على الرغم من بداية العام الجيدة، إلا أن صناعة خام الحديد العالمية شهدت انخفاضاً جديداً فى الأسعار، والمحللون يحاولون تحديد ما إذا كان هذه بداية اتجاه هبوطى أكبر أو أنه سيعاود الارتفاع مجدداً.
وارتفعت العقود الآجلة لخام الحديد الصينية بمعدل أعلى، لكنها استقرت بالقرب من أدنى مستوياتها فى شهر واحد، يوم الثلاثاء، حيث أن الإمدادات الكبيرة من المواد الخام لصناعة الصلب كانت متعطلة؛ بسبب انقطاع النقل الناجم عن تجمعات الثلوج الكثيفة فى البلاد.
ونقل موقع «mining» عن تقرير صادر من «وود ماكنزى» البريطانية للاستشارات والأبحاث، قولها إنهم يسعون لتحديد ما إذا كان الاتجاه الحالى العكسى للأسعار اتجاهاً عاماً أم لا، مشيرين إلى أن مستقبل خام الحديد لا يبدو جيداً، ونتيجة لذلك، خفضت وود ماكنزى توقعاتها للسعر عند النقل البحرى إلى 63 دولاراً للطن أو %12 عن متوسط العام الماضى البالغ 71 دولاراً للطن.
وفى تقرير لها صدر يوم الثلاثاء، حذرت ماكنزى من ذلك، وقالت إن عام 2017 كان مليئاً بالمفاجآت الإيجابية، إلا أن 2018 يمكن أن يجلب عدداً قليلاً جداً منها.
وبحسب التقرير فإن هناك مخاطر صاعدة على الصلب الصينى وخام الحديد البحرى عام 2018، لكنه قال إن هناك 5 اتجاهات يجب النظر إليها بعناية هذه العام:
1 – السياسة البيئية للصين:
كانت هناك سياسة بيئية صارمة ومتزايدة فى العاصمة الصينية «بكين» فى عام 2017، وستبقى المحرك الرئيسى للسوق فى 2018، وأن توقعات «وود ماكنزى» تشير إلى زيادة التدقيق البيئى فى الصين.
وتقول «وود ماكنزى»، إن الترخيص الجديد للانبعاثات وقانون الضرائب البيئية الذى بدأ نفاذه هذا الشهر سيضع مزيداً من الضغط على مصانع الصلب للامتثال الكامل.
وفى حين ستستمر قيود الإنتاج على المعادن الساخنة والصلب، لاحظ الباحثون فى المؤسسة، أن هوامش الصلب تبقى قوية وسوف يستمر مشغلى المصانع فى الإنتاج؛ للوفاء بالمتطلبات الإنتاجية.
وقال تقرير وود ماكنزى: «فى نهاية المطاف كل ذلك يعتمد على الطلب ووجهة نظرنا لم تتغير، حول استقرار الاستهلاك مع إعادة التخزين قبل الإغلاق البيئى فى الصين، وينبغى أن يدعم ذلك الطلب على خام الحديد وأسعاره مع تفضيل مستمر للخامات عالية الجودة».
2 – إعادة هيكلة الصلب:
تباطأ برنامج إعادة هيكلة الصلب طويل الأمد فى الصين فى العام الماضى، وتعتقد «وود ماكنزى»، أن عدم اليقين الرئيسى الذى سيؤثر على الأسعار هو المدى الذى يمكن أن يعوض فيه الاستثمار فى البنية التحتية للصلب عن نمو أبطأ فى القطاعات الأخرى.
ويرى الخبراء والاستشاريون، أن القيود المفروضة على تمويل المشاريع الحكومية المحلية يعد تحدى جديد بجانب التحديات التى تواجه قطاع الصلب الصينى فى عام 2018، متوقعين نمواً طفيفاً فى الحجم عام 2018.
3 – مدى استجابة جانب العرض:
كان عام 2017 هو العام الذى تحول فيه خام الحديد نحو هيكل تسعير قوى، ويتوقع وود ماكينزى لعام 2018 أن يواصل السعر مزيداً من التوسع، على الرغم من أن بعض كبار منتجى خام الحديد فى العالم اتخذوا بالفعل تدابير لتجنب الأثر الوشيك لتراجع الإيرادات.
4 – إحياء الاستثمار:
انخفض الاستثمار فى صناعة خام الحديد منذ عام 2012، ومن ذروة بلغت قرابة 50 مليار دولار آنذاك، وتقدر إجمالى النفقات الرأسمالية بنحو 13 مليار دولار العام الماضى، إلا أن الخبراء فى وود ماكنزى يعتقدون أن عام 2018 قد يكون يشهد اتجاها عكسياً، نظراً لأن الشركات الاسترالية الكبرى تحتاج إلى استبدال العديد من المناجم المستنفدة بحلول أوائل العقد القادم، والحاجة إلى زيادة التكنولوجية «التشغيل الآلى» لتقليل التكاليف.
5 – تشديد هيكل الصناعة:
قامت شركات «فالى»، و«بى إتش بى»، و«ريو تينتو» و«فورتيسكو» والتى تعد الأربعة الكبار للصناعة، بزيادة حصتها الجماعية من الصادرات العالمية من %62 فى عام 2013 إلى %70 فى العام الماضى، ومن المتوقع أن تصل %72 فى عام 2018.
وقالت وود ماكنزى، إنه من المرجح أن تكون الصناعة أكثر توحيداً مع ارتفاع العرض من يضغط على الأسعار.
وقال موقع «mining»، إن محللى وود ماكنزى لم يكونوا وحدهم الذين توقعوا ذلك، فقد قالت الحكومة الاسترالية الشهر الماضى إنها تتوقع انخفاضاً بنسبة %20 فى أسعار خام الحديد هذا العام متأثرة بزيادة العرض العالمى وتقليص الطلب من الصين، ومع ذلك، فإن معظم التوقعات تشير إلى ثبات السعر إلى حد كبير.