
انتهى بالأمس منتدى شباب العالم بشرم الشيخ والذى شهد حضوراً كبيراً ومشرفاً من رؤساء دول وحكومات ووزراء وشباب من مختلف دول العالم، وكان تنظيم المنتدى مشرفاً لمصر وللمصريين، وكانت مدينة شرم الشيخ مفخرة هذا المنتدى، ووجه المنتدى رسائل كثيرة للعالم عن عظمة مصر وعن استقرارها وأنها دولة آمنة ومسالمة تحاور كل شباب العالم عن كل القضايا التى تشغلهم.
وانعقاد هذا المنتدى ونجاح تنظيمه واهتمام الدولة بكل مؤسساتها به بداية من رئيس الدولة كان له أكبر الأثر فى نجاحه.. وهذا النجاح جعلنى أقارن بينه وبين الحضور المصرى فى مهرجان الشباب التاسع والعشرين، الذى عقد بمدينة سوتشى الروسية نهاية الشهر الماضى بحضور 20 ألف شاب من 189 دولة، فللأسف كانت البعثة المصرية دون تنظيم ولم تستفد من هذا الحضور الكبير لشباب العالم للترويج لبلدهم.. وكأن الهدف هو التمثيل فقط للمشاركة فى المهرجان.
بينما كل البعثات استفادت من حضور المهرجان للترويج لبلادها ولثقافاتها.. أما نحن فكنا هناك بلا هدف وبلا شكل تنظيمى.
وخلال 9 أيام قضيتها فى مدينة سوتشى الروسية كمشارك فى المهرجان لم أر أى تواجد حقيقى للبعثة المصرية فى المؤتمر، أو بمعنى أصح «مصر ماجتش»، فلا تخطيط أو استعداد لمهرجان بهذا الحجم، يضم شباباً من جميع جنسيات العالم، وسط حالة من اللامبالاة والتهميش لدولة عظيمة اسمها مصر.
كنت أنتظر من البعثة المصرية تنظيم فعاليات أو ندوة أو حفل موسيقى أو دعوة المشاركين فى المهرجان لحلقة حوار كما فعلت دول صغيرة جداً لا ترقى للمقارنة بمصر.
اكتفت بعثة مصر بعقد ما يشبه دائرة مستديرة لم يحضرها سوى 50 شخصاً معظمهم من البعثة المصرية، وتم عرض تقديمى لمنتدى شباب العالم الذى عقد فى شرم الشيخ هذا الأسبوع، وبعدها فوجئنا بعزف دكتور مصرى لموسيقى كونسرفتوار.
حاجة تكسف فعلاً أن يمثل هؤلاء مصر التى تمتلك كل شىء، ودار العديد من الأسئلة فى ذهنى، فلماذا لم تبعث مصر بفرقة شعبية حتى وإن ضمت 10 أشخاص وكانت ستصبح أفضل بكثير من أشخاص لم يضيفوا أى شىء.
ولماذا لم يحضر حتى أشخاص يرتدون الزى الفرعونى حتى يتفاعل المشاركون من جميع جنسيات العالم مع مصر، ويحرصوا على التقاط صور تذكارية يشاهدها عشرات الآلاف، ولماذا لم يتم تنظيم ندوة نستعرض من خلالها الحضارة المصرية وتاريخها والأماكن السياحية وصور العلماء المصريين العظماء الذين يسهمون بقوة فى الحضارة والإنسانية.
«أين الحفل المصرى.. أين تتواجدون»؟.. سؤال تكرر علىَّ كثيراً من شباب وفتيات التقيت بهم على هامش المهرجان، ما أثار غضبى وغيرتى على بلدى، وبدأت فى التحدث معهم عن عظمة مصر وحضارتها العريقة وتاريخها الممتد لآلاف السنين، ودعوتهم لزيارة مصر الآمنة، وأكدت أن الأعمال الإرهابية أصبحت ظاهرة عالمية، ولابد من مواجهة الأفكار العدائية.
استجاب أكثر من 30 شاباً وفتاة أغلبهم من روسيا لما عرضته، وأعلنوا رغبتهم فى زيارة مصر خلال الشهرين المقبلين، إلا أنهم يعانون من عدم انتظام الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو، وتفاعلت معهم واقترحت عليهم المشاركة معى فى حملة لدعم مصر بعنوان «مصر آمنة».
شارك فى الحملة، التى شرفت بتنظيمها، واستجاب لها أكثر من 3 آلاف شاب وفتاة من جنسيات العالم، ووفقنى الله فى توزيع هدايا تذكارية للشباب عبارة عن ميداليات تحمل صورة الأهرامات ونفرتيتى وتوت غنخ آمون.
على الجانب الآخر، اكتشفت مفاجآت مخزية فيما يخص البعثة المصرية الرسمية، تتطلب حسابا عسيرا للمسئولين عنها، فأثناء حديثى مع عدد من شباب البعثة الذين يصل عددهم إلى 100 شاب لا يملكون سوى علمين فقط لمصر!
أما الأفراد الواقفون فى الجناح المصرى فلا يعلمون ماذا يقولون لزوار الجناح الذى لم يتعد حجمه المترين، واكتفوا بكلمة «تعالوا مصر»، وتوزيع صور للفنادق المصرية، ومطالبة الوافدين بتسجيل فيديو يقولون فيه «نحن نحب مصر».
أحد الشباب أبلغنى أن كل شخص فى البعثة وضع 2 كيلو فى شنطته الشخصية سواء من ورق البردى أو الهدايا التذكارية التى تضم أطباقاً فرعونية وخلافه، وحصَّلت إدارة البعثة 180 جنيهاً من كل شخص للحصول على «تى شيرت» مكتوب عليه «مصر».
ليس هذا فحسب، بل طلبت منى إحدى الفتيات المصريات 10 روبل، لأن البعثة المصرية وضعت الهدايا والورق فى سيارة حتى تنقلها إلى موقع المهرجان، وتم تقسيم المبلغ المدفوع على أفراد البعثة المصرية.
مفاجأة المفاجآت أطلقها أحد الشباب المصريين الذي يروج لمنتدى شباب العالم الذى يعقد فى شرم الشيخ، حيث كان يقف مع 3 شباب روس، وعندما سألوه لقد سجلنا بياناتنا على الموقع الخاص بمنتدى شرم الشيخ، فمتى سنتلقى الدعوة، أبلغهم أن العدد اكتمل، ولكن سينظر فى طلبهم، فهل يعقل أن ندعو شباباً للمشاركة فى مؤتمر لن يحضروه؟!
هل تعلم عزيزى القارئ أن الجناح السورى تفوق بمراحل على نظيره المصرى، حيث أضفت البعثة السورية البهجة والسرور على الموجودين فى مؤتمر ومهرجان الشباب التاسع عشر بروسيا، من خلال الحفلات والندوات التى تقيمها كل ساعتين أثناء المهرجان.
كما عرض شباب العراق وليبيا مجموعة من الصور، ونظموا حفلات موسيقية، ولاقى جناحاهما إقبالاً كبيراً من دول العالم.
رئيس قسم الطاقة بجريدة البورصة
[email protected]