توقعت شركة «ديلويت» العالمية الرائدة فى مجال الخدمات المهنية، أن تظهر الهند كقوة عظمى اقتصادية يقودها جزئياً سكانها الشباب، فى وقت تشهد فيه الشيخوخة فى الصين والنمور الآسيوية نمواً سريعاً.
وذكرت الشركة أن عدد الاشخاص فى القارة الآسيوية الذين تتراوح أعمارهم بين 65 عاماً وما يزيد على ذلك، ستزيد أعدادهم من 365 مليون شخص فى الوقت الراهن إلى أكثر من نصف مليار شخص فى عام 2027 بزيادة نسبتها 60% من هذه الفئة العمرية حول العالم بحلول 2030.
وعلى النقيض من ذلك، ستقود الهند الموجة الثالثة الكبرى من النمو فى آسيا بعد اليابان والصين، مع قوة عاملة محتملة تتزايد من 885 مليوناً إلى 1.08 مليار شخص فى السنوات العشرين المقبلة، وستظل فى ازدياد لمدة نصف قرن من الزمان.
ونقلت وكالة أنباء «بلومبرج» عن انيس تشاكرافارتى، الخبير الاقتصادى فى «ديلويت»، أن الهند ستمثل أكثر من نصف الزيادة فى القوى العاملة فى آسيا فى العقد المقبل، ولكن هذه ليست مجرد قصة المزيد من العمال، لأن هؤلاء العمال الجدد سيكونوا أفضل تدريباً وتعليماً من القوى العاملة الهندية الحالية.
وأضاف أنه بجانب مهارة القوى العاملة، ستكون هناك إمكانيات اقتصادية متزايدة، بفضل زيادة نسبة دخول المرأة فى القوى العاملة فضلا عن زيادة القدرة والاهتمام فى العمل لفترة أطول. والنتائج المترتبة على الشركات ستكون ضخمة.
وأوضحت «ديلويت»، أن الهند لن تكون الاقتصاد الآسيوى الوحيد المقرر أن يرتفع، ولكن تفيد البيانات بأن إندونيسيا والفلبين يمتلكان أيضاً عدداً صغيراً نسبياً من السكان، مما يشير إلى أنهم سيشهدون نمواً مماثلاً.
ولكن لاتزال ثمة مخاوف بشأن الهند، إذ ذكرت الشركة أنه إذا لم تكن هناك سياسات صحيحة تحافظ على النمو وتعمل على تعزيزه، فإن طفرة نمو السكان الشباب يمكن أن تكون عقبة عندما يواجهون البطالة ويصبحوا مهيئين للاضطرابات الاجتماعية.
وكشفت «ديلويت» عن البلدان التى تواجه أكبر التحديات من تأثير الشيخوخة على النمو وجاء على رأسها الصين وهونج كونج وتايوان وسنغافورة وتايلاند ونيوزيلندا.
وبالنسبة لأستراليا، أشار التقرير إلى أن تأثير الشيخوخة فى هذه الدولة ربما يتجاوز تأثير اليابان بعد مرور عقود من التحديات المتعلقة بالشيخوخة، ولكن مازالت هناك بعض المزايا الاقتصادية.
وقال نائب الشريك الإدارى فى «ديلويت»، إيان تاتشر، إن دولة كاستراليا تعد نادرة بين الدول الغنية،إذ تملك سجلاً حافلاً من الترحيب بالمهاجرين، وهذا يجعلها أقل عرضة لخطر التباطؤ المرتبط بالشيخوخة فى العقود المقبلة، ولكن آسيا ستحتاج إلى التكيف للتعامل مع توقعات وصول الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 سنة فيما فوق، إلى مليار شخص بحلول عام 2050.