تباطأ الاقتصاد الفرنسى أكثر من المتوقع فى الربع الأول مع تراجع انفاق الشركات والأسر مما زاد القلق من أن منطقة اليورو قد تشهد بداية الانكماش الاقتصادي.
وكشفت بيانات مكتب الاحصاءات الوطنى أن ثانى أكبر اقتصاد فى الاتحاد الأوروبى نما بنسبة 0.3% فى الربع الاول بعد أن توسع بنسبة 0.7% فى الربع الأخير من عام 2017.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن معدل النمو فى الربع الأول كان أقل بقليل من نسبة 0.4% التى كان يتوقعها مكتب الإحصاءات فى البداية.
وأوضحت اليانات أن استهلاك الأسر ظل بطيئًا فى حين تراجعت وتيرة التوسع فى استثمارات الشركات إلى 0.6% بعد أن كانت 1.1% فى الربع الأخير من العام الماضي.
وانخفضت الصادرات بشكل طفيف بنسبة 0.1% بعد ارتفاعها بنسبة 2.5% فى الربع الأخير عام 2017.
ويأتى النمو الباهت فى فرنسا فى وقت من عدم الارتياح فى منطقة العملة الموحدة التى توسعت العام الماضى مع ضعف بيانات التصنيع فى الأشهر الأولى من العام الجارى.
وقال ماريو دراجي، رئيس البنك المركزى الأوروبي، إن الزخم لا يزال قوياً فى منطقة اليورو وسوف ينظر البنك إلى البيانات الاقتصادية فى الأشهر المقبلة بحذر.
وقال وزير المالية الفرنسى برونو لميرا، إن أرقام النمو الضعيفة كان أمراً متوقعا ولست قلقا من هذه البيانات بعد أن سجلنا نمو ممتاز فى الربع الأخير من العام الماضي.
وأضاف فى اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو «كالعادة بعد أرقام قوية لابد أن يكون هناك تهدئة والنمو مازال قوياً ومستداماً فى أوروبا.»
وتستهدف الحكومة الفرنسية نمو الناتج المحلى الإجمالى بنسبة 2% العام الجارى وهو نفس معدل العام الماضي.
وكتب فرانسوا كاباو، المحلل فى بنك «باركليز» فى مذكرة «نعتقد أن الاقتصاد الفرنسى يبحث عن سرعته المذهلة مما يشير إلى أن نمو الناتج المحلى الإجمالى ومستويات الثقة فى الأعمال فى النصف الثانى من عام 2017 لم تكن مستدامة».
ومع ذلك حذر وزير المالية من أن هناك عدداً قليلاً من السحب المظلمة فى الأفق بما فى ذلك مخاطر الحرب التجارية مع الولايات المتحدة والارتفاع المتوقع فى أسعار الفائدة من البنك المركزى الأوروبى العام الجارى.
وقال ستيفن براون الاقتصادى فى كابيتال إيكونومكس: يشير متوسط النمو فى فرنسا وإسبانيا والنمسا إلى تباطؤ نمو إجمالى الناتج المحلى لمنطقة اليورو من نسبة بلغت 0.7% فى الربع الأخير من العام الماضى إلى حوالى 0.4% الربع الأول ولكن على الرغم من خيبة أملنا فى ضوء التوسع القوى فى العام الماضى إلا أن الربح الفصلى بنسبة 0.4% لم يكون كارثياً حتى الوقت الراهن من العام الجارى.