«سيتى جروب»: أداء المعادن أفضل مقارنة بالأصول الأخرى
انخفضت أسواق السلع، بداية من البترول إلى المعادن وخام الحديد، بعد التراجع الحاد الذى شهدته الأسهم العالمية وارتفاع معدل التقلبات فى السوق رغم النمو العالمى القوى.
وكشفت بيانات «بلومبرج»، تراجع خام «برنت» بنسبة 1.2% ليصل إلى 66.82 دولار للبرميل، هابطاً لليوم الثالث على التوالى ليشهد بذلك أطول خسارة منذ نوفمبر الماضى.
وفى بورصة لندن للمعادن تراجع النحاس بنسبة 2% ليصل إلى 7.025 دولار للطن فى الوقت الذى انخفضت فيه خامات الزنك والرصاص والنيكل، وتراجعت أسعار عقود الحديد الخام بنسبة 1.2% فى سنغافورة.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن أسواق الأسهم العالمية تشهد تراجعاً حاداً بعد خسائر «وول ستريت» التى بدأت فى الجلسة الأخيرة من الأسبوع الماضى، وتفاقمت بنهاية يوم الاثنين مع تراجع «مؤشر داو جونز» الصناعى الذى سجل أكبر انخفاض فى التاريخ.
وتؤدى عمليات البيع التى نتجت جزئياً من ارتفاع مبدئى فى عوائد السندات والمخاوف بشأن رفع مجلس الاحتياطى الفيدرالى لأسعار الفائدة إلى تراجع السلع التى ارتفعت فى أواخر يناير الماضى إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2015.
وقال الخبير الاستراتيجى للسلع الأساسية فى مجموعة «أستراليا ونيوزيلندا» المصرفية، دانييل هاينز، إنه من الواضح وجود مخاطر فى الأسواق التى ستؤثر على قطاع المعادن، لكن لا يوجد سبب جوهرى لتغيير وجهة نظرهم فى أسواق السلع.
وتراجعت أسهم شركات التعدين والطاقة مع انخفاض مؤشرات الأسهم فى الولايات المتحدة يوم الاثنين، وكانت شركة «إكسون موبيل»، وشركة «شيفرون» من بين الأسوأ أداء فى «داو جونز».
وفى سيدنى، انخفض سهم «بى إتش بى بيليتون» المحدودة أكبر شركة تعدين فى العالم بنسبة 2.7% مع انخفاض مجموعة «ريو تينتو». كما فقدت أيضاً شركة “بتروتشاينا” للبترول 7.3% فى هونج كونج.
وأوضحت الوكالة، أن الذهب الذى ينظر إليه غالباً على أنه ملاذ آمن فى أوقات الاضطراب، لم يسلم أيضاً من موجة التراجعات وفشل حتى الآن فى تسجيل مستويات كبيرة من الارتفاع، وزادت سبائك التسليم الفورى بنسبة 0.3% إلى 1.343.08 دولار للأوقية فى الساعة فى سنغافورة بعد ارتفاعها بنسبة 0.5% يوم الاثنين.
وأشارت مجموعة “فيتول”، أكبر تاجر طاقة مستقل فى العالم، إلى أن سوق البترول الخام يبدو قوياً بعد أن أظهرت منظمة “أوبك” وحلفائها امتثالاً أفضل مما كان متوقعاً لخفض الإنتاج.
وقال الرئيس التنفيذى للشركة، إيان تايلور: “إننا ننظر دائماً إلى أساسيات البترول، وهى على ما يرام حتى الوقت الراهن”.
وقال المحلل فى شركة “سى إم سى ماركيتس”، ريك سبونر، فى اتصال هاتفى من سيدنى، إن المحرك الرئيسى لعملية بيع البترول هو المخاوف من زيادة إمدادات النفط الصخرى الأمريكى، مضيفاً أن التوترات تغذيها أيضاً مشاعر المخاطرة الموجودة فى الوقت الراهن.
وأوضحت الوكالة، أن سوق البترول تجتاحه عمليات بيع عالمية واسعة فى وقت برزت فيه المخاوف من أن الارتفاع فى أسعار البترول الخام كان مبالغاً فيه.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تزداد فيه المضاربة أيضاً على أن إنتاج البترول الصخرى ومخزوناته، من شأنه أن يقوض الجهود التى تبذلها “أوبك” وحلفاؤها لتقليص التخمة العالمية.
وكشفت مجموعة “سيتى” المصرفية فى تحليلها، أن أداء المعادن أفضل مقارنة بالأصول الأخرى، وأوضحت فى تقرير صدر فى 5 فبراير أن النمو العالمى متزامن وقوى وتنبأت بتسارعه مع تقليص فجوات الإنتاج وتراجع مخاطر التضخم.
وأوصى البنك مدراء الأصول بزيادة تعرضهم للمعادن الصناعية خلال الشهر القادم بدلاً من السندات وأدوات الدخل الثابت.
وكان هناك شعور مماثل من محللين آخرين، بأن الصورة الأوسع تظل داعمة للسلع وهو ما يعكس تصريحات يناير من مدير السندات الملياردير جيفرى جوندلاخ، بأن المواد الخام قد تكون واحدة من أفضل الاستثمارات العام الجارى مع ارتفاعها خلال المرحلة المتأخرة من الدورة الاقتصادية.
وقال محلل السلع فى سيول، يعمل فى شركة “هيوندى فوتشرز”، ويدعى ويل يون، إن الانخفاض فى سوق الأسهم الأمريكية يسحب حالياً أسعار السلع الأساسية، ومع ذلك، سيكون من السابق لأوانه القول بأن السلع انضمت إلى عمليات البيع العالمية، لأن الصورة الأساسية لاتزال إيجابية.