
الشركات تتجه للتوسع فى التصدير واستهداف شرائح الدخل المرتفع ﻹنقاذ المبيعات
شاهين: مبيعات «نستله» لم تتأثر بعد التعويم رغم ارتفاع أسعار البيع
«مارس»: القوة الشرائية تراجعت %30 واﻹنتاج %10 ونمو اﻷسعار بلغ %92
«كورونا» تعود للأسواق العربية والأفريقية بعد انقطاع 8 سنوات
«كوفرتينا»: التعويم لم ينعكس على الصادرات بسبب المواصفات
تحاول مصانع الشيكولاتة التغلب على الصعوبات التى تواجهها فى الفترة الأخيرة من خلال خطط لزيادة الصادرات والحفاظ على حصتها بالسوق المحلى رغم تراجع القوى الشرائية وارتفاع تكاليف الإنتاج.
وتركت اﻹصلاحات الحادة التى قامت بها الحكومة على مدار العام ونصف العام الماضى من تطبيق ضريبة القيمة المضافة وتحرير قيمة الجنيه آثارها على مستهلكى هذه السلعة التى تعد بالنسبة لهم غير أساسية، وهو ما انعكس فى صورة تراجع فى المبيعات اشتكى منه غالبية المنتجين.
ويتسابق المنتجون المحليون حالياً فى التوسع فى الأسواق الخارجية لتعويض تضرر الاستهلاك المحلى، بينما تركز العلامات المستوردة على الشريحة مرتفعة الدخل، والتى لم يتأثر نمط معيشتها جراء عمليات اﻹصلاح.
وقال محمد فوزى مدير العلاقات الخارجية، بشركة «مارس إيجيبت» لصناعة الشيكولاتة، إن حجم إنتاج مصر من الشيكولاتة انخفض بنسبة %10 تقريباً، كما تراجعت القوى الشرائية بنسبة %30.
أضاف أن انخفاض الطاقات الإنتاجية للمصانع يرجع إلى ارتفاع أسعار الطاقة وتطبيق ضريبة القيمة المضافة ورفع الفائدة على الإقراض ما نتج عنه زيادة أسعار بيع الشيكولاتة بنسب وصلت %92.
وتابع فوزى: «بعض الشركات لم تستفد من تعويم الجنيه فى زيادة صادراتها لارتفاع تكاليف الإنتاج والوقت الطويل الذى تستغرقه هيئة الرقابة على الصادرات والواردات فى فحص الخامات المستوردة، مقارنة ببعض الدول العربية التى تستغرق نحو 3 أيام بحد أقصى».
وحاولت بعض الشركات التركيز على الشرائح مرتفعة الدخل أو مخاطبة «الولاء القديم للعملاء» للنجاة من مطبات اﻷسعار التى تضاعفت تقريبا خلال العامين الماضيين.
وقال محمد شاهين المدير التنفيذى لقطاع الحلويات والشيكولاتة بشركة «نستله شمال أفريقيا»، إن شيكولاتة «كيت كات» التى تنتجها الشركة لم تتأثر كثيراً بارتفاع الأسعار لمحافظتها على الجودة دون تغيير.
أضاف أن منتجات الشركة لها جمهورها من المستهلكين أصحاب الدخل المرتفع الذين لم يتأثروا كثيراً بارتفاع الأسعار بعد تحرير سعر الصرف.
وتمتلك شركة «نستله» مصنع فى مصر بمدينة العاشر من رمضان وينتج لبن البودرة الذى يحمل العلامة التجارية «نيدو» وحبيبات الشيكولاتة «نسكويك» و»الكاكاو» وشيكولاتة «كيت كات» ومياه معدنية ونسكافيه.
لكن الشركات التى لاتزال تستهدف شرائح الدخل اﻷدنى اتبعت استراتيجيات أخرى ﻹنقاذ مبيعاتها، من بينها التمرير المتدرج للزيادة فى التكاليف إلى المستهلكين، لكنها تعرضت ﻷضرار بالرغم من ذلك.
وقال مروان الشناوى المدير المالى للشركة الشرقية لصناعة الحلويات والشيكولاتة «كوفرتينا»، إن تعويم الجنيه أدى لرفع أسعار مدخلات الإنتاج والأجور ما ساهم فى انخفاض الطاقة الإنتاجية للشركة بنحو %30 لتصل 100 طن يومياً مقابل 150 طن قبل التعويم.
أضاف أن الشركة لم ترفع أسعار بيع منتجاتها فى السوق المحلى للحفاظ على حصتها السوقية والاستمرار فى المنافسة.
أوضح الشناوى، أن القوى الشرائية لمستهلكى الشيكولاتة انخفضت بنسبة %30 نظراً لتحول المستهلكين إلى سد احتياجاتهم الأساسية.
وتأسست شركة «كوفرتينا» عام 1963 ويصل رأسمالها حالياً إلى 50 مليون جنيه وتصدر %50 من حجم إنتاجها لأكثر من 45 دولة منها إثيوبيا وأوغندا السنغال ومالاوى وغانا والكاميرون والكونغو وقطر والبحرين والإمارات والجزائر، ورومانيا وكندا وكوريا، ويقول الشناوى إن التعويم لم يسهم فى زيادة صادرات الشركة رغم انخفاض قيمة الجنيه بسبب الجودة والمواصفات المطلوبة فى الخارج.
وقال مكرم هاشم مدير مبيعات شركة «سويزا» للشيكولاتة والحلويات إحدى شركات مجموعة زهران، إن حجم إنتاج الشركة انخفض بنسبة %50 بعد تعويم الجنيه لارتفاع تكاليف الإنتاج ليصل إلى 40 ألف طن فى 2017 مقابل 80 ألف طن خلال 2016.
أضاف أن الشركة استطاعت تمرير تكاليف الإنتاج لسعر المنتج النهائى لتحقق مبيعات بقيمة 12 مليون جنيه العام الماضى مقابل 11 مليون جنيه فى عام 2016.
وتستهدف الشركة رفع مبيعاتها بنسبة %10 خلال العام الجارى وتخطط للعودة إلى العمل بكامل طاقتها الإنتاجية.
أوضح هاشم أن الشركة تورد كامل إنتاجها للفنادق لقربها من مدينة الإسكندرية وأدت حالة الركود التى أصابت القطاع السياحى لتراجع حصة الفنادق من منتجات الشركة.
وقال أحمد الفندى، رئيس مجلس إدارة شركة «سيما» للتصنيع الغذائى، إن حجم إنتاج الشركة انخفض بنحو %30 لارتفاع التكاليف بنسبة %60.
أضاف أن القوى الشرائية تراجعت بمعدل النصف تقريباً خلال العام الماضى للمنتجات المحلية، بينما لم تتأثر الشيكولاته المستوردة لاستهدافها الشرائح مرتفعة الدخل.
وقال محمد مجدى، مدير التسويق بشركة الإسكندرية للحلويات والشيكولاتة «كورونا»، إن الشركة رفعت أسعار منتجاتها %5 بنهاية عام 2016 وفى عام 2017 رفعتها بنسبة %10 وفى مطلع العام الجارى رفعت أسعارها %5 مجدداً.
أضاف أن حجم مبيعات الشركة انخفض بنسبة %20 خلال العام الماضى، وتستهدف «كورونا» العودة للتصدير إلى الأسواق العربية والأفريقية بعد انقطاع دام 8 أعوام لتعويض تراجع مبيعات السوق المحلى.
أوضح مجدى، أن الشركة أرسلت شحنات لدول السعودية والإمارات وكندا وغنييا وأوغندا وأمريكا وألمانيا والسودان.
وتوجد عدد من الشركات العالمية اﻷخرى فى السوق المصرى ومنها «كادبرى» التى تمتلك «موندليز مصر فودز» بمصنعين بالعاشر من رمضان لإنتاج الشيكولاتة ومصنع ثالث بالإسكندرية لإنتاج اللبان وتصّدر منتجاتها إلى 35 دولة من بينها دول شمال أفريقيا والهند والصين ونيوزيلاندا وسنغافورة وأمريكا الجنوبية والشمالية وتخصص %50 من الإنتاج للسوق المحلى.
وبلغت مبيعات الشركة بالسوق المصرى نحو 1.4 مليار جنيه خلال عام 2016 وتستحوذ «موندليز» على حصة سوقية تصل %40 من مبيعات الشيكولاتة بمصر.