انتشرت الفترة الأخيرة تقنية «البلوك تشين» التى غيرت رؤية الشركات للمعاملات الموثوق بها.
وتعتبر تقنية «البلوك تشين»، شبكة توزيع معلومات قائمة على قاعدة بيانات آمنة، وهى عبارة عن قاعدة بيانات أو أسلوب جديد لتنظيم البيانات.
قالت شركة «أى بى إم»، فى ندوة لها، إنها تقنية لجيل جديد من تطبيقات المعاملات التى تؤسس الثقة والمساءلة والشفافية، وفى الوقت نفسه تسهم فى تبسيط العمليات التجارية.
وتساعد تكنولوجيا «بلوك تشين» التى كانت تعرف بسجل المعاملات فى العملة الافتراضية «بيتكوين»، على الحفاظ على قوائم مقاومة للتلاعب فى سجلات البيانات، وتتيح تبادلاً آمناً للمواد القيّمة كالأموال أو الأسهم أو حقوق الوصول إلى البيانات.
وخلافاً لأنظمة التجارة التقليدية، لا حاجة لوسيط أو نظام تسجيل مركزى لمتابعة حركة التبادل، بل تقوم كل الجهات بالتعامل مباشرة مع بعضها البعض.
وتعمل «بلوك تشين» على هيئة نظام سجل إلكترونى لمعالجة الصفقات وتدوينها، بما يتيح لكل الأطراف تتبع المعلومات عبر شبكة آمنة، لا تستدعى التحقق من طرف ثالث.
وقالت وكالة رويترز، فى تقرير خاص، إن البنوك والمؤسسات المالية تتبنى تقنية «بلوك تشين»، المعتمدة فى العملة الافتراضية «بيتكوين»، أى سجل التعاملات الموحد بوتيرة أسرع مما هو متوقع، مع تحول قرابة %15 من أكبر البنوك العالمية لطرح منتجات «بلوك تشين» التجارية فى العام القادم، وفقاً لما أعلنته أى بى إم.
وقالت «أى بى إم»، إن هذه التقنية تشارك جميع الشركات فى مختلف المعاملات، سواء كانت تسدد مدفوعات لبائع، أو تقوم ببيع سلع، أو تتداول الأسهم والسندات، وتلك أمثلة من بين عدد لا حصر له من الأمثلة الأخرى.
فعندما تعمل أطراف متعددة معاً، تنشأ التحديات لا محالة، مثل عدم كفاءة أنظمة السداد، وعدم الشفافية بين الأطراف المعنية، وفقدان سلع، وأخطاء بشرية. وهنا يأتى دور «البلوك تشين» لتخفيف حدة تلك التحديات.
وتمكن «البلوك تشين» أطرافاً متعددة من تسجيل مدخلاتها، وتعزز المساءلة، والدقة فى الوقت المناسب، والأمن والشفافية، مع تبسيط العمليات التجارية.
وبالعودة إلى أصول «بلوك تشين» فى العملة الافتراضية، فقد كانت «بلوك تشين» قاعدة بيانات لتتبع حركة التعدين على الإنترنت، لحساب ما جرى سكه من عملة افتراضية لدى كل مستخدم لها.
وكان يتم توثيق عملية التعدين واستخراج «البيتكوين» فى قاعدة البيانات تلك على هيئة سلسلة من عمليات توثيق الكتل أو البلوك المستخرج لدى كل الأطراف على مستوى العالم، وبالتالى يستحيل تزوير كتلة أو إضافة أخرى غير حقيقية للسجل العام أى «البلوك تشين»، دون أن تتم الموافقة عليها من جميع الأطراف المعنية والعاملة على الإنترنت.
تطبيقات «البلوك تشين» لا حصر لها، حيث إن أى شىء ذى قيمة تقريباً يمكن تتبعه وتداوله دون الحاجة لوجود نقطة مراقبة مركزية «وهذا هو السبب فى أن البلوك تشين تعتبر تقنية تسجيل بيانات مشتركة». ويمكن تطبيق تقنيات «البلوك تشين» على أى صناعة تقريباً.
كيف تعمل هذه التقنية؟
تستند تقنية «بلوك تشين» إلى مفهومين أساسيين: شبكة الأعمال التجاريَّة، ودفتر الأستاذ المشترك، التى يقوم الأعضاء من خلالها بتبادل سلع ذات قيمة من خلال دفتر الأستاذ الذى يمتلكه كل عضو، ومحتواه ومضمونه متفق عليه مع الآخرين، نتيجة ذلك سيحدث انخفاض كبير فى تكلفة وتعقيد العمليات التجاريَّة، فدفتر الأستاذ الموزع سيقوم بتسهيل إنشاء شبكات الأعمال التجاريَّة الفعَّالة، ويمكن تتبع وتداول أى شىء ذى قيمة تقريباً من دون الحاجة إلى نقطة مركزيَّة للمراقبة.
هذه التقنية لديها القدرة على إحداث انخفاض كبير فى تكلفة وتعقيد العمليات التجارية، دفتر الأستاذ الموزع يقوم بتسهيل إنشاء شبكات الأعمال التجارية الفعالة من حيث التكلفة؛ حيث يمكن تتبع وتداول أى شىء ذى قيمة تقريباً، دون الحاجة إلى نقطة مركزية للمراقبة، وتطبيق هذه التكنولوجيا الناشئة يبشر بمستقبل واعد فى مجموعة واسعة من تطبيقات الأعمال.
مزايا تطبيق تقنية الـ«بلوك تشين»
تطبيق هذه التكنولوجيا الناشئة يُبشر بمستقبل واعد فى مجموعة واسعة من تطبيقات الأعمال، فضلاً عن الأمور المالية، فإن هناك العديد من تطبيقات «بلوك تشين» الممكنة، إذ يمكن استخدامها فى الرعاية الاجتماعية، نقل ملكية الأراضى، التراخيص الحكومية، التعليم، سلامة الغذاء، التأمين، وغيرها. فإنه ممكن استخدام «بلوك تشين» لإنشاء سجل غير قابل للتغيير.
إضافةً إلى ذلك، فإنَّ لهذه التقنية منافع جمَّة، أبرزها أنَّها ستضمن للأفراد تسجيل ملكيات الأراضى والعقارات، وعدم التحايل فيها، كما ستُسهم بشكل كبير فى العديد من القطاعات الخدميَّة الأخرى كالرعاية الصحيَّة والمؤسسات التعليميَّة والانتخابات، وستنعش التبادل التجارى عبر الشبكة الإلكترونيَّة.
وتطور «أى بى إم» منصة «البلوك تشين» التى ستسمح لأطراف متعددة بتطوير، وحوكمة، وتشغيل، وتأمين شبكات البلوك تشين بشكل مشترك، ما يؤدى إلى مزيد من الشفافية والثقة بين الشركات التجارية.