قلّص الاقتصاديون حماسهم بشأن آفاق نمو منطقة اليورو وسط تزايد التوترات التجارية العالمية والمخاوف بشأن ضعف زخم النمو الاقتصادى.
ويأتى خفض تقديرات النمو فى أحدث استطلاعات وكالة «بلومبرج» بعد أن كانت المنطقة التى تضم 19 دولة على مشارف تسجيل أفضل عام لها خلال عقد من الزمن بسبب سلسلة من البيانات المخيبة للآمال فى عام 2018.
ورغم توقع الاقتصاديون استمرار التوسع والذى أدى إلى خلق أكثر من 8 ملايين وظيفة لم تعد هذه المستويات مواكبة للتوسع الذى بلغ 2.4% العام الماضي.
وبعد خمس زيادات متتالية من نمو التوقعات خفض الاقتصاديون توقعاتهم إلى 2.3% للنمو العام الجارى مما يعكس ضعف الإنفاق الاستهلاكى ونشاط المصانع كما خفضوا تقديراتهم للنمو فى كل من الربعين الأولين إلى الثلث ليصل إلى 0.5%.
وقال فلوريان هينز، الاقتصادى الأوروبى فى «بيرينبيرج بانك» فى لندن «لقد توقفت مرحلة التسارع بوضوح ولكن المخاطر تكمن فى الاتجاه الهبوطى ولكن لا ينبغى الخلط بين هذا وبين التباطؤ لأن منطقة اليورو تمر بمرحلة نمو ثابتة وإذا لم تتحقق بعض هذه المخاطر فقد تدخل فى حالة انتعاش الصيف المقبل».
وظهرت بداية ضعف الاقتصاد العام الجارى من خلال تراجع سلسلة من تقارير التضخم والتصنيع ومبيعات التجزئة والتى جاءت جميعها دون التوقعات.
واضافت سياسات الحمائية التجارية الأمريكية دوامة من الاستجابات الانتقامية إلى عدم اليقين فيما يحاول البنك المركزى الأوروبى تقييم متى وكيف سيتم تقليص وتيرة التحفيز النقدى غير المسبوقة.
ويشير استطلاع «بلومبرج» إلى أن أسعار الفائدة سوف تشهد ارتفاعًا فى الربع الثانى من عام 2019 حيث يتوقع معظم الاقتصاديين زيادة فى سعر الإيداع بمقدار 15 نقطة أساس يليه ارتفاع بمقدار 10 نقاط أساس فى الفائدة على إعادة التمويل الرئيسى فى وقت لاحق من العام الجارى.
وتوقع المستطلعون أن معدل التضخم فى منطقة اليورو سيبلغ 1.5% هذا العام والعام المقبل قبل أن يصل إلى 1.8% عام 2020.
ولم يفقد صانعو السياسة تفاؤلهم بعد لكن هذا النمو العريض القاعدة سيرفع التضخم فى النهاية نحو هدفه بأقل من 2% معتبراً أن التأثير المباشر لتعريفة الواردات التى أعلنتها الحكومتان الأمريكية والصينية من المحتمل أن يكون صغيراً.
لكنهم حذروا فى الوقت نفسه من أن العواقب قد تصبح أكثر خطورة إذا ما تسببت الضغوط على الثقة فى خفض الإنفاق والاستثمار.
وأشار رئيس البنك المركزى الأوروبى ماريو دراجي، إلى أن المخاطر الخارجية تعد مصدر القلق الرئيسى للمنطقة فى الوقت الحالي.