أعلنت منظمة «اوكسفام» الخيرية الدولية، أن الاقتصاد العالمى خلق عدداً قياسياً من المليارديرات العام الماضى، مما أدى إلى تفاقم وتيرة عدم المساواة فى ظل ضعف حقوق العمال، وارتفاع توزيعات الأرباح للمساهمين.
ونقلت وكالة أنباء «بلومبرج» عن المنظمة غير الربحية، أن العالم يضم بين جنباته فى الوقت الراهن 2.043 ملياردير، بمعدل زيادة ملياردير واحد كل يومين فى الفترة بين مارس 2016 ومارس 2017.
وكشفت البيانات، أن مجموعة من المليارديرات معظمهم من الرجال شهدوا زيادة فى ثرواتهم بمقدار 762 مليار دولار، وهو ما يكفى للقضاء على حالات الفقر المدقع المنتشرة فى جميع أنحاء العالم.
ومنذ 2010 تزايدت ثروات أصحاب المليارات بمعدل 13% سنوياً أى 6 مرات أسرع من زيادة أجور العمال العاديين الذين لم يتجاوز متوسط زيادة أجورهم السنوى نسبة 2%.
وأوضحت بيانات منفصلة جمعتها «بلومبيرج»، أن صافى الثروة لحوالى 500 ملياردير ارتفع بنسبة 24% إلى 5.38 تريليون دولار العام الماضى، فى وقت شهد فيه جيف بيزوس، أغنى شخص فى العالم صاحب شركة «أمازون» زيادة فى ثروته بلغت 33.7 مليار دولار.
وقالت وينى بيانياما، المديرة التنفيذية لمنظمة «أوكسفام» الدولية، إن طفرة المليارديرات ليست علامة على وجود اقتصاد مزدهر، ولكن هى أحد أعراض فشل النظام الاقتصادى العالمى.
وأشارت إلى أن الأشخاص الذين يصنعون ملابسنا ويجمّعون هواتفنا وينتجون طعامنا، يتعرضون للاستغلال من أجل ضمان استمرار توفير سلع رخيصة، وتتضخم بفضلهم أرباح المستثمرين من شركات وأصحاب المليارديرات.
ونشرت «أوكسفام» تقريرها السنوى قبل وصول القادة العالميين وكبار المسئولين التنفيذيين والمصرفيين إلى منتدى «دافوس» الاقتصادى الذى يعقد فى سويسرا.
وأوضحت المنظمة الخيرية، أن العديد من النخبة حول العالم، يقولون أنهم قلقون بشأن عدم المساواة فى الدخل، ولكن فشلت حكوماتهم فى تحسين هذه المسألة.
ودعت منظمة «أوكسفام»، الحكومات إلى ضمان اقتصاد يعمل من أجل الجميع من خلال الحد من عائدات المساهمين وكبار المسئولين وضمان حصول جميع العمال على الحد الأدنى من الدخل الذى يمكنهم من العيش حياة كريمة.
وأوصت المنظمة أيضاً بإزالة الفجوة فى الأجور بين الجنسين وزيادة وحماية حقوق النساء العاملات، وزيادة الضرائب على الأثرياء.