رغبة دولية مشلولة للتخلص من هيمنته كعملة رسمية للتجارة العالمية
حكم الدولار الأمريكى العالم المالى لفترة أطول من عمر معظم من كانوا على قيد الحياة حين تم ميلاد نظام بريتون وودز حتى بات الاقتصاديون يرددون مقولة، إن الكرة الأرضية تدور حول الشمس بينما تدور الشمس حول الدولار.
وجبراً وليس حباً اضطرت كل شعوب الارض إلى أن تصبح مواطناً مخلصاً لهذه الهيمنة الغربية منذ عقود وبات لدى الولايات المتحدة بطاقة ائتمان غير محدودة منذ الحرب العالمية الثانية.
ويثير الخبراء الشكوك حول دور الابتكارات التكنولوجية مثل العملة الإلكترونية فى هزيمة هيمنة الدولار، حيث يتم تداول هذا الكلام بحفاوة كبيرة أملاً فى بناء نظام مالى عالمى أكثر عدالة بعيداً عن الامبرالية الأمريكية.
ويؤكد تقرير موقع كوينتيل جراف، أنه إجمالاً يمكن القول بإن دول العالم على حد سواء معجبة بالولايات المتحدة وتكرهها وتخشاها فى نفس الوقت، فعندما يكون لدى بلد واحد قدرة على ابتكار أفضل وسائل الترفيه فى العالم، واستيراد وزراعة أفضل التقنيات فى العالم، وإنتاج أكبر قوة عسكرية فى العالم، وقيادة عملة الاحتياطى العالمى فى العالم فانها بذلك تصبح امبراطورية عالمية حقيقية، لكنها لسيت كما كانت امبراطورية روما قبل بضعة آلاف من السنين.
وقد ترجمت واشنطن ذلك إلى بناء قاعدة عسكرية أمريكية فى كل دول العالم تقريباً بصور مختلفة وكميات هائلة من الدولار الأمريكى فى كل بنك مركزى فى العالم، لكن العالم ترجم أيضاً ذلك إلى استياء دولى غير محدود.
ومن المؤكد، أن هناك فى العالم من يحب إزالة هذه الإمبراطورية الأمريكية وفى سبيل ذلك يوجد من يسهر على حرق البترول منتصف الليل تماماً، أو من ينتظر الانضمام إلى شخص ما يمكنه فعل ذلك، أو تماماً مثل روما يوجد من ينتظر أن تنهار أمريكا، كما انهارت جميع الإمبراطوريات.
فكون العملة الاحتياطية العالمية تجبر الدول على عقد الصفقات باستخدام الدولار الأمريكى فى التجارة الدولية، بدلاً من العملات الخاصة بهم فهذا يسمح أيضاً بطباعة تريليونات الدولار كل عام لدفع ثمن الحروب والديون وغيرها من السلوك غير المسئول مالياً، وطالما استمر هذا النظام، يمكن للحكومة الأمريكية أن تستمر فى التعمق فى الديون دون أن تعانى من عواقب وخيمة، وقد أسىء استخدام هذا النظام لعقود.
ويسمح النظام الحالى لواشنطن بمراقبة النظام المالى العالمى عبر التدقيق فى جميع الوثائق لدى البنوك الأجنبية عبر قوانين الامتثال الدولية وإلا يتم معاقبتها بالحرمان من النظام المصرفى العالمى، كما حدث مع البنوك الإيرانية.
لكن جهود الصين لخلق نظام مقايضة العملات فى الصفقات الدولية وإعادة بناء طريق الحرير للتجارة العالمية كخطوة على الطريق للتخلص من هيمنة الدولار لا تعنى ان الإعلان عن دراسة لابتكار عملة اليكترونية صينية لا يمكن وضعه فى نفس السياق فالهدف الأساسى هو الحد من تدفقات الاموال الخارجة من البلاد على مدى العامين الماضيين.
وتعتبر المديونية الوطنية فى الولايات المتحدة البالغة 18 تريليون دولار هى الخطر الاكبر على الهيمنة الامريكية فإلى حد بعيد هى المديوينة الاكبر لأى بلد فى تاريخ العالم.
وقد تكون العملة الإلكترونية مسمار آخر فى نعش الدولار، لكن لا أحد يعرف إلى أين ستذهب الأمور أو يثبت عملياً أنه يمكن قتل الدولار رغم كثرة الأعداء.