بما أننا كنا مؤسسة ناشئة فى عام 2009، العام الذى التحقت به بجريدة “البورصة”، كانت أجهزة الكمبيوتر «أمر لو تعلمون عظيم»، فلم يكن فى مكتبنا المتواضع بوسط البلد سوى عدد محدود من «الكمبيوترات» المتهالكة.
ولما كانت الموارد محدودة كان لزامًا علينا التعامل والتعايش مع الواقع، صديقى وأخى الأكبر محمد فوزى كان معروفاً بحضوره المبكر لمقر المؤسسة ما يجعل فرصى فى الحصول على ساعة أو ساعتين لأكتب الأخبار أو متابعة البريد الإلكترونى أمراً محالاً فى الفترة الصباحية.
فى هذا الوقت كان إصدار جريدتنا مازال أسبوعيا، ولا يوجد فى غرفتنا التحريرية إلا حوالى 4 أجهزة كمبيوتر منها جهاز خاص بصديقى محمد عياد تحتاج إلى فتحه بالمساء حتى تتمكن من استخدامه فى الصباح، وهو كان مُدرباً على التعامل مع هذا الجهاز ولذلك كان باله «مرتاح» أن احد لن يجلس على جهازه
صديقى فوزى كان لا يقوم من على جهازه قبل عصر اليوم، فكنت أستغل هذه الفترة فى زيارة الشركات والمؤسسات و المصادر لتحسس مستقبلى الصحفى وخاصة انها كانت بدايتى الحقيقية كصحفي، وفى هذا الوقت كنت أعمل محرر بقسم النقل، وكنت دائم التردد على هيئة السكة الحديد والنقل العام بحثا عن مصادر لأخبار وأفكار و تحقيقات وتقارير.
حينما أعود لمقر جريدة البورصة فى وسط البلد يكون صديقنا فوزى على وشك ان ينهى كتابته على الكمبيوتر، فأذهب لأخذ قسط من الراحة بركن من أركان مقهى ملقى بطرف شارع محمد فريد مقر جريدتنا القديم، واحتضن «لى شيشتي» لاعيد ترتيب افكارى واراجع نتائج الرحلة المكوكية الصباحية للمصادر على نغمات «طرقعة» الشيشة.
كان يتكالب جميع من فى صالة التحرير ان شئت أن تسميها صالة، على الكمبيوتر الذى يجلس عليه فوزى نظرا لأدائه الجيد مقارنة بباقى الأجهزة، تقريبا كان هناك 4 افراد يتبادلون استخدام هذا الجهاز وانا منهم.
اليوم يمر 10 سنوات على اولى خطواتنا بالصحافة المصرية، لم اعيش منهم معهم سوى تسع سنوات، كافحنا وفرحنا ونجحنا كفريق واحد، حتى نقابة الصحفيين كان لنا كفاح لنُسجل بها، والآن يجب أن نعمل لمستقبل «بورصتنا»، سواء كنت جزء من الفريق اولا لن تتوقف «بورصتنا».