تفعيل الدور الرقابى.. وعامان مهلة لتوفيق الأوضاع
توفير %25 من الخامات ووضع مواصفات جودة للمنتج النهائى
انتهت شعبة الحراريات بغرفة مواد البناء باتحاد الصناعات، من استراتيجية تطوير قطاع الطوب الطفلي، التى نفذتها بالتعاون مع مركز تحديث الصناعة، منتصف الشهر الحالي، وأعدتها شركة إتش إل بى مصر «مكارى للخبرة الاستشارية».
وأوصت الاستراتيجية، التى حصلت «البورصة» على نسخة منها، بتأسيس وحدة تابعة لوزارة التجارة والصناعة تعمل على توفير الطاقة بنسبة 20 إلى %40، والخامات بنسبة 20 إلى %25، يكون منوطًا بها متابعة وتنظيم كافة الأمور المتعلقة بصناعة الطوب فى مصر، ومتابعة وتقييم وتعديل الاستراتيجية بصفة دورية.
كما تتضمن التوصيات تفعيل الدور الرقابى للجهات المسئولة عن الرقابة والجودة لتكون جهة واحدة منوطًا بها تلك المسئولية، وخفض استهلاك الطاقة، والمشاركة فى وضع مواصفات الجودة للمنتج النهائي، على أن يتم تغليظ العقوبات للمصانع غير الملتزمة بالمواصفات المطلوبة.
واقترحت الاستراتيجية منح مهلة للمصانع لمدة عامين لتوفيق أوضاعها، والتحول إلى القطاع الرسمي، مع توفير جميع التسهيلات لجذب المستثمرين، فضلًا عن تقديم حوافز ضريبية وإعادة النظر فى الإجراءات المنظمة لاستغلال الخامات وتبسيط أساليب المحاسبة الضريبية لمصانع الطوب، ورفع أجور العاملين، وتوفير البنية التحتية المناسبة لتطوير المصانع.
كما تضمنت الاقتراحات تحسين الوضع المالى للمصانع عن طريق تشجيع أصحابها على الاندماج معًا، والتطوير التدريجى لعملية وحجم الإنتاج، وتوفير الحزم المالية المحفزة للاستثمار للاستفادة من مبادرات البنك المركزى للإقراض بنسب فائدة 5 و%7، بجانب إنشاء مدارس فنية للتعليم والتدريب على التكنولوجيا المتطورة لصناعة الطوب الطفلي، وتوفير التأمين الصحى والاجتماعى للعمال بالمصانع.
وذكرت الاستراتيجية أنه إذا تم تنفيذ تلك التوصيات ستنعكس إيجابيًا على القطاع خلال السنوات الخمس المقبلة، ليتم تطوير %15 من إجمالى الإنتاج استناداً إلى الوضع الراهن للتكنولوجيا السائدة فى منطقة عرب أبوساعد التى تستحوذ على 15 إلى %20 من إجمالى الإنتاج.
كما سيتم رفع استثمارات القطاع إلى 1.7 مليار جنيه استنادًا على نتائج دراسة الجدوى المالية لسبل التطوير المقترحة، على أساس إنشاء مصنعين كبيرين يعملان آليا باستثمارات تتراوح بين 350 و400 مليون جنيه، بالإضافة إلى تطوير 50 مصنعا صغيرا ومتوسطا من خلال التحول من مصنع تقليدى إلى« نصف أتوماتيك» بتكلفة تقديرية 20 ـ 30 مليون جنيه للمصنع الواحد.
كما ستعمل الاستراتيجية على توفير الطاقة بنسبة 20 و%40، والخامات بنسبة 20 إلى %25، وتطوير البيئة بنسبة 20 إلى %30 للمصنع الواحد، بالإضافة إلى رفع نسبة المصانع العاملة بالقطاع الرسمى إلى %40 استرشاداً بالبيانات التى تم تجميعها من خلال الدراسة.
ويبلغ عدد مصانع الطوب الطفلى فى مصر، 1324 مصنعا، منها 268 مصنعا يعمل فى القطاع الرسمي، فى حين يعمل منها بشكل فعلى 989 مصنعا بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 6 مليارات طوبة سنويًا، وفقًا للبيانات التى تم تجميعها أثناء إعداد الاستراتيجية.
وتعد الغالبية العظمى من الوحدات الإنتاجية للطوب الطفلى مصانع صغيرة ذات خط إنتاج واحد.
ويقدر إجمالى العمالة بحوالى 380 ألف فرصة عمل غير مباشرة، و110 آلاف فرصة عمل مباشرة، فى حين يقدر حجم الطلب المتوقع على الطوب الطفلى عام 2021 بنحو 7.7 مليار طوبة.
وتنقسم المصانع المنتجة للطوب الطفلى إلى مصانع تقليدية يمثل إنتاجها %99.8 من الطوب الطفلى فى مصر، فى حين لا يمثل إنتاج المصانع المطورة آليا سوى %0.2 فقط، إذ تبلغ طاقتها الإنتاجية 50 مليون طوبة سنويًا، وتصل دورة الإنتاج إلى نحو 12 ساعة، فى حين تنتج المصانع التقليدية 15 مليون طوبة سنويًا، وتصل الدورة إلى ما بين 3 و4 أيام صيفًا وأسبوع شتاءً.
وأبدت المصانع العاملة بشكل آلى والبالغ عددها 3 مصانع، استعدادها للتوسع فى استخدام الطوب الطفلى بشرط الاهتمام بجودة المنتج النهائى ورفع كفاءة وقدرة المصانع المنتجه له، والاهتمام بالتسويق الجيد للمنتج.
وتتمثل أهم التحديات التى تواجه صناعة الطوب الطفلي، فى انتشار المصانع غير المسجلة والإنتاج المنخفض الجودة فى ظل عدم الالتزام بالمواصفات، وخسارة حصة هامة فى السوق المحلى لصالح منتجات بديلة، وتراكم المديونيات على أصحاب المصانع.
وأضافت الاستراتيجية أن التحديات تتضمن ارتفاع استهلاك الطاقة إلى نحو %55 من تكلفة التشغيل، بالإضافة إلى انخفاض فرص الاستثمار الجديدة فى الصناعة لعدم قدرتها على المنافسة فى ظل تدنى الجودة، وانخفاض قدرة المصانع على الاستدامة المالية، وعدم وجود حافز لتطوير سبل الإنتاج أو جودة المنتج.
كما تتضمن التحديات ونقاط ضعف صناعة الطوب الطفلي، عدم قدرة المصانع الحالية على تبنى التكنولوجيا الحديثة فى التصنيع بسبب قلة الموارد المالية، وهجرة العمالة الماهرة إلى أنشطة آخرى أكثر أمانا وذات عائد مادى أعلى، واحتمال انخفاض الطلب على الوحدات السكنية فى ظل ارتفاع الأسعار ومحدودية الدخول.
وأضافت الدراسة: «لما كان استهلاك الطاقة أحد أهم عناصر تكاليف التشغيل فى ظل زيادة أسعار الوقود المستخدم حاليًا، والاتجاه إلى رفع الدعم تدريجيًا، فإن القائمين على الدراسة، ناقشوا استخدام بدائل أخرى للطاقة من خلال الاستعانة بخبراء متخصصين».
وانتهت الدراسة بعد الأخذ فى الاعتبار القيمة الحرارية والتكلفة، إلى أن نفايات الوقود والفحم هما الأفضل نظريًا إلا أنهما ليسا الأفضل من المنظور البيئى، إذ يتخلف عنهما الكثير من الانبعاثات الضارة التى قد تؤثر سلبا على البيئة، وبالتالى فإن الفحم والغاز الطبيعى هما الأفضل اقتصاديًا وبيئيًا.
وأوضحت الاستراتيجية، مميزات الطوب الطفلى التى تتمثل فى توافر المواد الخام ورخص ثمنه، والآداء الحرارى الجيد داخل المبنى، إذ يقلل من التسرب الحرارى ويقلل من قدرة تخزين وانتشار الحرارة مقارنة بأنواع الطوب الأخرى، حيث يساهم نوع مادة البناء بنحو %41 من الانتقالية الحرارية فى المباني.
كما يؤدى استخدام الطوب الطفلى إلى خفض الطاقة المستخدمة فى تكييف المباني، ويقدر سوق الطوب الطفلى فى مصر بنحو %81 من إجمالى سوق الطوب، مقابل نحو %16 للأسمنتي، و%3 لأنواع الطوب الأخرى.