عانت الأسواق الناشئة من أكبر تدفقات استثمارية خارجة خلال عام ونصف العام الشهر الماضى، حيث تخلص المستثمرون الأجانب من أصول هذه الأسواق استجابة ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية وتعزيز قوة الدولار الأمريكى.
وتظهر البيانات الصادرة عن معهد التمويل الدولي، أن الاسواق الناشئة عانت من تدفقات خارجة بلغت قيمتها 12.3 مليار دولار فى مايو الماضى تقسم بالتساوى تقريبا بين سندات وأسهم الأسواق الناشئة مقارنة بقيمة تبلغ 300 مليون دولار خلال شهر أبريل ليبلغ بذلك إجمالى التدفقات الخارجة من هذه الأسواق 317 مليار دولار خلال العام ونصف العام الماضي.
وأشار معهد التمويل الدولي، إلى مجموعة من العوامل التى كانت سبباً فى هروب رأس المال من الأسواق الناشئة فى مايو بما فى ذلك ضغوط التمويل فى الأرجنتين وتركيا وإضراب سائقى الشاحنات فى البرازيل الذى كان أبرز التحديات التى تواجه الإصلاحات الحكومية وتجدد التهديدات من التعريفات الجمركية الأمريكية وردود الأفعال الانتقامية وعدم اليقين السياسى فى إيطاليا وإسبانيا.
وأضاف المعهد فى تقريره أنه فى ظل خلفية ارتفاع العوائد الأمريكية وقوة الدولار كان هناك توسع فى التدفقات الخارجة عبر البلدان التى شملتها الدراسة، مما يوحى بأن البيئة المحفوفة بالمخاطر تؤثر على مجموعة أكبر من بلدان الأسواق الناشئة.
وتتفق بيانات معهد التمويل الدولى مع أرقام مماثلة من شركة «إى بى إف آر» التى تراقب حجم التدفقات بالنسبة لصناديق الاستثمار وصناديق المؤشرات، حيث أظهرت أيضًا مستوى كبير من التدفقات الخارجة الشهر الماضى بما فى ذلك صناديق السندات الناشئة فى الأسبوع الأخير من شهر مايو، والتى كانت الأكبر منذ عام 2016.
وكشفت قوة الدولار وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية عن نقاط الضعف التى تسببت فى حدوث موجة بيع مكثفة للبيزو الأرجنتينى والليرة التركية والعملات الأخرى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يشير فيه الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى إلى المسار التصاعدى لأسعار الفائدة الأمريكية.
وعلى الرغم من ارتفاع حجم التدفقات الخارجة من أصول الاسواق الناشئة قال معهد التمويل الدولي، إن التدفقات الرأسمالية فى هذه الأسواق باستثناء الصين بما فى ذلك الاستثمار الأجنبى المباشر والتدفقات الأخرى ظلت إيجابية حيث تقدر بحوالى 32 مليار دولار فى أبريل الماضى وهى أعلى بكثير من المتوسط الذى بلغ 7 مليارات دولار شهريًا فى العام الماضي.
واوضح معهد التمويل الدولى، أن التوقعات لنمو الأسواق الناشئة لاتزال قوية بقيادة اقتصاد الصين وسوف تعتمد على كيفية تطور المشهد التجارى العالمى، حيث أن تصعيد التوترات قد يعزز الطلب على الأصول المقومة بالدولار.