
«السويس للصلب» تنشئ مصنعاً لدرفلة الحديد بطاقة 1.2 مليون طن ويبدأ الإنتاج نهاية 2018
70 مليون دولار تكاليف خط درفلة 500 طن حديد تسليح
ارتفاع معدل الفائدة يؤخر فترة استرداد رأس المال لـ6 سنوات
يشهد قطاع حديد التسليح فى الفترة الحالية حالة من التشبع فى الطاقات الإنتاجية، وليس فى حاجة ملحة لطرح رخص جديدة، إلا أن صناعة الصلب المسطح المشكل على البارد ومواسير الصلب غير الملحومة لقطاع البترول والغاز وقضبان السكك الحديدية، هى القطاعات الاكثر احتياجا لضخ مزيد من الاستثمارات فيها لمواكبة الطلب عليها، وفقا لرؤية شركة دانيللى الايطالية الرائدة فى إنشاءات مصانع الحديد على مستوى العالم.
قال المهندس محمد هريدى نائب مدير مكتب دانيللى الإيطالية فى مصر، إنه على الرغم من الصعوبات التى تواجه منتجى الحديد والصلب فى مصر إلا أن القطاع مازال جاذباً للاستثمار نظراً لارتفاع الطلب المتزايد نتيجة طفرة المشروعات القومية فى قطاعات الإسكان والبنية التحتية.
وأضاف لـ«البورصة»، أن معدلات الطلب والاستهلاك تشير إلى أن السوق ليس فى حاجة إلى رخص حديد تسليح جديدة مع تشغيل واستغلال كافة الطاقات المتاحة والتى قد تصل إلى 12.5 مليون طن، على عكس قطاعات الصلب المسطح والمواسير وقضبان السكك الحديدية التى مازالت تحتاج لمزيد من الإنتاج.
وقال إن تكاليف إنشاء مصانع المواسير والقضبان ترتفع 3 أضعاف عن مصانع حديد التسليح نظرًا ﻷن متطلبات العملية الإنتاجية من معدات ومراحل الإنتاج أغلى، موضحاً أن متوسط تكلفة خط إنتاج بطاقة 500 ألف طن حديد «درفلة وبيليت» تتراوح من 120 – 130 مليون دولار، وتنخفض إلى 70 مليون دولار فى حالة الدرفلة فقط، وتشمل التكاليف الأرض والإنشاءات والمعدات.
وأشار إلى أن السوق سيشهد دخول طاقات إنتاج جديدة من حديد التسليح بدءاً من الربع الأول للعام الجاري، حيث من المقرر أن يدخل المصنع الثانى لمجموعة حديد المصريين «العين السخنة» إلى الإنتاج بطاقة 500 ألف طن سنوياً حديد تسليح، إضافة إلى 330 ألف طن بيليت.
وتنشئ شركة السويس للصلب خط إنتاج جديد بطاقة سنوية 1.2 مليون طن سنويا ويدخل حيز التشغيل مع نهاية 2018، بالإضافة إلى وجود مشروعات تحت الدراسة لعدد من المنتجين من بينها شركة الحديد والصلب التى تعتزم إضافة مليون طن سنويا إلى إنتاجها مع تطوير الخطوط القائمة.
وتشير بيانات شركة دانيللى، إلى أن متوسط حجم الإنتاج السنوى يتراوح بين 6 و7.5 مليون طن سنويا، وتزايدت الطاقات الإنتاجية بدءاً من الربع الثالث من عام 2017، بعد تطبيق رسوم الإغراق وانخفاض الخطر الناتج من منافسة الحديد المستورد.
وترى شركة دانيللى، أن سوق حديد التسليح فى مصر واجه تحديات كثيرة خلال الخمس سنوات الماضية، فى ظل الاعتماد على استيراد معظم مدخلات الإنتاج من الخارج من خردة وبيليت واضافات حرارية واقطاب الجرافيت، وتقلبات الأسعار العالمية وتحكم أكبر الدول المنتجة على رأسها الصين التى ساهمت فى رفع أسعار أقطاب الجرافيت حوالى 10 مرات خلال عام واحد.
وتستخدم اقطاب الجرافيت فى صهر الخردة من خلال سريان الكهرباء بداخلها لتتحول إلى حرارة، ويستلزم إنتاج طن البيليت 2 كيلو من أقطاب الجرافيت.
وتقول المصانع، إنها تحملت أعباء زيادة نتيجة رفع أسعار الطاقة فى مصر للصناعات كثيفة الاستهلاك، فى الوقت الذى دعمت فيه دول الصين وتركيا وأوكرانيا منتجيها من الحديد الأمر الذى أوجد نوعاً من المنافسة غير العادلة بين الواردات والإنتاج المحلى الذى يرتفع تكلفة إنتاجه عن سعر الاستيراد المدعوم من قبل الحكومات.
وساهمت تلك الممارسات فى تعثر المصانع المصرية وتخفيض إنتاجها لتقليل الخسائر نوعا ما، وهو ما دفع منتجى الحديد إلى مطالبة الحكومة بتفعيل الأنظمة الحمائية التى تنص عليها اتفاقيات التجارة الدولية ضد ممارسات الإغراق.
وقال هريدى إن الإجراءات الحمائية التى فرضتها الحكومة على واردات الحديد ساهمت فى تحسن اقتصاديات إنتاج الحديد المحلى خلال الربع الأخير من 2017 حيث ارتفعت تكلفة الاستيراد من الخارج مما شجع المنتجين على زيادة الإنتاج ورفع نسب المعروض المحلى.
كما توضح البيانات أن حجم الطلب على الحديد فى السوق المصرى خلال 2016 بلغ 12 مليون طن من الحديد إجمالاً بكل أنواعه منها حوالى 9.5 مليون طن من أطوال الحديد والتى معظمها من حديد التسليح.
وانخفض حجم الطلب نسبيا خلال 2017 متأثراً بقرار تحرير سعر الصرف فى نوفمبر 2016، ومن المتوقع أن يتزايد حجم الطلب خلال 2019 و2020 ليصل إلى حوالى 14 مليون طن إجمالاً منها نحو 10 ملايين طن حديد تسليح.
وقال هريدى إن فترة استرداد رأسمال الاستثمارات فى قطاع حديد التسليح فى مصر تتراوح بين 4 و6 سنوات ﻷن معدل الفائدة فى مصر أعلى بالإضافة إلى سعر الغاز، الذى تحصل عليه المصانع بسعر 7 دولارات مقارنة بدول اخرى تحصل عليه بسعر 4 دولارات للمليون وحدة حرارية.
كما ترتفع معدلات الربحية فى مصر نظراً لانخفاض بند الأجور، بالإضافة إلى أن سعر الكهرباء انخفض بانخفاض قيمة العملة على الرغم من ارتفاعها خلال الفترات الأخيرة لأن المصانع تدفعها بالجنية، إلا أنها تظل منخفضة عن المعدلات العالمية، ويرفع نسبيا من قدرة المصانع على التصدير، وخاصة إلى ليبيا التى من المتوقع أن تستحوذ على حصة تتراوح بين 20 و %30 من إجمالى إنتاج مصر حالة إعادة الإعمار.
وتعد صناعة الصلب المسطح أكثر القطاعات المؤهلة للتصدير خاصة إلى إفريقيا رغم أن الصين مازالت المنافس الأكبر على الرغم من تراجعها إلا أنها لديها فائض فى التصدير، إلا أن مصر تتمتع باتفاقيات عربية وإفريقية مؤهلة للزيادة.
وقال المهندس محمد هريدى، إن شركة دانيللى تقدمت لمناقصة الحديد والصلب لتطوير المصانع القائمة وإضافة مصنع درفلة جديد بطاقة إنتاجية 750 ألف طن، كما تعاقدت على إنشاء خط إنتاج جديد لشركة السويس للصلب لدرفلة 1.4 مليون طن، وتستحوذ «دانيللى» على %75 من الطاقات الإنتاجية المتاحة فى مصر.