وصف خبراء، توجه الصين لتغيير عقودها الآجلة للنفط، ليكون باليوان بدلاً من الدولار، مع ربط اليوان بأسعار الذهب العالمية، في بداية 2018، بالخطوة الأولى من نوعها في العالم، وستكون لها انعكاسات قوية على أسعار النفط التي قد تلامس الـ70 دولارا مع بداية تطبيق تلك العقود.
وأشاروا إلى أن الخطوة قد ترفع كذلك أسعار الذهب العالمية إلى 1850 دولارا للأونصة بعد أن كانت 1350 دولارا.
وأوضحوا في تصريحات لصحيفة الاقتصادية السعودية في عددها الصادر اليوم الاحد 10 سبتمبر 2017، أن الخطوة ستفتح الباب لرواج النفط من خارج دول منظمة “أوبك”، إذ جرت العادة أن يتم شراء عقود النفط بالدولار الأمريكي، حيث ستتيح العقود الصينية الجديدة لمن لا يرغب في البيع باليوان الصيني قبض الثمن آجلاً ذهباً من بورصة شنغهاي للذهب، أو غيرها، مثل بورصة بودابست.
وقال عمار المفتي، مستشار اقتصادي ومدير صناديق استثمارية، إنه من التداعيات المُحتملة لشراء الصين النفط باليوان الصيني، المضمون بالذهب، إضعاف الدولار نِسبياً مقابل العملات الرئيسية؛ إلا أنه قد يؤدي إيجابياً إلى تنشيط وزيادة الصادرات الأمريكية وانخفاض الواردات، وبالتالي خفض العجز التجاري في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أن الخطوة تعتبر تغييرا جذريا في قواعد الاقتصاد العالمي وستؤثر في جاذبية الدولار نسبياً، كعملة أو كوعاء استثماري، ما يضغط على الفوائد المصرفية صعوداً وزيادة تكلفة الاقتراض في أمريكا، وهذا يمكن أن تكون له بعض العواقب السلبية على تكلفة الإقراض الأمريكي، سواءً الحكومي أو الخاص، الأمر الذي سينعكس سلبياً على الاستهلاك وعلى قطاعات اقتصادية متعددة، مثل قطاع الخدمات.
واعتبر المفتي، بداية تطبيق العقود الصينية بداية لإعادة هيكلة الاقتصاد الأمريكي والعالمي وبروز عصر المعادن الثمينة.
من جهته توقع الدكتور محمد الحاشدي، المختص في قطاع الذهب، أن تصل أسعار النفط مع بداية تطبيق العقود إلى مستويات عادلة تصل إلى 70 دولارا للبرميل، إلا أنها ستتسبب كذلك في ارتفاع أسعار الذهب لتتجاوز 1850 دولارا للأونصة، أي بزيادة 500 دولار عن سعر اليوم البالغ 1350 دولارا، وهو سعر غير منطقي.
وأكد أن هذا التوجه ستكون له آثار سلبية في الذهب وإيجابية في أسعار النفط، في ظل التغيرات العالمية التي تشهدها أمريكا ودول أوروبا الغربية.
من جانبه، قال الدكتور أسامة الفيلالي، الأستاذ في جامعة الملك عبدالعزيز، أن الصين تعتبر أكبر مستورد للنفط السعودي، وهذا التوجه سيؤثر إيجابا في أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، وسيؤثر سلباً في الطلب العالمي على الدولار وسيضعف من مكانته.
وأوضح أن ضعف مكانة الدولار سيؤثر إيجابا في أسعار النقل والاستيراد العالمي للسلع النفطية وغير النفطية، ويقلل من حجم العجز في موازنات الدول على المدى المتوسط لمعدلات مقبولة، وفق ما تخطط له الدول.