يقترب قطاع التجزئة حاليا من ثورة خامسة قد تقلب هذا القطاع رأساً على عقب، خصوصاً مع دخول التكنولوجيا وعلوم الحاسوب كالذكاء الاصطناعي إلى أدق تفاصيله.
ويرى الكثير من العلماء أن البيانات ستكون ثورة عالم التجزئة المقبلة، إذ ستمكن الشركات التي ستعرف كيفية الاستفادة منها، من تحقيق أرباح خيالية، في حين ستعجز الشركات التي لن تستفيد من البيانات عن المنافسة في هذا العالم.
ويشير جوزف تورو في كتابه “الممرات لديها عيون” إلى أن مؤسسات البيع بالتجزئة لن تستطيع المنافسة خلال السنوات المقبلة إلا عبر التنسيق بين البيانات التي تحوز عليها وبين المنتجات والعروض التي تقدمها. ويعتقد تورو أن على المؤسسات اكتشاف كيفية تعقب المستهلكين وتمييزهم من خلال النمط الاستهلاكي، وتوجيه الخصومات والعروضات الخاصة بكل مستهلك على حدة لإعطائه أفضل تجربة تسوق ممكنة، ما يفرض ولاء المستهلك إلى هذا المتجر بذاته.
وتستطيع الشركات من خلال البيانات تعقب نمط الاستهلاك بالكامل، كما يمكنها تحليل طريقة حياة المستهلك وأنظمة أكله وحتى الأدوية التي يستعملها. ووفقاً لمبدأ مشاركة المعلومات وبيعها، ستتمكن هذه الشركات من بيع هذه المعلومات إلى شركات لا علاقة لها بالتجزئة، ما قد يؤثر في حياة المستهلك العادي.
وبدأت شركة أمازون والكثير من الشركات بالفعل بهذه الخطوة، إذ بمجرد امتلاك حساب فيها والقيام بعملية تبضع أولية، سيظهر بعض المنتجات التي قد ترغب بشرائها.
في المرات الأولى قد لا تتلاءم هذه المنتجات مع حاجات المستهلك، لكن مع تطور هذه العلاقة ستصبح عملية التوقع أكثر دقة، حتى أن الشركة قد تبدأ بمعرفة المنتجات التي تحتاجها قبل أن يدرك المستهلك نفسه حاجته إليها.