علقت الصين صادراتها من المنتجات النفطية والفحم والمواد الخام الرئيسية الأخرى إلى كوريا الشمالية فى الأشهر التى سبقت القمة الثنائية التى جمعت الرئيس الكورى الشمالى «كيم جونغ أون» مع نظيره الصينى «شى جين بينغ» قبل بضعة أيام.
وأظهرت عملية وقف الصادرات، التى تجاوزت العقوبات المفروضة حاليًا من قبل الأمم المتحدة، كيفية زيادة الصين مؤخراً للضغوط المفروضة على بيونغ يانغ بسبب برنامجها النووى.
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إنه على الرغم من حديث الرئيس الصينى عن صداقة ثورية عميقة، فإن الصين كانت فى الواقع تلعب بشكل قوى مع جارتها.
وقال ألكس وولف، المحلل لدى شركة أبردين ستاندرد إنفستمنتس، الذى قام بتحليل البيانات الصينية: «لقد أوقفت الصين بالفعل تدفق صنابير النفط المتجهة إلى كوريا الشمالية»، مضيفا: «اقتصاد كوريا الشمالية يتعرض لقدر كبير من الضغط، مما ساهم بدون شك فى تغيير سياسة كوريا الشمالية».
بالإضافة إلى ذلك، تابع الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» حملة الضغط اﻷقصى، على بيونغ يانغ اقتصاديا، وهى سياسة- حسبما قال ترامب- ستستمر رغم اجتماعه المقرر مع كيم، ولكن وولف قال إنه من الواضح أن الصين ساهمت أيضا فى تحول كوريا الشمالية.
ومنذ أن أجرت تجربتها النووية السادسة فى سبتمبر الماضي، أطلقت كوريا الشمالية سلسلة من الخطوات الدبلوماسية النادرة، حيث حضرت شقيقة الرئيس الكورى الشمالى «كيم يو جونغ» دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية التى أقيمت فى كوريا الجنوبية فبراير الماضي، ثم دعا كيم ترامب إلى عقد قمة ثنائية، كما أنه بعد زيارته إلى الصين، أعلنت الكوريتان الشمالية والجنوبية عقد قمة تاريخية فى أبريل.
وأثار هذا التحول جدلاً حول دوافع كوريا الشمالية، حيث قال بعض المحللين إن بيونغ يانغ حققت أهدافها النووية، وبالتالى فهى تريد الآن الجلوس على طاولة المفاوضات للاعتراف بها كقوة نووية، وقال آخرون إنها تسعى إلى إحلال السلام مع كوريا الجنوبية لإضعاف تحالف سيول مع الولايات المتحدة، بينما أرجع البعض هذا التغيير إلى الضغط المفروض من ترامب.
وأظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن الصين، أن المتوسط الشهرى لصادرات النفط المكرر إلى كوريا الشمالية فى يناير وفبراير الماضى بلغت 175 طناً أو 1.3% من المتوسط الشهرى البالغ 13.553 طن الذى تم شحنه فى النصف اﻷول من عام 2017، ليتجاوز بذلك هذا الانخفاض نسبة التخفيض البالغة 89% التى أقرتها عقوبات اﻷمم المتحدة.
وانعدمت صادرات الفحم الصينية إلى كوريا الشمالية فى اﻷشهر الثلاثة المنتهية فى فبراير الماضي، بعد أن كان متوسطها الشهرى 8.627 طن فى النصف اﻷول من العام الماضي، بينما بلغ المتوسط الشهرى لصادرات الصلب 257 طناً على مدى نفس الفترة، منخفضة من 15.110 طن فى النصف اﻷول من العام الماضي.
وأظهرت البيانات أيضا انخفاض شحنات السيارات، حيث تم تصدير سيارة واحدة فقط فى فبراير الماضي.
ويأتى ذلك فى ظل شيوع المخاوف التى تدور حول دقة الإحصاءات الصينية، ولكن المحللين أكدوا أن هذه الانخفاضات الثابتة ناجمة عن تدابير رسمية صادرة عن بكين.