يختلف الوضع بالنسبة لمونديال روسيا 2018 عند المصريين عن غيره من النسخ السابقة من البطولة، السبب فى ذلك، نجاح مصر فى التأهل بعد 28 عامًا من الغياب، وهى المرة الأولى منذ بداية عصر «تشفير المباريات»، لذلك فالاهتمام مختلف تماماً عن البطولات السابقة بالنسبة للشارع المصرى.
وبعد عدم التوصل لاتفاق مع الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» من أجل نقل مباريات مصر فى البطولة ضمن 22 مباراة كانت الدول العربية المشاركة فى المونديال «مصر وتونس والمغرب والسعودية»، تحاول الحصول على حقوق عرضها على القنوات الأرضية عبر اتحاد إذاعات الدول العربية، لكن هذه المحاولة لم يكتب لها النجاح، بحسب تصريحات وزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز.
ولاتزال قضية احتكار المباريات تمثل أزمة رياضية ليست فى مصر فقط بل على المستوى العربى، بالرغم من صدور قرار محكمة أوروبية عليا فى 2011 يقضى بمنع التشفير داخل أوروبا وإعطاء الحق لمواطنى القارة فى مشاهدة كأس العالم وكأس أوروبا على القنوات المفتوحة بعد قرار حكومىى بريطانيا ويلجيكا بإذاعة المباريات على القنوات المفتوحة.
«التكنولوجيا» طريق فك شفرة المباريات
الصراع يشتد بين «بى إن سبورت» و«بى أوت»
ولكن الاتحادين الدولى والأوروبى لكرة القدم طعنا ضد القرار أمام محكمة العدل الأوربية، لكن المحكمة فى 19 يوليو 2013 رفضت الطعن، وأقرت بأحقية المواطن الأوروبى فى مشاهدة المباريات على القنوات المفتوحة.
ولم تؤتى المحاولات العربية لكسر احتكار حقوق البث التليفزيونى للمباريات والأحداث الرياضية الكبرى ثمارها، حتى الآن وهو ما جعل كل من لديه الرغبة فى مشاهدة المباريات يضع خططه الخاصة، حسب إمكانياته وقدراته.
وأمام ذلك يبحث مشجعى المنتخب المصرى عن الطرق التى يمكن من خلالها مشاهدة مباريات منتخب بلادهم، بعيداً عن التواجد بالمقاهى التى دائماً ما تكتظ بالمشاهدين، وكثيراً ما لا يوجد فيها موضع لقدم، وتحتاج لوقت انتظار يساوى وقت مشاهدة المباريات، بالإضافة للتكلفة المالية الكبيرة، وعدم مناسبة الأجواء للبعض، وكذلك توجد شاشات العرض التى توفرها وزارة الشباب والرياضة فى مراكز الشباب، لكنها لا تغطى كافة أنحاء الجمهورية، وهو ما يدفع المهتمين للبحث عن طرق أخرى تمكنهم من مشاهدة المباريات بالطرق التى تناسبهم.
وتهيمن شبكة قنوات «بى إن سبورت» القطرية على الحقوق التليفزيونية الرياضية، وفرضت قيوداً على هذه البطولات من خلال اشتراكات سنوية، لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت لاشتراكات خاصة لباقات كأس العالم، بلغت قيمتها للمشتركين الحالين داخل مصر 1620 جنيهاً، بخلاف ضريبة القيمة المضافة التى تبلغ %14، فيما يصل سعر الباقة التى تتضمن 6 قنوات جديدة بدأت البث فى مطلع الشهر الجارى، 1800 جنيه للمشتركين الجدد بالإضافة لضريبة القيمة المضافة بنسبة %14.
واشترت شبكة «بى إن سبورت الرياضية» القطرية حقوق بث مباريات كأس العالم 2018 بروسيا و2022 فى قطر وبطولات مقبلة منها كأس أمم أوروبا وكأس أمم آسيا وكأس أمم أفريقيا ودورى أبطال أوروبا ودورى أبطال آسيا ودورى أبطال أفريقيا وبطولات دولية وقارية وإقليمية ووطنية ومنافسات الأولمبياد حتى عام 2022 بقيمة مالية تجاوزت 10 مليارات دولار، وتحتكر الشبكة بث المباريات على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دون أى منافسة من أى شبكات تليفزيونية أو شركات تليفزيونية منافسة فى ذات المنطقة.
فيما انطلقت الصيف الماضى شبكة قنوات «بى أوت كيو» وهى تعرض كل ما يبث على مجموعة قنوات «بى إن سبورتس»، ولكن مع تأخير زمنى بسيط قدره 10 ثوان فقط، وتضع شعارها على هذه القنوات.
وتسبب وجود «بى أوت كيو» فى حالة غضب شديدة من إدارة «بى إن سبورت»، التى تقدمت بشكاوى لدى «الفيفا» ضد السعودية، وادعت أنها تقف وراء هذه الشبكة التى تقوم بقرصنة حقوقها، لترد «بى أوت كيو» على ذلك ببيان، أكدت فيه أنها شركة «كوبية – كولومبية» تلتزم بقوانين الدولتين فى النقل والبث وتجارب الاحتكار الجائر وتؤمن بحق الشعوب بالاستمتاع بمشاهدة الفعاليات الرياضية مهما كانت حالتهم المادية.
وبدأت أجهزة «بى أوت كيو» فى الانتشار بمصر خلال الفترة الأخيرة عبر موزعين يتواجدون بكثافة عبر وسائل التواصل الاجتماعى، ويعرضون منتجاتهم ويروجون لها ويعرضون خدمات التوصيل، كذلك يعرضون كميات من الأجهزة للبيع فى المحال التجارية الراغبة فى ذلك.
ويبلغ سعر جهاز «بى أوت كيو» 1700 جنيه، وله اشتراك سنوى يقدر بحوالى 600 جنيه، وهو أقل كثيراً من «بى إن سبورت» التى تبلغ قيمة الجهاز الخاص بها 1590 جنيها مع كارت المشاهدة، والاشتراك السنوى يصل تقريبا إلى حوالى 2280 جنيهاً، بخلاف الاشتراكات الخاصة بالبطولات.
وتواصلت «البورصة» مع أحد موزعى «بى أوت كيو» الذى قال «المبيعات تسير بشكل ممتاز، ونحن نبيع حوالى 20 جهاز يومياً، ومع بدء فعاليات المونديال نتوقع زيادة أكبر فى المبيعات».
وقال مصدر بالشركة المصرية للأقمار الصناعية «CNE»، إن شبكة «بى أوت كيو» لا يوجد لها أى تواجد على أرض الواقع فى السوق المصرية التى تعد الأكبر بالنسبة لشبكة قنوات «بى إن سبورت».
ورغم ذلك فإن تكلفة اشتراك «بى إن سبورت» مرتفعة للغاية فى مصر، وربما الأمر أقل بالنسبة لشبكة «بى أوت كيو»، لكنها هى الأخرى فى ذات الوقت تعد عائقاً مالياً، بالإضافة إلى أن الاشتراك فيها يعد بمثابة المخاطرة، فربما ينجح فريق التشفير الذى شكلته «بى إن سبورت» فى منعها من البث، أو يتم فرض قيود دولية عليها من قبل الجهات المعنية، خاصة أن ممارساتها تندرج تحت بند «قرصنة الحقوق»، لذلك يوجد حل آخر لكنه يصطدم ضرورة توافر وسائل تكنولوجية حديثة.
وانتشرت فى مصر قبل عدة سنوات أجهزة تستطيع فك التشفير من خلال توصيلها بشبكة الإنترنت وأسعارها تبدأ من حوالى 200 جنيه فقط، ولكنها تحتاج سرعة عالية للإنترنت، وضبط طبق الاستقبال على القمر الصناعى الذى تتوافر فيه القنوات التى تنقل الأحداث، والاشتراك فى «سيرفر» تصل قيمته السنوية لمبلغ 250 جنيهاً، وهو أمر متوافر يتم تسويقه عبر شبكات التواصل الاجتماعى، وكذلك فى مراكز بيع أجهزة وأطباق استقبال القنوات التليفزيونية.
كذلك، يوجد نظام آخر وهو «أى بى تى فى» الذى يحتاج إلى سرعة إنترنت عالية دون ضرورة لطبق استقبال إنما يتم تلقى إشارة القنوات مباشرة على الريسيفر وأحياناً يتم الاشتراك مباشرة على الشاشات الذكية، وتبلغ قيمة الاشتراك السنوى حوالى 500 جنيه سنوياً، ويوجد متخصصين يقدمون الدعم الفورى للمشتركين، ويحلون جميع مشاكلهم التقنية التى قد تواجههم.
آخر الطرق لمشاهدة كأس العالم، والتى يمكن أن يلجأ إليه من يريدون مشاهدة البطولة بالمجان، هو خدمة «البث المباشر» بالمواقع الإلكترونية، والتى تقوم بتقل المباريات عبر منصاتها، لكن هذه الطريقة ربما لا تقدم المتعة الكاملة كونها تحتاج لسرعة عالية جداً من الانترنت، وكذلك يتأخر البث فيها أحيانا لفترات تتجاوز مدتها دقيقتين، الأمر الذى قد يتسبب فى تأخر معرفة أحداث المباريات، بالإضافة أيضاً إلى أن هذه المواقع يتم حجب ما تعرضه فى بعض الأحيان، لأنها تقوم بخرق حقوق الملكية بعرض مواد تمتلكها جهات آخرى، فمن الممكن أن ينقطع البث خلال المباريات فى أى لحظة.
«من حقك أن تشاهد».. مبادرة «الشباب والرياضة» لمشاهدة المنتخب
الوزارة توفر شاشات عرض فى مراكز الشباب على نفقة رعاة المنتخب
تسعى وزارة الشباب والرياضة، لتوفير فرص لمشاهدة مباريات كأس العالم 2018 بروسيا، والتى تشهد مشاركة المنتخب المصرى.
ودشنت الوزارة مبادرة «من حقك أن تشاهد» والتى تتضمن عرض مباريات المونديال، وبحسب ما أعلنت الوزارة، يوجد ما يقرب من 545 مركز شباب – حتى الآن – ستوفر مشاهدة جميع مباريات كأس العالم وجارى حصر الأندية التى تشارك أيضاً فى المبادرة للوصول إلى 1000 موقع.
وحاولت مصر الدخول فى شراكة مع تونس والمغرب والسعودية لشراء حقوق بث مباريات مونديال روسيا، وبثه عبر القنوات الأرضية من خلال اتحاد إذاعات الدول العربية، لكن المحاولة لم يكتب لها النجاح فى ظل سيطرة شبكة قنوات «بى إن سبورتس» القطرية التى تمتلك حقوق عرض مباريات البطولة وغيرها من البطولات الكبرى فى العالم والدوريات الأوروبية الشهيرة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقدمت وزارة الشباب والرياضة الحل لتوفير فرص مشاهدة البطولة لأكبر عدد ممكن من المواطنين من خلال شاشات عرض كبرى يتم توفيرها فى مراكز الشباب والأندية يستطيع روادها مشاهدة المباريات فى تجمع كبير، وذلك بالتعاون مع شركات راعية تتحمل التكاليف الخاصة بقيمة الشاشات وأجهزة العرض.
وقال خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة «قبل ثلاثة أشهر تحدثت مع حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام للتشاور حول إمكانية شراء حقوق بث 22 مباراة ببطولة كأس العالم فى روسيا 2018، عبر اتحاد اذاعات الدول العربية، بمشاركة السعودية وتونس والمغرب وهى الدولة العربية المشاركة فى كأس العالم، وكان من المفترض أن يتم بث المباريات الخاصة بالدول العربية ضمن المباريات التى يتم شراء حقوق بثها، لكن حسب معلوماتى لم يكتب النجاح لهذا الاتفاق».
وتابع: «وفقاً لذلك جميع مباريات كأس العالم ستكون مشفرة، ولن تبث أى مباراة على القنوات الأرضية أو الفضائية المفتوحة، لذلك كان الحل بالنسبة لنا توفير شاشات عرض فى مراكز الشباب والأندية، بالفعل بدأنا فى تنفيذ ذلك بمباراة نهائى دورى أبطال أوروبا بين ريال مدريد وليفربول، وشهدت كثافة كبيرة من حيث الحضور الجماهيرى لمشاهدة المباراة، لذلك قررنا زيادة عدد الشاشات ومع كأس العالم سيكون الحضور الجماهيرى أكبر».
أوضح أن الوزارة تسعى أن يشاهد أكبر عدد ممكن من المصريين مباريات المنتخب المصرى فى كأس العالم، ويعد توفير شاشات عرض كبيرة حل بديل لتشفير المباريات.
وقال أحمد عفيفى وكيل وزارة الشباب والرياضة إن شاشات العرض التى ستقدمها الوزارة ستكون منتشرة بأكبر شكل ممكن على مستوى الجمهورية، والتجربة ليست جديدة ولكننا نعمل على زيادة انتشارها.
أضاف: «هذه الشاشات تحملت تكلفتها الشركات الراعية، ووضعنا بعض الأسس التى نسير عليها من حيث اختيار مراكز الشباب التى يتم وضع الشاشات فيها من الناحية الجغرافية، فنراعى وجود تجمع كبير فى مركز الشباب بحيث يتيح الفرصة لأكبر عدد ممكن لمشاهدة المباريات، كما نجد فى مركز شباب الجزيرة على سبيل المثال».
وتابع عفيفى «لن يتوقف وجود الشاشات على القاهرة، سنعمل على توفير ذلك فى مختلف محافظات الجمهورية، لكن الأمر سيقتصر فى الوقت الحالى على مراكز الشباب وهى تابعة للوزارة، لكن فيما يخص الميادين العامة فالأمر يتبع المحافظات، وحال طلب أى محافظ التعاون معنا نحن نرحب بالأمر ولا يوجد أى مانع من توفير شاشات العرض».
الأندية تستقبل أعضاءها بشاشات عرض
«مرجان»: تركيب شاشات بفروع الأهلى فى الجزيرة ومدينة نصر والشيخ زايد
استعدت الأندية الكبرى فى مصر لانطلاق مونديال روسيا 2018، من خلال توفير شاشات عرض وأماكن خاصة لمشاهدة مباريات المونديال ضمن الخدمات التى تقدمها لأعضائها.
وبما أن الأهلى والزمالك هما صاحبا الشعبية الأكبر فى مصر بين مشجعى كرة القدم، فيجب أن يكون لهما طريقة مختلفة من حيث استقبال الحدث الذى يحظى باهتمام الجميع، خاصة مع تواجد منتخب مصر فى البطولة.
وقال محمد مرجان المدير التنفيذى للنادى الأهلى «قمنا بتركيب شاشات عرض كبيرة بفروع النادى الثلاثة فى الجزيرة ومدينة نصر والشيخ زايد، كأول الأندية المصرية التى قامت بهذه الخطوة، وهو أمر معتاد بالنسبة للنادى الأهلى.. نحن نحرص على تقديم أفضل الخدمات لأعضاء النادى».
أضاف أنه خلال شهر أبريل الماضى، تم تركيب أول شاشة بالنادى الأهلى بفرع الجزيرة لمشاهدة مباريات الفريق، وكأس العالم ومسلسلات رمضان وحفل شم النسيم، بعد ذلك تم تركيب شاشة بفرع مدينة نصر، ثم شاشة أخرى فى فرع الشيخ زايد.
وعن الاستعداد لاستقبال الأعضاء فى افتتاح مباريات مصر بكأس العالم والذى سيتوافق مع عيد الفطر المبارك، قال مرجان: «بالتأكيد سيكون لهذا اليوم استعدادات خاصة لاستقبال الأعضاء، وتجهيزات من خلال توفير أماكن المشاهدة وفتح المساحات لاستقبال أكبر عدد ممكن الأعضاء، الراغبين فى مشاهدة المباراة بالنادى».
الأمور فى الزمالك لا تختلف كثيرًا عن النادى الأهلى، فالاستعدادات تسير لاستقبال الحدث على قدم وساق، حيث تحرص إدارة النادى على توفير كافة الوسائل للأعضاء من أجل مشاهدة البطولة داخل النادى.
ووفرت إدارة الزمالك 10 شاشات عرض تم توزيعها على كافة أرجاء النادى من أجل توفير مشاهدة المباريات الخاصة بالنادى، وكذلك المنتخب، سواء على القنوات المفتوحة أو المشفرة.
الشركات تروج للسياحة الداخلية بمشاهدة المباريات فى الفنادق
إدراج خدمات عرض المباريات ضمن البرامج السياحية
تحاول الشركات طرح خيار مشاهدة مباريات كأس العالم كوسيلة دعاية لجذب السائحين خاصة أنه يتزامن مع إجازة عيد الفطر والموسم الصيفى ويستمر لمدة شهر كامل.
قال أمين محمد موظف بإحدى شركات السياحة، والذى يتواجد بشكل دائم فى مدينة شرم الشيخ «توجد حالة ركود واضحة فى الموسم السياحى الحالى حتى الآن والأمور أفضل فى الغردقة، لذا نبحث عن وسائل جديدة لجذب السائحين».
أشار إلى وجود ارتفاع واضح فى أسعار الفنادق كان له تأثير على الأقبال، لكن كأس العالم ضمن الخدمات التى تستحدثها الفنادق.
أضاف أن بعض الشركات تحاول جذب السائحين بعد زيادة أسعار الفنادق بوضع خيار مشاهدة مباريات كأس العالم للترويج للسياحة الداخلية، وهى محاولة منها للاستفادة من الحدث كميزة دعائية لها فى الترويج من أجل جذب المزيد من السائحين، وكذلك لوضع سبب لديها لرفع الأسعار الخاصة بالفنادق.
أوضح محمد، أن درجة الحرارة المرتفعة فى شرم الشيخ على سبيل المثال تقف حائلاً أمام ميزة وجود شاشات عرض للمونديال فى الأماكن المفتوحة، خاصة أن المنتخب يلعب مباراته الافتتاحية فى الثانية ظهرًا بتوقيت القاهرة أمام أوروجواى، والمباراة الثانية أمام روسيا فى الرابعة عصرًا، بينما المباراة الأخيرة ستكون أمام السعودية فى الثامنة مساءً وهى التى من الممكن مشاهدتها بالأماكن المفتوحة، لذلك فالمشاهدة ستكون دائماً فى الفنادق والمقاهى.
وتابع «السائحون العرب متواجدون بنفس الكثافة المعتادة، وكذلك الأجانب، كأس العالم لم يؤثر سلباً على الموسم السياحى لأن الراغبين فى السفر لمشاهدة كأس العالم شريحة مختلفة عمن يرغبون بالاستجمام فى بلد مثل مصر، وليس من السهل أن يكون له تأثيره على السياحة الداخلية فى مصر فى ظل ارتفاع الأسعار الخاصة بالسفر إلى روسيا والتى تصل إلى حوالى 250 ألف جنيه، لذلك فالأزمة ليست فى توقيت كأس العالم الذى من الممكن أن تضفى مشاهدته مزيداً من المتعة للرحلات السياحية».
«فيلفيت».. وللسيدات أيضاً نصيب
مقهى للفتيات فى مدينة نصر يعرض المباريات
«أمين»: نسعى لتعميم التجربة فى المحافظات
مع تأهل مصر لمونديال روسيا 2018، تعددت الأفكار للاستفادة من الحدث الأكبر فى العالم، وكان لوجود مصر فيه تأثير على الأفكار الاستثمارية المختلفة، ومن بين هذه الأفكار كانت فكرة «مقهى فيلفيت» الذى يقتصر دخوله على السيدات فقط.
المقهى الذى يقع فى منطقة مدينة نصر، تمتلكه السيدة «مروة أمين»، جاءت فكرته الرئيسية بعد تأهل مصر لمونديال روسيا 2018، مؤكدة أنها افتتحت المقهى رغبة فى تلبية احتياجات الفتيات اللائى يرغبن فى الجلوس مع صديقاتهن بحرية تامة، ودون مضايقات، لمشاهدة مباريات كأس العالم ومباريات المنتخب المصرى والدوريات الأوروبية وغيرها.
أضافت أمين، أن إقبال السيدات كبير ويتزايد، ويشهد المقهى تواجد عدد كبير من الفتيات والسيدات اللائى يحرصن على مشاهدة مباريات الكرة التى أصبحت فى الوقت الحالى محط أنظار الجميع باختلاف دون تمييز فى الجنس أو العمر، وتمنت أن تنجح التجربة كى تقوم بتعميمها بعد ذلك فى المحافظات المصرية.
وتابعت «توجد شروط نضعها لمن يرغبون فى التواجد بالمقهى، فبالطبع لا يسمح بدخول أى شاب أو رجل، وتقوم فتاة من العاملين بالتجول بداخله للتأكد من مراعاة المرتادات للقواعد التى أقرها المقهى، وأنه يتفق مع التقاليد العامة، فيجب الامتناع عن التدخين تماماً، ولذلك فالمقهى لا يقدم «الشيشة»، كذلك ممنوع أصطحاب الأطفال فوق سن 10 سنوات كى تستطيع مرتادات المقهى الجلوس بحرية، ومنع صدور أصوات عالية أو مزعجة، أو التفوه بألفاظ غير لائقة».
أوضحت أن هناك طريقة محددة لدخول المقهى الذى لا يعمل فيه إلا فتيات فقط، والمقهى مغلق من الخارج، والدخول يتم عبر دق جرس الباب من الخارج لتفتح فتاة، وتسمح للطارقة بالدخول بعد التأكد من هويتها.
وقالت «المقهى يقوم بتوفير كل وسائل التسلية من خلال الألعاب العديدة، وتخصيص مكان للأطفال ملئ بالألعاب، كما يوفر خدمة إقامة الحفلات مثل أعياد الميلاد والمناسبات الخاصة، ويقوم باستضافة متخصصين وأكاديميين لإلقاء محاضرات عن التربية والتنمية البشرية والاجتماعية لمرتادات المقهى، وهناك أماكن مخصصة لكل فئة سواء للكبار أو الصغار من السيدات أو المنقبات وغيره، كما قمنا بتوفير مكتبة للراغبات فى القراءة، كذلك خصصنا ساعتين كل أسبوع لتقديم الخدمات والمشروبات مجانا».
وتطرقت مروة أمين للحديث عن خدمات المقهى خلال مباريات كأس العالم، وأضافت «لن يقتصر اهتمام المقهى خلال كأس العالم على مباريات منتخب مصر فقط، سنقدم خدماتنا على مدار جميع مباريات البطولة دون استثناء، فالكرة العالمية تحظى بنسبة مشاهدة واهتمام ليست بالقليلة لدى الفتيات والسيدات».
أوضحت أن «فيلفيت» لديه استعدادات خاصة باستقبال كأس العالم خاصة وأن افتتاح مباريات مصر بالبطولة سيكون فى أول أيام عيد الفطر المبارك، وسيتم توفير برنامج خاص من أجل استقبال الفتيات والسيدات.
«ذا ليج».. مقهى ومنطقة مشجعين وستوديو تحليلى فى التجمع الخامس
400 جنيه أعلى سعر للتذكرة وشوبير يقدم الاستوديو
10 آلاف متر مربع تستوعب 1400 فرد
فكرة غير معتادة فى مصر، نفذت فى منطقة التجمع الخامس بمدينة القاهرة الجديدة، حيث تم افتتاح مقهى ومنطقة مشجعين «ذا ليج» على مساحة 10 آلاف متر تتسع لنحو 1400 فرد لمشاهدة مباريات كأس العالم لكرة القدم روسيا 2018.
وسيقدم «ذا ليج» خدمات متنوعة من مطاعم ومقاهى وأماكن ترفيهية للأطفال ومتنزهات، مع شاشة عرض عملاقة لعرض المباريات، بجانب ستوديو تحليلى يقدمه الإعلامى أحمد شوبير، ويشارك فيه العديد من المحللين مثل أحمد حسام «ميدو» وحازم إمام، وينقل على الهواء مباشرة عبر إذاعة «دى آر إن».
وجاء إطلاق المشروع بعد تعاون مشترك بين شركتى «دار الإنشاء» التى يمتلكها أحمد فارس، و«ميراج» المملوكة للاعب الكرة السابق تامر بجاتو، و يتولى سمير عبدالتواب المدير التنفيذى لشركة «الليبرو» للتسويق والاستثمار الرياضى، الجانب التسويقى للمشروع الذى تم الكشف عن تفاصيله فى مؤتمر صحفى أبريل الماضى.
وقال سمير عبدالتواب «الفكرة لاقت رواجاً كبيراً، وكانت ردود الفعل عنها إيجابية ومشجعة للغاية، وهو ما يضع المسئولية علينا كى نظهر بأفضل شكل ممكن، وقمنا بتجارب مبدئية فى نهائى دورى أبطال أوروبا بين ريال مدريد وليفربول وشهد إقبالاً كبيراً، خاصة أن هذه الفكرة غير مسبوقة فى مصر، ومن الممكن نشرها فى مناطق أخرى».
أضاف أنه تم طرح التذاكر عبر موقع «تيكيت مارشيه»، ويوجد إقبال كبير عليها وستكون هناك استعدادات خاصة للافتتاح الرسمى غداً مع أول أيام المونديال، وكذلك أول مباريات مصر بالبطولة والذى سيكون فى نفس الوقت أول أيام عيد الفطر المبارك، وهو ما يجعلنا نتوقع وجود كثافة كبيرة.
وقال تامر بجاتو العضو المنتدب لشركة «ميراج» إحدى الشركاء فى «ذا ليج»، إن المكان تم تطويره لإقامة مدرجات للمشاهدة عبر شاشات ضخمة، وسيضم مطاعم وأماكن لألعاب الأطفال، ومناطق للترفيه.
أضاف أنه سيتم بث فعاليات الاستوديو التحليلى على إذاعة «دى آر إن» الشريك الإعلامى للمشروع، وسيعرض الاستوديو مباشرة عبر موقع «فيلجول».
أوضح بجاتو أن أسعار تذاكر الحضور ستتراوح بين 200 إلى 400 جنيه، وسيتم تخصيص أماكن للجلوس بثلاث فئات، للشخصيات المهمة والعائلات والأفراد، وسيستمر هذا التجمع لمدة عام مبدئيًا، حيث سيتم تطبيق نفس الفكرة على المباريات المهمة مثل مواجهة الأهلى والزمالك فى الدورى، والمباريات الأفريقية للأندية والمنتخب، ومباريات دورى أبطال أوروبا ومباريات القمة فى إنجلترا وإسبانيا.
وقال الإعلامى أحمد شوبير، إنه يراهن على نجاح الفكرة، وهو ما دعاه مع ميدو وحازم إمام إلى رفض العروض المقدمة إليهم من قنوات فضائية للسفر إلى روسيا، لحضور فعاليات كأس العالم والمشاركة الإعلامية فيها.
وأشار المحلل الكروى واللاعب السابق أحمد حسام «ميدو»، إلى إنه شاهد مثل هذه الأفكار خلال تجاربه الاحترافية الأوروبية، وهى تمنح الحضور أجواء الملعب من خلال التجمع الكبير، وقد تكون فكرة بديلة لمن لا يستطيعون السفر إلى روسيا، فى ظل الارتفاع الكبير بتكلفة السفر.
وقال حازم إمام عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، إنه خلال تواجده فى مونديال البرازيل 2014، شاهد الاهتمام الكبير بالتجمعات التى تقام هامش البطولة والتى تسمى «منطقة المشجعين»، وتشهد حضوراً كبيراً جدًا ممن يهتمون بكرة القدم.
أعد الملف: عبدالرحمن الشويخ