يبدو أن مبادرة الصين ليس لها حدود جغرافية حيث من المتوقع أن تكون نيوزيلندا وجنوب أفريقيا ضمن الموقعين مذكرة تفاهم مع الصين لمشاركتها فى جنى الثمار.
وأوضحت الوكالة أنه يجرى حاليا بناء يتم بناء السكك الحديدية والمصافى والجسور والمجمعات الصناعية من بنجلاديش إلى بيلاروس.
وفى كولومبو، تتشكل مدينة جديدة أكبر من موناكو بالقرب من ميناء سريلانكا الرئيسى باستثمارات تبلغ قيمتها حوالى 13 مليار دولار على مدى 25 عاما وهى من ضمن نجاحات خطة الصين الكبرى.
وبدأ بالفعل إنشاء طريق شحن يربط بين الساحل الشرقى للصين ولندن بامتداد 12 الف كيلومتر، يمر عبر9 دول مما يسمح بالسفر عبر قارة اوراسيا خلال 18 يوما.
وستساعد هذه المشروعات، الصين فى الحصول على قاعدة صلبة فى احد الموانئ الرئيسية على طول الطرق البحرية الأكثر ازدحاما فى العالم.
لكن جميع الأخبار لن تكون جيدة، والتاريخ هو أكبر دليل على ذلك، فعلى امتداد أفريقيا وحتى أمريكا اللاتينية كان للصين تاريخ متقلب عندما يتعلق الأمر باستثماراتها الخارجية.
وفى فنزويلا، تم التخلى عن مشروع للسكك الحديدية عالية السرعة بسبب تعثر الدولة الواقعة فى امريكا اللاتينية، وكانت ايضا احد اكبر المتلقين لعمليات الإقراض الصينية العام الماضى برعاية برنامج البترول مقابل القروض بسبب ازدياد الأزمة الاقتصادية فى البلاد.
وحتى فى ميانمار توقف الطلب على الأموال الصينية لتطوير البنية التحتية الضخمة وعلى رأسها مشروع إقامة سد بقيمة 3.6 مليار دولار بعد الاحتجاجات
المحلية بسبب المخاوف البيئية.
وقال المشككون إن مبادرة الصين تتعلق بتصدير بكين للطاقة الصناعية المفرطة، وتسعى الى ابرام عقود جديدة لصناعاتها المتضخمة المملوكة للدولة.
ويرى المتفائلون أن الاستثمار الصينى يفتح النمو الاقتصادى عبر منطقة شاسعة مع عدد من السكان الشباب، وبالنسبة لقمة هذا الشهر، فإنها كانت فرصة لإقناع عالم متشكك بأن العولمة لديها بالفعل بطل جديد.