أتساءل عن من يصنع الحكمة وينشر الثقافة المرتبطة بها فى مصر أو فى أى قطاع صناعى أو تجارى أو بداخل شركتك، المعرفة والإحصائيات وتنظيم المحتوى بهدف التخطيط السليم لكل موضوع بهدف الإصلاح والتطور ووضع مصر أو شركتك فى مستوى تنافسى أعلى وأفضل.
للأسف نحن تحولنا إلى مستهلكين للمحتوى المعبأ والمجهز بواسطة الآخرين (الغرب)، حتى المشاركة فى خلق المحتوى، لم نعد ندعو إليها ولا حتى نسمع هذا النداء.
أؤمن أن تصنيع الحكمة هى درة النجاح لأى نظام ولكل الشعوب ولكل الشركات الناجحة وخلق المحتوى والذى يشمل أخبار السوق والأسهم وإدارة المحافظ وتوقعات التسويق واستراتيجيات الاستثمار وتقارير الأرباح والخسائر لكل الشركات بما فيها الصغيرة والمتوسطة والكبرى وكذلك الأخبار السياسية والاجتماعية للدولة والمحافظات المختلفة هى أولى الخطوات نحو صناعة الحكمة.
أفكارى الأولية هى أننى كلما كبرت، أصبحت مستمعاً أفضل وأخذ المزيد من الوقت لسماع وجهات نظر الآخرين ولم أعد أمارس شطارة التفاوض وتحولت نحو شطارة البحث عن الحقيقة والأكثر حقاً.
ربما اكتسب حكمة الآن لأننى أقل حاجة إلى سماع صوتى الخاص ولأنى أصبحت الأن أكثر هدوءاً، ويمكننى أن أستمع للآخرين وأقبل الرأى الآخر، صغاراً وكباراً على حد سواء، لقد أصبحت اتحدث واستمع بإنصات لابن العشر سنوات والشباب وانصت باهتمام لأقل الموظفين.
الحكمة تبدأ بسؤال نفسك كيف يمكنك التعامل مع هذا التحدى بشكل مختلف فى المرة القادمة؟ ما الذى أعجبك فى الطريقة التى تعاملت بها مع هذا الوضع؟
فكر بجدية فى رعاية وعيك الذاتي، معرفة نفسك كما أنت، ليس كما تريد أن تكون قادراً على أن تصبح الشخص الذى تأمل أن تصبح، حاول أن تفهم كيف ينظر الآخرون إليك، بدلاً من فهمك للآخرين، تعال لرؤية نفسك بشكل أكثر وضوحًا، وطبق كل ذلك بعملك ولبلدك وفكر بالآخرين أولاً، بعض الأحيان نكون أكثر تركيزًا على أنفسنا لدرجة أننا لا نرى الآخرين وأحياناً لا نرى الدولة كلها، يبدو أن صناعة الحكمة أمر أصعب مما نتخيل والسير نحوها ممتع جدًا.
حقيقاً الحكمة رائعة حقا!
د.خالد سمير
العضو المنتدب مستشفيات
ومراكز دار العيون