كلّفت الحروب والنزاعات والتسلح والعنف المجتمعي خسائر في الاقتصاد العالمي، قُدّرت بنحو 14.3 تريليون دولار العام الماضي أي ما يمثل 12.6% من الناتج الإجمالي لـ163 دولة، أو ما يعادل 5.4 دولار لكل فرد يومياً، أقل من ألفي دولار سنوياً، وفقا لما كشفه تقرير صادر عن المعهد الدولي للاقتصاد والسلم في لندن بالتعاون مع الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأشار التقرير إلى أنه رغم تراجع العنف العالمي 3% للمرة الأولى منذ عام 2011، لا تزال الحروب الصراعات تكبد عشرة دول خسائر تمثل نسبة 37% من ناتجها الإجمالي على الأقل.
وحافظت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مقدمة قائمة مناطق العالم الأكثر عنفاً وصراعاً، بكلفة بلغت 1200 دولار للفرد الواحد عام 2016.
وصُنّفت سورية كأكثر دول العالم دموية في ترتيب 163 دولة، وأكثر الدول المتكبدة للخسائر في الاقتصاد بلغت 67%، تلاها العراق بخسائر تجاوزت 57% من الناتج.
وحلّ في المرتبة 161 عالمياً، ثم أفغانستان في المرتبة 162 بخسارة 52% في الاقتصاد، وجنوب السودان والصومال بنسبة 36 و33% واحتلتا المرتبتين 160 و158 على التوالي.
وتشمل الخسائر أيضاً تراجع مؤشر التنمية البشرية والتعليم والصحة والخدمات والدخل والاستقرار المادي والنفسي.
وأفاد التقرير بأن سورية خسرت 53% من مقومات اقتصادها بين عامي 2011 و2014 وتراجعت 29 مرتبة في تصنيف التنمية البشرية العالمية، وانخفض معدل الأمل لدى الحياة من 70 إلى 48 سنة لدى الرجال.
وتسببت المأساة والهجرة القسرية بنقل صعوبات اجتماعية وحالات الفقر إلى دول مجاورة، مثل الأردن ولبنان وهما تضررا اقتصادياً من عدم الاستقرار وضعف السلم في المنطقة.
وذكر تقرير برنامج الأمم المتحدة للتغذية والزراعة، أن النزاعات والحروب والجفاف والتغير المناخي، شكّلت عوامل فاقمت الفقر والجوع، وحدّت من رهانات تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030.
وفي شمال أفريقيا، لا يحصل 18 مليون شخص على أطعمة كافية أو جيدة، منهم 10 ملايين في السودان و4 ملايين في مصر و1.8 مليون في الجزائر و1.2 مليون في المغرب و600 ألف شخص في تونس، التي حلت في المرتبة الأولى مغاربياً.