توفير فاقد «القمح» يُقلص الواردات 40% سنويًا
تضاعف إهدار «قصب السكر» و«البقوليات» الناجى الوحيد
مطالب باستخدام أساليب زراعية حديثة.. وتطبيق «الإرشاد»
تزايدت معدلات إهدار المحاصيل الزراعية فى مصر على مدار السنوات السبعة الأخيرة رغم الاحتياج لاستيراد نحو 60% من استهلاك الغذاء كل عام.
ووفقًا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، يصل الفاقد من محاصيل الحبوب نحو 23% بواقع 5.5 مليون طن من إجمالى 24 مليونا سنويًا.
ويلاحظ نمو معدلات الفقد بوتيرة قوية خاصة فى محصول القمح، لتُسجل 3.9 مليون طن فى 2015 مقابل 1.8 مليون فى 2011 وفى حالة الحفاظ عليها ستوفر مصر نحو 40% من واردات القمح التى تصل 10 ملايين طن سنويًا.
قال هشام النجار، العضو المنتدب لشركة الوادى للتنمية الزراعية «دالتكس»، إن الحفاظ على الفاقد السنوى من المحاصيل يرفع حجم المعروض من السلع، ويؤدى لانخفاض الأسعار.
أضاف، أن توازن الأسعار سيرفع من قدرة المستهلكين الشرائية، والتى تراجعت كثيرًا منذ تحرير سعر الصرف فى نوفمبر 2016 ليرتفع الدولار إلى 17.70 جنيه مقابل 8.88 جنيه قبلها.
وتضاعف المهدر من محصول قصب السكر أكثر من 20 مرة خلال السنوات الأخيرة وكانت محاصيل البقوليات هى الفئة الوحيدة التى تراجعت أحجام الفاقد منها إلى 25 ألف طن سنويًا مقابل 35 ألفًا.
وقال على عيسى، الرئيس السابق للمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إن الاهتمام بالقطاع الزراعى والمحافظة على المهدر يسمح بزيادة حجم المنتجات المتوفرة فى السوق المحلى بحانب ارتفاع معدلات التصدير.
أضاف، أن المحافظة على نسبة 20% كمتوسط الفقد فى أغلب المحاصيل يخفض من تكلفة الإنتاج بنسبة أعلى منها، وبالتالى فتوازن السوق يحتاج للعمل على زيادة فعاليات الإرشاد الزراعى مع الفلاحين.
تابع عيسى: «يمكن الاعتماد على إحدى التجارب الأوروبية فى تطوير المنظومة، من خلال استخدام الميكنة الحديثة فى الرى والعناية بالمحصايل».
أشار إلى أن بعض الدول تقوم بتخزين المنتجات بأنظمة التبريد فى ذروة الموسم، للمحافظة على قاعدة العرض والطلب وعدم الإضرار بالمنتجين، ومن ثم تقوم بطرحها على المستهلكين وقت الحاجة لعدم الإضرار بالمستهلكين، ومن هنا يأتى التوازن.
ونظمت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة «الفاو» برنامجاً تدريبياً فى مصر لتقليص الهدر فى الطعام الذى وصفته بالمرتفع خلال مراحل الإنتاج وأسواق التجزئة والجملة.
ويعتمد مشروع «تقليل الفاقد والهدر فى الغذاء وتطوير سلسلة القيمة لضمان الأمن الغذائى فى مصر وتونس» على نهج سلسلة القيمة الغذائية للحد من فقد وهدر الغذاء بهدف تحسين الكفاءة الاقتصادية والبيئية للقطاعات الزراعية الغذائية، عبر سلاسل القيمة الغذائية المطورة.
وقالت «الفاو» إن هدر المحاصيل فى أغلب الدول «غير مرئى» إلا إذا تم رصده فى شكل إحصائيات، فالسلوكيات الفردية فى هدر الغذاء يراها الأفراد على أنهم يقومون بإشباع حاجتهم دون ضرر وما يلقونه من فائض يرجع لعدم استخدامه.
وأشارت المنظمة فى تقريرها إلى أن الإنتاج العالمى من المأكولات كاف لإطعام سكان الكرة الارضية، ومع ذلك يوجد 842 مليون شخص ينامون كل ليلة دون طعام.
وذكرت تقارير البنك الدولى حول مراقبة الغذاء العالمى، أن ما بين 25 و33% من حجم إنتاج الغذاء فى العالم يتم إهداره سنويًا بأكثر من صورة، بما يصل إلى 4 مليارات طن من الأغذية.