8 مليارات جنيه استثمارات مدينة الأهلى الرياضية
صفقة «إيفونا» غيرت خريطة الاستثمار.. المفاوضات بدأت بـ4 ملايين دولار ثم حصلنا على الضعف
كشف عصام سراج الدين، مدير إدارة التسويق بالنادى الأهلى، عن خطط النادى المستقبلية للتطوير والاستثمار فى المجال الرياضى، وما أنجزه القطاع والمعوقات التى تواجه الاستثمار الرياضى فى مصر.
وقال «سراج الدين» لـ«البورصة»، إن مصر تعانى من غياب الاستثمار الرياضى، وفقاً للأسس الصحيحة، بالرغم من أن الأبحاث والدراسات التى قمنا بها تؤكد أن الاستثمار الرياضى يؤثر بنسبة كبيرة على الدخل القومى على مستوى العالم.
أضاف، «على سبيل أمريكا فى عام 2008، حققت عوائد من الاستثمار الرياضى تصل 212 مليار دولار، وهو رقم تجاوز صناعتى السيارات والسينما هناك، خاصة أن تنظيم الفعاليات الرياضية يجلب استثمارات وعوائد مالية كبيرة لأى دولة، وهو ما جعل الدول تتسابق لتنظيم البطولات الكبرى، فالبرازيل حققت طفرة اقتصادية مذهلة بتنظيمها أوليمبياد ريو دى جانيرو 2016، كما أن اقتصادها ينمو بنسبة 5% سنوياً؛ بسبب اللاعبين المحترفين حول العالم الذين بلغ عددهم 20 ألف لاعب عام 2018».
أوضح أنه يجب وضع قانون للاستثمار الرياضى، مثل قوانين الاستثمار فى الصناعة والسياحة، خاصة أن الوضع الحالى يتسبب فى تخوفات لدى البعض من الاستثمار فى هذا القطاع، بالإضافة لحداثة القطاع بمصر.
وقال إن منطومة الاستثمار وتنمية الموارد فى النادى الأهلى، تقوم عليها لجنة تشكلت خلال مجلس الإدارة الحالى برئاسة الكابتن محمود الخطيب، مكونة من فاروق العقدة، محافظ البنك المركزى الأسبق، وياسين منصور، رجل الأعمال، ومحمد فكرى، رئيس مجلس إدارة أحد البنوك، وسعد شلبى، أستاذ التسويق والاقتصاد الرياضى.
أضاف أن أكبر إنجازات اللجنة النجاح فى جلب مستثمرين للمدينة الرياضية للنادى الأهلى التى ستتكلف 8 مليارات جنيه، ويقوم عليها مستثمرون من الإمارات والسعودية ومصر، وهو أمر يغير من منظور الاستثمار الرياضى فى مصر.
وتابع، «النادى الأهلى لديه خطة متكاملة ليصبح بين أكبر أندية العالم، واستغلال الجماهيرية والإمكانيات لتحقيق النقلة التى سيظهر أثرها خلال عامين من الآن».
أوضح أن إدارة النادى لديها خطة لتطوير قناة الأهلى والأكاديميات وتجربة »أهلى ستورز«، وفى المحلات التجارية »ستورز« لا بد من وجود شركات كبرى؛ حتى تضمن جودة المنتجات التى يتم تصنيعها لكى تليق بعلامة الأهلى التجارية.
وقال إن قناة النادى لم تحقق المطلوب منها حتى الآن، ونعمل على تطوير القناة فى الفترة المقبلة من خلال مقترحات يعمل عليها سعد شلبى، مستشار التسويق، وهناك خطوات ستتم تباعاً، والأمر نفسه فيما يخص »أهلى ستورز«؛ حيث قدمنا أفكاراً جديدة للتطوير من خلال نشر العلامة التجارية للنادى فى مصر وخارجها.
أضاف أن الأكاديميات لها أبعاد كبيرة، مثل نشر العلامة التجارية للنادى من خلال 11 أكاديمية فى مصر، الهدف منها توسيع قاعدة الجماهيرية، وزيادة العوائد المالية مع وجود قاعدة من اللاعبين الذين يمكن أن يستفيد منهم النادى.
أوضح »سراج الدين«، أن غياب الجماهير عن الملاعب له تأثير سلبى على نسبة الأهلى فى البث الفضائى، فوجود الجماهير يزيد من القيمة المالية، وخاصة فيما يخص الأهلى؛ لأنه سيكون هناك نسب للمشاهدة داخل وخارج الملعب.
أشار إلى أن إدارة النادى تحاول التغلب على أزمة غياب الجماهير من خلال الانتشار داخلياً وخارجياً وزيادة عدد الأكاديميات، وتنظيم الأحداث الرياضية، فعلى سبيل المثال قمنا بتنظيم بطولة أفريقيا لكرة اليد ونقلتها 3 قنوات رياضية.
وقال إن كرة القدم هى النشاط الوحيد تقريباً الذى يجلب الموارد فى حين باقى اللعبات يتم الصرف عليها، وهذا لا يحدث فى أوروبا، وفى الأندية الكبرى فى العالم جميع اللعبات تجلب موارد، ولو الأمر اقتصر على كرة القدم لأصبح الأهلى مثل أكبر أندية أوروبا؛ لأن الكرة هى مصدر الدخل الأكبر مع اشتراكات الأعضاء.
وتابع، «نسعى لتكوين شركة الأهلى لكرة القدم، والأمر تحت الدراسة، بحيث تنفصل كرة القدم عن باقى اللعبات مثلما يحدث فى أوروبا، ويتم طرح أسهم الشركة فى البورصة، مثل الأندية الكبرى بالعالم».
ويرى مدير التسويق بالأهلى، أن ناديى مصر المقاصة وإنبى يتميزان على مستوى الاستثمار الكروى، فى حين أن وادى دجلة يتفوق فى الاستثمار الرياضى.
وتحدث »سراج الدين” عن الصفقة الأكبر لانتقال لاعب فى تاريخ الأندية المصرية، والتى انتقل بموجبها الجابونى ماليك إيفون لنادى «تيانجين الصينى» مقابل 8 ملايين دولار ودورها فى تغيير مفاهيم الاستثمار الكروى فى مصر.
وقال، «صفقة إيفونا غيرت كثيراً من التفكير فيما يخص الاستثمار فى اللاعبين، والتفاوض بدأ بعرض لشراء عقد اللاعب مقابل 4 ملايين دولار، ونجحنا فى الوصول إلى 8 ملايين دولار، بعدها تم بيع عقد رمضان صبحى ثم أخيراً أحمد حجازى، ما يمكن قوله إن لاعباً أو لاعبين فقط انتقالهما يوازى عقد رعاية لموسم كامل».
أضاف أن الرؤية اختلفت والأندية لا تمانع فى بيع لاعبيها لتزيد من مواردها، ولكن فى الأهلى الأمر صعب بحكم أن النادى لديه قاعدة كبيرة وضغط جماهيرى يرفض بيع اللاعبين كون النادى دائماً لديه طموح لتحقيق البطولات، وأنا ضد هذه الفكرة، فالأهلى لا يقف على لاعب، لو أننا لدينا لاعبين متميزين نبيعهم ويخرج غيرهم، كاستثمار يضاف لعقود الرعاية والاشتراكات والبث التليفزيونى ومباريات النادى الودية وباقى الموارد.
حوار : عبد الرحمن الشويخ