«دار العيون» تضيف مستشفيين فى 2018 وتفتتح فرعاً جديداً بالشيخ زايد
«الجامعة الألمانية» تنشىء مستشفى عام.. و«الأهرام الكندية» تقيم آخر تخصصى.. و«الندي» تتوسع فى أكتوبر
«كليوباترا» تجهز لصفقة جديدة خارج القاهرة.. و«علاج السعودية» تتوسع فى مراكز الأشعة والمستشفيات التخصصي
«سمير»: إصدار قانون الاستثمار واقتراب إقرار «التأمين الصحي» والاستقرار السياسى عزز جاذبية القطاع
«زكريا»: صعوبة الاستثمار فى التعليم والأدوية وتعويم الجنيه صبا فى مصلحة الرعاية الصحية
بعد 9 أشهر كاملة من تراجع التوسعات والاستحواذات بقطاع الرعاية الصحية، عاد القطاع مرة أخرى لصدارة القطاعات الأعلى جاذبية للاستثمار فى السوق المحلي، خلال الربع الأخير من العام الحالي.
وفيما توقع مستثمرون بالقطاع بدء عودة جاذبيته الاستثمارية مطلع 2018، كانت دوافع المستثمرين أسرع بكثير من التوقعات، بدعم من إصدار قانون الاستثمار الجديد وبدء مناقشة قانون التأمين الصحى فى مجلس النواب، إضافة الى استقرار سعر الصرف، حسب محللين ومتعاملين بالسوق.
وشهد شهرا سبتمبر وأكتوبر الماضيان، اتجاه عدد من المستثمرين بالقطاع لبدء تنفيذ توسعات بمشروعاتهم القائمة، وظهور لاعبين جدد يتطلعون لمنافسة الكيانات الخليجية الأكثر استحواذاً على المستشفيات المصرية خلال السنوات الخمس الماضية، وفى مقدمتها مجموعة كليوباترا ومستشفيات أندلسية والسعودى الألماني.
قال «خالد سمير»، عضو مجلس إدارة غرفة الرعاية الصحية باتحاد الصناعات، والعضو المنتدب لمستشفيات ومراكز دار العيون، إن القطاع الصحى عاش حالة من الارتباك الشديد والترقب خلال الشهور الـ9 الأولى من العام الجاري، لكنه سرعان ما استعاد عافيته فى الربع الأخير من العام نفسه.
وأضاف سمير أن القرارات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة الفترة الماضية ومن بينها قانون الاستثمار الجديد ولائحته التنفيذية، أنعشت الاستثمار فى قطاع الرعاية الصحية بشكل كبير، إذ دفعت عدداً كبيراً من المستثمرين لضخ استثمارات كبرى.
وتستعد عدة مستشفيات عاملة بالسوق المصرى لبدء تنفيذ استثمارات كبيرة خلال الشهور المتبقية من العام الحالي، فيما تجهز مستشفيات أخرى وصناديق استثمار محلية وأجنبية لدخول السوق للمرة الأولى، حسب سمير.
وتعتزم مجموعة مستشفيات ومراكز دار العيون، إضافة مستشفيين جديدين العام المقبل، وافتتاح ثالث بالشيخ زايد خلال الشهور القليلة المقبلة.
وبدأت العديد من المستشفيات تنفيذ خطط توسعية كبيرة، إذ تقوم مستشفى الندى للنساء والتوليد بإقامة فرع جديد بمدينة السادس من أكتوبر، وكذا يسعى مستشفى راشد للتوسع بسوهاج، فيما يقوم مستشفى كليوباترا بالتجهير لشراء مستشفى جديد بسعة 150 سريراً خارج القاهرة.
وشهدت الأشهر الماضية إعلان عدد من المستثمرين الرئيسيين فى القطاع الصحى أبرزها (مجموعة مستشفيات كليوباترا، وأندلسية السعودية، والسعودى الألماني)، عن اعتزامها ضخ استثمارات جديدة فى السوق المصرى خلال الأشهر المقبلة.
وتخطط مجموعة مستشفيات السعودى الألمانى، لإنشاء 4 مستشفيات جديدة بمحافظات الجيزة والإسماعيلية وأسيوط ومدينة القاهرة الجديدة، فيما تجهز مجموعة مستشفيات أندلسية مصر إنشاء مستشفيين جديدين بمدينتى السادس من أكتوبر، والتجمع الخامس باستثمارات 750 مليون جنيه، وترصد مجموعة مستشفيات كليوباترا أكثر من مليار جنيه للاستحواذ على مستشفيين وإدارة ثالث وإنشاء عدد من العيادات المتخصصة.
وتسعى مجموعة العلاج السعودية التى تستحوذ على 5 كيانات طبية مصرية، لتنفيذ صفقتين جديدتين فى القطاع الصحي، الأولى شراء حصة كبيرة فى أحد معامل الأشعة، وحصة تصل الى 15% فى مستشفى العيون الدولي.
وقال سمير إن الفترة المقبلة ستشهد استثمارات صحية كبيرة فى المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية والفيوم الجديدة وبنى سويف الجديدة والعبور والشروق، وكذا زيادة عدد المستشفيات الجامعية الخاصة.
وعلمت «البورصة» أن جامعتى الأهرام الكندية والجامعة الألمانية، تعتزمان إنشاء مستشفيين عام ومتخصص خلال الشهور المقبلة، لزيادة عوائدهما الاستثمارية.
وتوقع «سمير» دخول مستثمرين جدد للسوق المصرى خاصة من دول الخيج، وتأسيس أكثر من صندوق استثمار متخصص فى القطاع الصحي، وتخارج بعض المستشفيات الصغيرة من السوق واتجاه البعض الآخر لتكوين اندماجات، وتوسع المستشفيات الكبيرة والمتوسطة فى المدن الجديدة وتكوين سلاسل كبيرة على غرار القطاع الغذائي.
وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تركيزاً كبيراً من المستثمرين على قطاعى مراكز الأشعة ومعامل التحاليل، لما تحقق عوائد ربحية مرتفعة بالمقارنة بالمستشفيات.
وذكر أن اقتراب تطبيق قانون التأمين الصحى الشامل دفع عدداً من مستشفيات القطاع الخاص للتطوير، للانضمام للمنظومة التى لن تفرق بين القطاعين العام والخاص عند تطبيقها.
وقال إن التأمين الصحى له عدة إيجابيات أهمها زيادة عدد متلقى الخدمة وارتفاع العوائد، لكن نجاحه مرهون بالتزام الحكومة بسداد مستحقات مقدمى الخدمات من القطاع الخاص فى المواعيد المحددة.
واتفق معه «عمر زكريا» مساعد مدير الاستثمار بشركة «مالتيبلز جروب»، وقال إن الشهور الـ9 الأولى من العام الجارى تراجعت الاستثمارات فى القطاع الصحى نتيجة تقلب سعر الصرف، لكن المشهد تغير تماماً بعد استقرار أسعار العملات.
وأضاف زكريا أن ثبات سعر الدولار أعطى ثقة للمستثمرين خاصة الأجانب، ودفعهم لتحويل رغبتهم الاستثمارية فى القطاع إلى قرارات فعلية فى الربع الأخير من العام الجاري.
وأشار إلى استفادة القطاع الصحى من صعوبة الاستثمار فى قطاع التعليم الذى يعد المنافس الأقوى للقطاع الصحى من حيث الجاذبية الاستثمارية، وكذا قطاع الدواى المقيد بالتسعير الجبري.
وذكر أن قرار تعويم الجنيه أضعف القيمة السوقية للمستشفيات عند تقييمها بالدولار، لذا أصبح السوق أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب.
وتوقع زكريا أن يشهد عام 2018 استحواذ كيانات كبرى على مستشفيات صغيرة بالسوق، واتجاهاً كبيراً من صغار المستثمرين للتخارج حال الفشل فى البيع لمستثمر كبير أو التحول لمستشفيات تقدم خدمات تخصصية، وتنفيذ صفقات كبرى بقطاع المراكز الطبية المتخصصة التى تحظى باهتمام صناديق الاستثمار العالمية.
ويضم السوق المصرى 2020 مستشفى خاص و380 ألف عيادة، و40 مركزاً لزراعة الأعضاء و582 للغسيل الكلوى، حسب تقديرات إدارة التخطيط بوزارة الصحة.
وقال رئيس مستشفى خاص، رفض ذكر اسمه، إن السوق المصرى بات لا يستوعب غير الكيانات الكبيرة فقط، وإنه سعى الفترة الماضية، لعرض المستشفى الخاص به على إحدى المجموعات الخليجية العاملة فى مصر لشرائه، لكن الصفقة لم تتم.
وأضاف أن المستشفى سيفكر الفترة المقبلة فى الاندماج مع أحد الكيانات المماثلة له من حيث الحجم، لتكوين كيان أكبر قادر على المنافسة والانضمام لمنظومة التأمين الصحى الشامل.
وتوقع أن يشهد عام 2018 استثمارات كبرى فى القطاع، من حيث التوسعات والاستحواذات الجديدة، وقال إن الشهور الـ9 الماضية كانت مغايرة تماماً لما شهده القطاع من استحواذات كبرى خلال السنوات الخمس الماضية، نتيجة تأخر صدور بعض التشريعات المنظمة للاستثمار وفى مقدمتها قانون الاستثمار الجديد ولائحته التنفيذية الصادران مؤخراً، إضافة إلى حالة الارتباك التى أصابت سعر العملة الأجنبية بعد تعويم الجنيه.