قال بنك «مورجان ستانلى» الأمريكى، إن هناك قضية أخرى من شأنها إبقاء أسعار البترول مدعومة على مدى العامين القادمين، وذلك بصرف النظر عن إيران ومنظمة الدول المصدرة للبترول «اﻷوبك».
وقال المحللون الاقتصاديون، فى تقرير صادر عن البنك اﻷمريكى، إنَّ سعر خام برنت سيصل إلى 90 دولاراً للبرميل بحلول عام 2020، مع بدء دخول لوائح شحن دولية جديدة إلى حيز التنفيذ، وتعديل أنواع الوقود التى تنتجها شركات التكرير.
وأضاف المحللون، أنَّ التغييرات، التى تجبر السفن على استهلاك الوقود المنخفض الكبريت اعتباراً من يناير عام 2020، ستؤدى إلى ازدهار الطلب على منتجات التقطير المتوسطة، بما فى ذلك وقود الديزل والبنزين البحرى، ما يثير الحاجة لمزيد من الخام.
وكتب محللون من مورجان ستانلى، بما فى ذلك مارتيجن راتس: «نتوقع تدافعاً على نواتج التقطير المتوسطة التى ستقود فروق الأسعار إلى الأعلى وتخفض أسعار البترول معها».
وقالت وكالة أنباء بلومبرج، إنَّه فى الوقت الذى تلقى فيه البترول الخام دفعة بالفعل بسبب تخفيضات الإمدادات من قبل اﻷوبك والأحداث الجيوسياسية، بما فى ذلك قرار الولايات المتحدة إعادة فرض العقوبات على إيران، ستضاعف التغييرات المدخلة على لوائح الشحن إلى التأثير.
وتدعو القواعد الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية إلى تخفيض الحد الأقصى لمحتوى الكبريت فى وقودها إلى 0.5% من 3.5% فى معظم المناطق فى الوقت الراهن، وذلك فى محاولة منها للحد من تلوث الهواء الذى يرتبط بأمراض الجهاز التنفسى والأمطار الحمضية.
ومن المتوقع أن تؤدى التغييرات إلى زيادة المعروض من وقود النفط عالى الكبريت، فى الوقت الذى تتسبب فيه فى زيادة الطلب على المنتجات المتوافقة مع المنظمة البحرية الدولية، ما يضع ضغوطاً على صناعة التكرير لإنتاج المزيد من أنواع الوقود الأخيرة.
وتظهر أسواق التقطير المتوسط علامات على ضعف النشاط بالفعل، فقد تراجعت مخزونات الديزل والجازولين فى مراكز التخزين الرئيسية فى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا إلى دون المتوسطات الموسمية فى خمسة أعوام.
وفى الوقت نفسه، نما الطلب على نواتج التقطير المتوسطة بمعدل سنوى يبلغ حوالى 600 ألف برميل يومياً منذ عام 2011، مرتفعاً إلى 800 ألف برميل يومياً فى الأرباع السنوية الأخيرة، وذلك بحسب تقديرات مورجان ستانلى.
وقال البنك الأمريكى، إنَّه من المتوقع أن ترفع اللوائح التنظيمية للوقود الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية الطلب بمقدار 1.5 مليون برميل إضافى يومياً بحلول عام 2020، وسيسعى التجار للحصول على الإمدادات الصحيحة بالمنتج، التى من شأنها تعزيز أسعار النفط الخام.
وكتب «راتس»: «الفترة الأخيرة التى تم فيها التشديد الحاد على نواتج التقطير المتوسطة، والتى حدثت فى آخر عام 2007 وبداية عام 2008، يمكن القول إنها العامل الحاسم الذى رفع أسعار برنت فى تلك الفترة»، مشيراً إلى الفترة التى اقترب فيها البترول الخام من مستويات قريبة من 150 دولاراً للبرميل.
وأشار «مورجان ستانلى» إلى أن إنتاج الولايات المتحدة من البترول، الذى وصل حالياً إلى مستوى قياسى سيتضرر؛ لأن البترول الخام الذى يتم ضخه فى مناطق الصخر اﻷمريكية خفيف وغير مثالى لإنتاج نواتج التقطير المتوسطة.