4 ملايين يورو تكلفة إنشاء المحطة و7 سنوات فترة استرداد رأس المال المدفوع
500 كيلووات قدرات المحطة تنتج 10 آلاف طن سمادى عضوى
سماد البيوجاز يقلل استخدام الأسمدة الكيماوية بنسبة 35 ـ 65%
مصر تنتج 304.7 ألف طن مخلفات عضوية يومياً قادرة على توليد 20.5 ألف طن بيوجاز
حصلت «البورصة» على دراسة جدوى أعدتها مجموعة «empower»، المتخصصة فى إنتاج الطاقة من المخلفات، والتى وافق عليها المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، خلال الأشهر الماضية، لبدء تنفيذ المشروع فور إصدار تعريفة خاصة لطاقة المخلفات خلال الأسابيع.
وذكرت مصادر حكومية، فى وقت سابق لـ«البورصة»، أن الحكومة تسعى لإصدار تعريفة خاصة تتراوح بين 135 و140 قرشاً للكيلووات، من 3 شركات تقدمت بعروض لمجلس الوزراء، وهى «إمباور»، «إوشينيا»، و«إف إم سى».
ومن المرتقب أن تقوم وزارة الكهرباء، بعد ذلك، بتطبيق نظام المناقصات التنافسية بين الشركات الراغبة فى الاستثمار بمجال إنتاج الطاقة من المخلفات، لاختيار أقل سعر لشراء الكيلووات المنتج، وأفضل تكنولوجيا، وفقاً للقدرات المزمع طرحها.
وتوضح الدراسة العرضين الفنى والمالى، لمحطة طاقة من المخلفات الحيوانية والآدمية، بطاقة إنتاجية 100 طن يومياً لإنتاج 0.5 ميجاوات بتكلفة 4 ملايين يورو، على أن تكون فترة استرداد رأس المال خلال 7 سنوات بمعدل عائد داخلى 19%.
قالت الدراسة، إنه فى أوائل التسعينيات وبعد وقوع أزمات حقيقية فى الطاقة، مرت بها جميع الدول من نقص مصادر البترول، اتجهت كل الدول للبحث عن حلول بديلة للطاقة، من ضمنها توليد الكهرباء والبيوجاز من المخلفات بأنواعها.
وأوضحت أن مصادر الطاقة تحتل أول اهتمامات جميع الحكومات والشعوب فى العالم، ما أوجد حاجة للبحث عن مصادر طاقة متجددة وبديلة بشكل مستمر.
وقطع العديد من الدول، خطوات جادة فى إنتاج الطاقة من المخلفات منها ألمانيا التى يوجد بها ما يزيد على 6 آلاف مصنع لإنتاج 11 جيجا وات ساعة، تمثل 12.6% من مصادر الطاقة المتجددة فيها.
كما يوجد فى الصين 6 ملايين وحدة صغيرة بالمنازل والمزارع. أما الهند فزاد العدد فيها على 2 مليون وحدة.
وشددت الدراسة على ضرورة أن تخطو مصر على نهج هذه الدول لتوفير مصادر بديلة للطاقة بتكلفة أقل من الحالية المدعمة.
وأوضحت الدراسة، أن البيوجاز، هو خليط من غازى الميثان بنسبة 50 ـ 65%، وثانى أكسيد الكربون بنسبة 45- 25% مع مجموعة غازات أخرى تكون أقل من 1%.
والبيوجاز غاز غير سام عديم اللون، وأخف من الهواء، ولا توجد أى مخاطر أمنية عند استخدامه. وتتراوح القيمة الحرارية للبيوجاز بين 4170 و6625 كيلو كالورى/م 3 تبعاً لمحتواه من غاز الميثان الذى تختلف نسبته بالمخلوط الغازى تبعاً لنوع المواد المتخمرة وكفاءة تشغيل وحدة البيوجاز أثناء عملية التحلل اللاهوائى، بالإضافة إلى سائل مستقر يحتوى على مواد عضوية.
وقالت الدراسة، إن تكنولوجيا البيوجاز من أكثر التكنولوجيات اقتصادية، إذ يجرى توليد متر مكعب واحد من غاز البيوجاز، من كمية تتراوح بين 1.25 و2.85 كيلو جرام من المخلفات العضوية.
واستخدمت الدراسة 6 أنواع من المخلفات، تتمثل فى مخلفات حيوانية وهى روث الماشية، وسماد الدواجن، وروث الأغنام والخيول والماعز والجمال، وثانياً مخلفات مخلفات نباتية، وهى الحطب ومنه حطب الذرة والقطن، وقش الأرز وعروش الخضر، ومخلفات الصوب والثمار التالفة.
كما يوجد نوع ثالث، هو المخلفات الآدمية، وتتمثل فى الصرف الصحى وخزانات التحليل وحمأة المجارى. أما النوع الرابع، فهو المخلفات المنزلية وتتمثل فى القمامة ومخلفات المطابخ وبقايا الأطعمة وبقايا الخضر والفاكهة.
وفيما يتعلق بالمخلفات الصناعية، فتتمثل فى مخلفات صناعية الألبان والأغذية والمشروبات وتجهيز الخضر والفاكهة ومخلفات المجازر بأنواعها. والنوع الأخير، هى الحشائش البرية، والمائية وورد النيل وغيرها.
وأضافت الدراسة، أن كل نوع من هذه المخلفات ينتج عنها كمية معينة من الغاز طبقاً للمادة العضوية الموجودة فى المخلف.
ولفتت الدراسة إلى أن مشكلة انقطاع الكهرباء خلال السنوات القليلة الماضية أدت إلى وجود جاحة ضرورية لزيادة إنتاج الكهرباء بطرق جديدة لتصل إلى الاحتياج المطلوب.
أضافت: «أدى الانقطاع المتكرر للتيار، إلى وجود حمل كبير على الدولة لإنشاء محطات كهرباء جديدة تحتاج لكثير من الأموال، بالإضافة إلى ضرورة توفير مصادر وقود لتشغيل هذه المحطات، وهى الغاز الطبيعى أو السولار، بالإضافة للعملة الصعبة للازمة لاستيراد هذا الوقود من الخارج».
وأوضحت الدراسة، أن الفترة الزمنية اللازمة لإنشاء محطات الكهرباء عادة ما تتراوح بين 3 و5 سنوات؛ حتى تستطيع إنتاج كميات من الكهرباء بصورة منتظمة لحل المشكلة.
ومن هنا جاء توجه الدولة، نحو الاستفادة من خبرات الدول المتقدمة فى حل مشكلة إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة، ومنها البيوجاز والطاقة الشمسية والرياح، بالإضافة إلى توفير العملة الصعبة اللازمة لشراء المحروقات.
وأشارت الدراسة، إلى أن من أهم مميزات طاقة البيوجاز، أنه يمكن تخزينه فى صورة غاز، ويسهل نقله عكس الأنواع الأخرى من مصادر الطاقة المتجددة.
وقالت الدراسة، إن الكهرباء الناتجة من محطات طاقة المخلفات سيتم توصيلها مباشرة على الشبكة العمومية للكهرباء من خلال شركات التوزيع بالسعر المحدد وفقاً للتعريفة المتعاقد عليها على أن تكون مدة العقد 20 عاماً.
وتخطط الشركة، أيضاً، لإنتاج غاز من المخلفات يمكن استخدامه كبديل للغاز الطبيعى أو السولار، خصوصاً للتدفئة، مثلاً فى مزارع الدواجن أو الأفران، كما ستنتج المحطة سماد البيوجاز.
وأوضحت أن المحطة قدرة 0.5 ميجاوات ساعة، يمكن أن تنتج 10 آلاف طن سماد عضوى، وتتراوح القيمة المتوقعة لبيع هذا المنتج بين 250 و350 جنيهاً للطن الواحد حسب جودة المنتج، ويمكن إنتاج سماد سائل يتم ضخه مباشرة فى الأرض الزراعية.