
توقعت وكالة «بلومبرج»، أن تصل مخزونات القمح فى روسيا إلى أعلى مستوياتها منذ العصور السوفياتية، على الأقل، وهو ما يبقى أسعارها منخفضة، ليمثل ذلك ضربة لمنافسيها فى الاتحاد الأوروبى، آملين فى أن تتمكن صادراتها من منافسة حبوب البحر الأسود فى الأشهر المقبلة.
وعلى الرغم من تصدير موسكو المزيد من القمح أكثر من أى بلد آخر، خلال ربع قرن، لا يزال من المتوقع أن ترتفع مخزونات روسيا بنسبة 50% تقريباً إلى 20.6 مليون طن مترى.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن هذه المخزونات ستُصعب الأمر على فرنسا، أكبر مصدر فى الاتحاد الأوروبى لإعادة بناء حصتها فى الأسواق الخارجية حتى بعد أن ارتفعت الأسعار الروسية بنسبة تقدر بحوالى 4 دولارات أكثر من القمح الفرنسى.
وقد تؤدى المستويات المرتفعة من المخزونات الروسية إلى كبح أسعارها، فى الأشهر المقبلة، وسط تراجع الروبل فى الأسابيع الأخيرة الذى يعنى أن قمح البلاد سيكون أرخص بالدولار.
وقال أندرى سيزوف، المدير الإدارى فى «سوفيكون» للاستشارات، إن ارتفاع المخزونات الروسية وتراجع الروبل سيضمنان قدرة موسكو على منافسة صادرات الاتحاد الأوروبى حتى نهاية الموسم الحالى.
ويكافح مزارعو الاتحاد الأوروبى للتنافس مع طوفان من الصادرات الروسية الرخيصة إلى الأسواق العالمية مع انخفاض الشحنات الخارجية للكتلة بأكثر من الخُمس العام الماضى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ساعد فيه ارتفاع قيمة اليورو وتسجيله أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات مقابل الدولار على الإضرار بالتنافسية.
وينعكس ذلك فى المبيعات الموجهة إلى مصر باعتبارها أكبر مشترٍ للقمح فى العالم؛ حيث شكلت الحبوب الروسية 79% من واردات البلاد.
ورفع معهد دراسات السوق الزراعى فى موسكو، توقعاته للصادرات فى الموسم الحالى الأسبوع الماضى.
وقال ألكسندر بوي، المحلل فى المؤسسة الزراعية فى باريس، «إذا هبطت الأسعار الروسية مرة أخرى، وفقدنا القدرة التنافسية فى أسواق أفريقيا فسيكون من الصعب الهيمنة على الحصة السوقية مرة أخرى».
وأضاف أنه من الجيد أن نرى الأسعار الفرنسية أقل من الأسعار الروسية، ولكننا سنظل بحاجة إلى 3 دولارات أو 4 دولارات للطن الواحد لدعم القدرة التنافسية؛ لكى نتمكن من الحصول على المزيد من حصة السوق.