«أمين» يطالب بهيئة موحدة للإشراف على «رواد الأعمال»
«شريف»: البيروقراطية والتمويل يعرقلان استثمارات الشركات الصغيرة
«شرارة» المشروعات المصرية المبتكرة لديها القدرة على المنافسة عالمياً إذا توافرت لها عوامل النجاح
«العبد» قانون الاستثمار الجديد يتضمن حوافز كبرى للشركات الناشئة
ناقشت الجلسة السادسة، باليوم الثانى لمؤتمر يورومنى، ملف الاستثمار فى الشركات الناشئة ومشروعات رواد الأعمال، وكيفية تشجيعها، والقطاعات والمناطق التى يمكنها تحقيق طفرة حقيقية فى ريادة الأعمال فى مصر.
وأدارت فيكتوريا بين، مدير عام منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بالشركة المنظمة لمؤتمرات يورومنى، الجلسة الأخيرة من المؤتمر التى ألقت الضوء على الاستثمار فى المشروعات الناشئة، والبدائل التمويلية المتاحة، والتشريعات المنظمة لعملها، وكيفية إتاحة المزيد من رؤوس الأموال لها.
وطرحت «بين» العديد من الأسئلة على المشاركين فى الجلسة، منها كيف يمكن للمشروعات الناشئة تحقيق نمو فى السوق المصرى، وقدرة تلك المشروعات على المنافسة عالمياً، ودور صانعى السياسيات والمشرعين والممولين فى المؤسسات الرسمية الرئيسية والمانحين ومؤسسات المجتمع المدنى، وكيفية تخارج المستثمرين حال توقف مشروعاتهم لأى سبب، وإدارة المخاطر التى يواجهونها.
وشارك بالجلسة وائل أمين، مؤسس ورئيس مجلس إدارة ساوارى فينشرز، وعمرو العبد، العضو المنتدب بصندوق إيجيبت فينشرز، وعبدالرحمن شرارة، المدير التنفيذى رايز أب سوميت، وأمير شريف، المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة بشر سوفت.
وبدأت «بين» الجلسة بالسؤال حول مدى كفاية المشروعات الريادية فى مصر لمجابهة التحديات، خاصة فى قطاعات التعليم والصحة والنقل.
وقالت: «فى كل القطاعات نجد أن هناك تحديات كما توجد الفرص، وبدلاً من انتظار الحكومة لتقديم الحلول لا يوجد إلا للرياديين أن يقوموا بهذا الدور لمجابهة التحديات الاقتصادية».
وتساءلت «بين» عن رأس المال المطلوب حتى يستطيع أصحاب المشروعات الريادية أن يقوموا بمجابهة التحديات، قائلة: «لدينا أصحاب مشروعات وهناك فرص، لكن رأس المال غير متوفر.. هذا الموضوع تم مناقشته فى المؤتمر العام الماضى، عندما ننظر إلى معدل أصحاب المشروعات فى مصر، مقارنة بالسعودية ولبنان وغيرها نجد نفسنا متأخرين، فهل توافقون على أن المشكلة سببها الرئيسى الافتقار إلى رأس المال».
ورد أمير شريف، المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة «Bashar Soft» بالإيجاب، وقال: «لدينا فعلاً عدد كبير من أفكار المشروعات الريادية، لكن التحديات كبيرة والعوائق كثيرة، وعدد الذين ينجحون قليل جدًا بسبب قلة التمويل، خاصة فى بداية المشروع».
واتفق عمرو العبد، العضو المنتدب لصندوق إيجيبت فينشرز، إن هناك افتقاراً لرأس المال الذكى الذى يستطيع أن يدعم المشروع فى مراحله الأولية.
وأضاف: «نحاول من خلال صندوق إيجيبت فينشرز أن ندعم رأس المال المخاطر، خاصة فى المراحل الأولى، وأيضًا ننظر إلى الأثر الاجتماعى ونضع ذلك عند الشروع فى تمويل أى من مشروعات رواد الأعمال».
وقال عبدالرحمن شرارة، المدير التنفيذى لـ«رايز أب سوميت» إن عدداً كبيراً من الناس لديهم استعداد للمخاطرة بالفعل، ولديهم أفكار يمكن أن تتحول لمشروعات، وكلما كانت البيئة محفزة كان هذا عامل مساعد للنجاح.
وذكر وائل أمين، مؤسس ورئيس مجلس إدارة سوارى فينشرز، أن هناك مبادرات مختلفة يمكن لرواد الأعمال فى المنطقة أن يستفيدوا منها.
وأشار «العبد»، إلى أن كل القطاعات الصناعية والخدمية مناسبة لبدء مشروعات ريادية فيها، خاصة المشروعات ذات الأثر الاجتماعى.
وقال إن مصر تحتاج إلى توفير فرص عمل، ويمكن للمشروعات الريادية أن تحقق ذلك بسهولة، خاصة فى القطاعات التى تتطلب عمالة كثيرة مثل الزراعة.
وطرحت «بين» تساؤلاً حول التغيرات التشريعية المطلوبة لتشجيع رواد الأعمال، وكيفية توفير مزيد من رؤوس الأموال.
وقال «العبد»: «لابد من التغيير فى التشريعات، وهذا ما تعمل عليه الحكومة بعد إصدار القانون الجديد الخاص بالاستثمار، الذى طلبنا فيه أن يتضمن بنوداً لتحفيز الشركات الناشئة بدلاً من التركيز على المستثمرين الأجانب والشركات الكبيرة كما كان فى الماضى».
وأضاف أن الصناديق والشركات الممولة لمشروعات رواد الأعمال، لاتحتاج فقط لتشريعات لازدهار عملها، لكن تتطلع لأن تكون المناهج التعليمية فى مراحل التعليم الجامعى وقبل الجامعى قادرة على إنتاج أصحاب مشروعات ريادية مستقلة.
وتابع: «يمكن للجميع أن يتعلم أسس ومبادئ الريادة، لكن فى النهاية اتخاذ قرار الاستثمار يحتاج إلى شخص مبتكر ومتعلم كيفية الإدارة، والإعلام لابد أن يلعب دوراً فى ذلك».
وطالب «أمين» بضرورة إنشاء هيئة موحدة لمشروعات رواد الأعمال، تتولى الإشراف عليها، وتقديم الحلول لأصحابها.
وأكد «شريف» على أهمية تسهيل إقامة مشروعات رواد الاعمال، وقال: «لدينا مشاكل فى مصر متعلقة بالضرائب والتأمينات والتعاملات الأئتمانية والبيروقراطية، كل تلك المشاكل تعرقل استثمارات رواد الأعمال حتى لو توافر رأس المال».
ورفض عبدالرحمن شرارة، المدير التنفيذى لرايز أب سوميت، فكرة إنشاء هيئة لرواد الأعمال، وقال: «لابد أن يكون هناك تقارير حكومية سنوية توضح الرؤية العامة وخارطة الطريق وأن تمارس تلك المشروعات عملها ذاتياً دون وجود هيئة عليا تملى سياسات من أعلى لأسفل.. أى أن تكون هناك استراتيجية نتحدث حولها مع الحكومة دون سيطرتها.
وذكر “شريف”، أن مشروعات رواد الأعمال المصريين لديها القدرة على المنافسة عالمياً، خاصة بعد قرارات الحكومة لتحسين مناخ الاستثمار، وتوافر رؤوس الأموال الداعمة للمشروعات والمواهب القادرة على الابتكار.
وطالب “العبد” وسائل الإعلام بضرورة تسليط الضوء، على المشروعات الناجحة محلياً وعلمياً، لتشجيع رواد الأعمال الجدد.
وتدخل “شرارة”: “لدينا 3 برامج تليفزيونية فقط تقدم النصائح لرواد الأعمال، هذا لابد أن يكون على قمة أولويات صانعى السياسات وأن يحظى بدعمهم”.
وقال “شريف”: “أنا شخصياً شاركت فى مشروع جديد ولم أجد فرصة لاستعراض قصتى فى الإذاعة سوى مرتين، يجب أن يركز الإعلام على المشروعات الصغيرة والمتوسطة بدلاً من الترفيه والرياضة وكرة القدم».
واضاف أن الإعلام عليه دور مهم لإبراز المشروعات الريادية التى تحوى أفكاراً جديدة، لتشجيع أصحابها، ونشر قصص ملهمة للأجيال الجديدة من الرواد.