قال محمد على آل ثانى، وزير الاقتصاد الأسبق، إنَّ الحكومة القطرية لا ينبغى أن تبطئ وتيرة الإصلاحات بعد ارتفاع أسعار البترول، والتأثير المتدرج للمقاطعة التى تقودها السعودية إذا أرادت تحدى المنافسين لتصبح مركزاً تجارياً إقليمياً.
وحث «آل ثانى»، الحكومة على الحفاظ على قنوات التجارة الجديدة التى نشأت نتيجة المقاطعة وفتح الاقتصاد الغنى بالغاز بشكل أكبر وأسرع.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أنه على الرغم من أن قطر تعاملت بشكل جيد مع المقاطعة، فإنها بحاجة إلى مواصلة الإصلاحات.
وفى الماضى، عندما كان البترول يتجاوز 100 دولار للبرميل كان المال سهلاً، ولم يدخل المسئولون تغييرات ولكن لا ينبغى لهم أن يعودوا إلى هذا النمط فى الوقت الراهن.
وقال الشيخ محمد، فى مقابلة مع وكالة «بلومبرج»، إنَّ هذه هى المرة الأولى التى نمر فيها بجدية بأسلوب التنويع الذى يتيح فرصاً فى الزراعة وتجهيز الأغذية والخدمات اللوجستية.
ولن يكون من السهل التعامل مع المنافسين فى مجلس التعاون الخليجى، خاصة أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تحاولان، أيضاً، جذب الاستثمارات الأجنبية باستخدام إجراءات مماثلة نفذتها قطر فى الآونة الأخيرة بما فى ذلك خطط تخفيف قواعد ملكية الشركات ومنح الأجانب إقامة دائمة.
وكشفت الوكالة الأمريكية، أن قطر تعد أغنى بلد فى العالم من حيث نصيب الفرد من الدخل بفضل احتياطيات الغاز الطبيعى الهائلة، ولكن تضاءل نموها أمام الاقتصادات والأسواق المحلية فى السعودية والإمارات.
وعلى الرغم من تحقيق الدوحة مكاسب فى الاستثمار الأجنبى المباشر فى العام الماضى، فإنَّ مجموعها البالغ 986 مليون دولار لا يزال أقل بكثير من 10.4 مليار دولار فى الإمارات وقيمة 1.42 مليار دولار فى السعودية؛ حيث انخفضت نسبة الاستثمار فى قطر بنسبة 81% فى العام الماضى.
وأشارت الوكالة إلى أن مقاطعة قطر من قبل شركائها التجاريين الرئيسيين السعودية والإمارات أدت إلى استنزاف زخمها الاقتصادى رغم ارتفاع أسعار البترول.
وسارعت الحكومة القطرية إلى فتح خطوط شحن جديدة مع دول تشمل الهند وعمان وتعزيز التصنيع المحلى والقضاء على العقبات البيروقراطية.
وعلى الرغم من أن التأثير الأولى للمقاطعة كان شديداً مع تراجع المخزونات والواردات والسياحة، فإنَّ الاقتصاد بدأ يتعافى مجدداً، وارتفعت الواردات والصادرات، وتسير البلاد فى طريقها لتحقيق فائض فى الميزانية هذا العام وينمو الاقتصاد بشكل أسرع من معظم نظرائه فى المنطقة.