«البافارية» تبدأ تجميع الفئة الخامسة الجديدة «BMW G30»


فى جولة لـ«البورصة» من داخل مصنع الشركة فى أكتوبر
زكريا: لا توجد أى أعمال لحام للهيكل.. ونلتزم بمواصفات دقيقة
نسبة المكون المحلى تصل لـ %45
لدينا 3 خطوط إنتاج.. لكن نعمل بثلثى طاقتنا حالياً
كل جزء فى مرحلة الطلاء مطابق للمواصفات القياسية الأوروبية

BMW، هى واحدة من أشهر وأعرق شركات صناعة السيارات والمحركات والدراجات النارية فى العالم.
وتمتلك الشركة الألمانية، شركتى «رولز رويس» و«مينى»، وفى جولة بمصنع المجموعة البافارية للسيارات وكيل «بى إم دبليو» و«مينى كوبر» بالمنطقة الصناعية بمدينة السادس من أكتوبر، ترصد «البورصة» مراحل إنتاج طرازات BMW، محلياً، إذ تصل القدرة الإنتاجية للمصنع إلى 5000 سيارة سنوياً.
فى بداية الجولة، استعرض محمد زكريا، مدير عام التصنيع بالمجموعة البافارية للسيارات مدير عام التصنيع بالمجموعة البافارية للسيارات، جميع مراحل تجميع طرازات BMW محلياً، بدءاً من دهان الصاج مروراً بتركيب الأجزاء والمكونات الداخلية ثم العفشة والمكونات الخارجية انتهاءً باختبار السيارة بعد وضع اللمسات الأخيرة عليها.
الفئة الخامسة الجديدة «G30»
جاءت الجولة احتفالاً ببدء التجميع المحلى للفئة الخامسة الجديدة «G30»، التى تأتى فى نسختين الأولى i520 بمحرك رباعى السلندرات، سعة 2000 سى سى، مزود بشاحن توربينى، ويولد قوة 184 حصاناً، عند عزم دوران 290 نيوتن/ متر، بسعر مليون و375 ألف جنيه.
والنسخة الثانية هى «i530 » بمحرك رباعى السلندرات، سعة 2000 سى سى، مزود بشاحن توربينى، ويطلق قوة 252 حصانا، عند عزم دوران 350 نيوتن/ متر، بسعر مليون و650 ألف جنيه.
ويعمل المصنع بنظام الـ( SKD ) أو Semi Knocked Down وتعنى تجميع السيارات بدون أى أعمال لحام فى هيكل السيارة من الداخل أو الخارج، إذ يأتى شاسيه السيارة فارغاً على قطعة واحدة من المصنع الأم.
ويكون الشاسية مطلياً بطبقة لحمايته من الصدأ، ثم يدخل إلى الطلاء، ثم يُضع رقم الشاسيه الخاص به، ثم يمر بجميع المراحل الأخرى وصولاً لتركيب مكونات المقصورة ثم «العفشة»، وآلات الجر، والمحرك.
ويوجد لدى مصنع البافارية، 3 خطوط إنتاج لتجميع السيارات، لكن المصنع يعمل بثلثى طاقته فى الوقت الحالى، وقد تغير الحال منذ وقت قريب، إذ كان المصنع يعمل بخط إنتاج واحد فقط أى بثلث طاقته الإنتاجية، نظراً لانخفاض مبيعات السوق بصفة عامة، وانخفاض القوى الشرائية للعملاء بشكل كبير خلال الفترة الماضية، ولكن تغير الوضع مع تجميع الطرازات الجديدة، وانفراج أزمة السوق.
قال زكريا، إن تجميع السيارات جزء أصيل من صناعة السيارات على المستوى العالمى، وهناك صناعة سيارات حقيقة فى مصر، لافتاً إلى أن نسبة المكون المحلى فى السيارات التى يتم إنتاجها فى المصنع تصل لـ%45.
فنسبة خطوط الإنتاج والطلاء تصل إلى 15% من هذه النسبة الكلية، أما الأجزاء المحلية فتعتمد «البافارية» على فرع شركة IEONI بمصر، لإمدادها بأجزاء الضفيرة الكهربائية للسيارة، وعلى شركة Mobica لإمدادها بالمقاعد، كما تعاقدت الشركة مع فرع شركة Bouzin الألمانية بمصر لإمدادها بالشكمانات.
مراحل الإنتاج.
تبدأ مراحل إنتاج السيارات فى مصنع البافارية، بمرحلة الدهان، وهى أولى مراحل الإنتاج بالمصنع.
وبحسب زكريا، فإن كل جزء فى هذه المرحلة المهمة بكل معداته الخاصة به والعمال والفنيين العاملين، مطابق لجميع المواصفات القياسية الأوروبية، وعلى أعلى مستوى من الجودة، رافضاً التشكيك فى مواصفات السيارة التى تخرج من مصنع «البافارية» بمصر لأنها صورة طبق الأصل من السيارة الأوروبية.
وتتفرع مرحلة الدهان إلى 4 مراحل أساسية، أولها الترسيب الكهربى لمنع الصدأ، عبر غمر جسم السيارة الصاج فى «التنك» الخاص بتلك المرحلة، ثم ينقل إلى المرحلة التى تليها وتسمى بـ«البرايمر» وفيها يتم سد مسامات الصاج وتجهيزه لعملية الطلاء.
وبعد أن يتم غمر هيكل السيارة فى المحاليل والسوائل فى مرحلة الدهان، يجرى تعريضه لدرجات حرارة عالية (170 – 180 درجة مئوية) فى أفران مخصصة لذلك، بهدف إزالة أى رواسب قد تكون عالقة فى جسم السيارة ومعالجته.
وثالث مراحل الدهان، هى إكساب جسم السيارة اللون المطلوب، والمرحلة الأخيرة هى وضع «الورنيش» لإضفاء بريق على لون السيارة، وتستغرق فترة العمل على السيارة الواحدة حوالى 15 دقيقة لإنهاء جميع مراحل الدهان.
أضاف زكريا، أن مواد الدهان فى شركات السيارات العالمية ليست واحدة، ومتفاوتة فى جودتها وكفاءتها، مشيراً إلى أن «بى إم دبليو» تستخدم أجود وأكفأ أنواع الدهانات عالمياً، وتراعى المجموعة البافارية نسب الترسيب فى تلك المواد، وتواريخ الصلاحية الخاصة بها، علاوة على درجة حرارة تسخين الأفران التى تعمل على تثبيت اللون أو إزالة الترسبات من جسم السيارة.
وأوضح أن المراحل الثلاث الأولى، تتم بطريقة إلكترونية عبر أوناش تعمل بتكنولوجيا عالية الجودة، تحمل أجسام السيارات فى مراحل الدهان تلك من أولها إلى آخرها، عدا المرحلة الأخيرة وهى الورنيش.
وهذه المرحلة، تستهدف إكساب لون السيارة اللمعان المطلوب، وذلك يتم يدوياً عبر متخصصين يقومون برش الدهان على السيارات فى «غرفة العمليات»، كما يطلق عليها زكريا.
وفى هذة الغرفة يتدفق الهواء من أعلى، والعاملون الذين ينفذون عملية الرش يرتدون ملابس واقية كتلك التى يرتديها الأطباء ومكافحو الأمراض المعدية، علاوة على نظارة زجاجية لحماية العين، وفلتر يتم تركيبه على الأنف لتنقية الهواء المستنشق داخل غرفة دهان الورنيش.
وفى أسفل الغرفة، توجد مياه جارية تحت أرضية مفرغة، لتنقية الغرفة من الأتربة ورواسب الدهان، ثم يتم التخلص من تلك الرواسب ومعالجتها بطرق آمنة.
وتستخدم المجموعة البافاريةـ مصر، ألواناً مخصصة لطلاء طرازات معينة لا تستخدم فى طلاء طرازات أخرى، وذلك بالطبع بعد الرجوع إلى الشركة، مما يضيف تنوعاً إلى السيارات، ويجعل لدى العميل قائمة اختيارات طويلة، تتيح له اختيار لونه المفضل، وبانتهاء مرحلة الورنيش، تصل السيارة إلى خط نهاية مرحلة الدهان، وتدخل مرحلة التجميع النهائى يدوياً.
وقال مدير تصنيع «البافارية»، إن الشركة الأم فى ألمانيا تهتم بأدق التفاصيل فى تلك المرحلة بدءاً من شكل المسمار الصغير والمفتاح الذى يتم ربط المسمار بواسطته، مروراً بالزجاج وفرش السيارة وجودة تنجيد المقاعد والتابلوه وانتهاءً بالمصابيح والمحرك.
وأوضح أن الفنيين فى تلك المرحلة يتحركون من خلال عملية محددة المعالم، وواضحة تظهر عبر شاشات الكمبيوتر المراقبة لتلك العملية، وتشمل العديد من المراحل الفرعية، إذ شبهها زكريا بمراحل بناء العقارات التى تبدأ بوضع الأساسات ثم بناء الدور الأول ثم الثانى والثالث والرابع وهكذا.
وكل فنى يعمل فى مرحلة التجميع النهائي، لديه القدرة الكافية، من خلال التدريب المستمر بالشركة، على تحليل أى أخطاء فى الجزء الخاص به وتلافيها والعمل على عدم تكرارها نهائياً.
وأوضح أن مصنع المجموعة البافارية، يعتبر من المصانع القليلة للغاية فى مصر التى يتم تفكيك أبواب السيارة بها فى مراحل التجميع النهائى لإنهاء فرشه على الوجه الأمثل، لأنه من الممكن خدش دهان الأبواب أثناء التجميع من قبل العامل أو أى من أدواته، إلى جانب إعطاء حرية الحركة للعمال فى دخول السيارة ووضع الفرش والتابلوه، وجميع الكماليات الأخرى بسهولة تامة، على أن تتم إعادة التركيب فى أواخر مراحل التجميع.
التجميع
المرحلة الأولى فى مراحل التجميع، وهى «Stream Line»، تنتهى بتركيب جميع لوازم السيارة الداخلية من فرش وتابلوه وعجلة قيادة ومقاعد وخلافه، ثم تأتى المرحلة الثانية والمسماة بـ«Over Head» لتركيب جميع لوازم أسفل جسم السيارة، والتى يأتى فى بدايتها تركيب أبواب السيارة مرة أخرى بعد أن تم فرشها والانتهاء من تجهيزها تماماً.
وتشمل مرحلة الـ «Over Head» تركيب «الأكس» الخلفى والأمامى وبعض وسائل الحماية أسفل السيارة لحماية العفشة من المطبات، ثم تركيب المحرك من أسفل السيارة، ثم الإكصدام الخلفى والأمامى بالمصابيح الخلفية والأمامية.
ويأتى المحرك من بلد المنشأ قطعة واحدة، إلا أن هناك بعض القطع الصغيرة التى لن يعمل المحرك إلا من خلال تركيبها بواسطة عمال المصنع.
وفى نهاية المرحلة الثانية من مراحل التجميع النهائي، يتم تركيب إطارات السيارات، ثم تبدأ المرحلة الثالثة «Final Line» التى تتعلق باستكمال مياه «الراداتير»، وزيت الفرامل، وتعبئة فريون التكييف، وزيت المحرك، وشحن البطارية، واختبار تشغيل المحرك، وانبعاثات الشكمان، والإلكترونيات وكهرباء السيارة، واختبار جودة عملها بكفاءة وترابط الوسائل التكنولوجية مع بعضها البعض وصلاحيتها للاستخدام، وذلك من خلال أحدث الأجهزة المطابقة للمواصفات العالمية.
وفى هذه المرحلة يتم أيضاً ضبط زوايا السيارة إلكترونياً ثم تدخل السيارة إلى غرفة محاكاة للطريق لإختبار كل جزء بها، ولن تعطى الشركة السيارة الضوء الأخضر إلا من خلال تأكد الحاسب الآلى بهذه الغرفة أن السيارة خالية من أى عيوب.
وبعد الاختبار تدخل السيارة إلى اختبار المياه، لمعرفة هل يوجد تسريب بأى من جوانبها أم لا؟ وتعتمد هذه المرحلة على تكنولوجيا التنظيف الآلي.
الدقة والجودة
قال زكريا، إنه مع كل طراز جديد يدخل خط الإنتاج بالمصنع، تجرى الشركة للعاملين تدريباً عليه، لمدة شهر على الأقل، وينفذ التدريب، خبراء أجانب من ألمانيا على مراحل الإنتاج بأكملها، علاوة على إجراء تدريبات للعمال بصفة دورية كل 3 أشهر.
وهنالك مهندس ألمانى مقيم بمصر لمراقبة جودة المصنع، وهو مايكل كينديرمان، إذ يأتى إلى المصنع يومياً ويقتصر عمله على مراقبة جودة جميع السيارت إلتى تخرج من المصنع.
وتدخل جميع السيارات آخر كل مرحلة من مراحل التجميع النهائى ما يسمى بـ «بوابة الجودة – Quality Gate»، والتى يوجد بها العمال المميزون بالمصنع، ويكونوا على دراية بكل عمليات الإنتاج ليقوموا بفحصها جيداً مرة أخرى بعد العامل الأساسى الذى عمل على تركيب القطعة فى مكانها من الأصل.
كما أن لدى المصنع تكنولوجيا تسمى بـ «EWS – Early Warning System» وهو نظام الإبلاغ المبكر عن أى مشكلة تتعرض لها السيارة المنتجة من المصنع فوراً، عند اكتشافها بأى من مراكز خدمة المجموعة البافارية،
ونتيجة تلك التكنولوجيا، فإن أى عميل لديه شكوى من سيارة ما، يحدد النظام ماهية المشكلة ودرجة شدتها وهل هى متعلقة بعيب فى الجزء المشتكى منه أم هو عيب فى التجميع من المصنع؟ لتفادى هذه الأخطاء.
ويمتلك المصنع أيضاً نظام «إدارة الجودة – Quality Managing System» المرتبط بـ «BMW» فى ألمانيا مباشرة لاختبار القطع الواردة المستلمة من الشركة الأم بواسطة عمال وفنيى المصنع الذين تم تدريبهم على هذا النظام، وإذا كانت هناك أى مشكلة فى القطعة الواردة يكتشف العامل ذلك وينصح بعدم استلامها ومن ثم يتم تبليغ الشركة الأم بالخلل الموجود فى تلك القطعة.
وأكد زكريا أنه فى حالات نادرة جدا، ظهرت بالسيارات عيوباً ميكانيكية أو إلكترونية بعد تجميعها.
وفى حال اكتشاف عيب لا ترجع السيارة إلى خط الإنتاج مرة أخرى، وإنما تدخل خطوطا مخصصة لإصلاح تلك العيوب بعيدا عن خطوط الإنتاج، ثم بعد كل تلك الاختبارات وقبل أن تخرج السيارة من المصنع يتم وضع علامة «بى إم دبليو» العالمية عليها، لأنها اجتازت كل الاختبارات وأصبحت جاهزة لتستحق العلامة الألمانية العالمية ولتصبح مكافأة للسيارة.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

مواضيع: السيارات

منطقة إعلانية



نرشح لك


https://www.alborsanews.com/2018/04/19/1100042