أشارت بيانات جمعتها شركة «نيلسن» المتخصصة فى مجال اﻷبحاث التسويقية إلى انخفاض نسبة مشاهدة التلفزيون فى الولايات المتحدة بنسبة %44 تقريبا، خلال الجولة الأولى من مباريات كأس العالم 2018، وذلك بالمقارنة مع البطولة الأخيرة التى عقدت فى عام 2014.
كان هذا الانخفاض متسقا بين قناتى فوكس الناطقة باللغة الإنجليزية وتيليموندو اﻷمريكية الناطقة باللغة الإسبانية، فقد استقطبت المباريات المعروضة على قناة فوكس 1.98 مليون مشاهد فى المتوسط مقارنة بـ 3.55 مليون مشاهد على شبكة «إى.إس.بى.إن» الأمريكية، بينما كان متوسط المشاهدات على قناة تيليموندو 1.87 مليون مشاهد، منخفضة من 3.3 مليون مشاهدة على يونيفيجن قبل أربعة أعوام.
وقالت وكالة أنباء بلومبرج إن الشركتين دفعتا سويا أكثر من مليار دولار مقابل حقوق الولايات المتحدة فى بث مونديال روسيا والبطولة المقرر انعقادها فى قطر عام 2022، وها هما الآن يواجهان نفس الرياح المعاكسة، خاصة بعد أن فشل المنتخب الأمريكي، الذى كان يعد أقوى جاذب للمشاهدين المحليين على مستوى التاريخ، فى التأهل لبطولة عام 2018، كما أن النطاقات الزمنية تدل على أن المباريات تبدأ من الساعة السادسة صباحا على الساحل الشرقى، أى فى وقت مبكر عن مواعيد عرض كأس العالم 2014.
وبحسب ما ذكره الاستشارى المتخصص فى وسائل الإعلام الرياضية كريس بيفيلاكوا، من المحتمل أيضا أن تشهد البطولة آثار تغيير سريع فى عادات المشاهدة، فهناك تدفقات متواصلة من الأشخاص الذين يسلمون اشتراكاتهم فى محطات الكيبلات مقابل عروض رقمية، وهو اتجاه يؤثر على الجميع تقريبا فى التلفاز.
وقال بيفيلاكوا إن هذا المزيج المكون من كل هذه الأشياء يقود إلى مثل هذا الهبوط، فهذه الأرقام ليست بالضرورة صادمة، ولكنها ربما تكون متماشية مع توقعات الشبكات التليفزيونية عندما فشلت الولايات المتحدة فى التأهل للمشاركة فى البطولة العالمية.
كانت مباراتا ألمانيا والمكسيك والبرازيل وسويسرا التى عقدت بداية الأسبوع الماضى هما أكثر مباريات كرة القدم مشاهدة فى تاريخ شبكة فوكس التليفزيونية، خاصة فى ظل عدم مشاركة المنتخب اﻷمريكى، ووضع قناتى فوكس وتيليموند واهتمامهما على المنتخب المكسيكى فى معركة من أجل جذب مشاهدين ثنائى اللغة.
وسجلت المباراة التى أقيمت بين منتخبى البرازيل وسويسرا أكبر نسبة مشاهدة بين الـ16 مباراة اﻷولى التى عرضتها فناة فوكس، حيث جذبت هذه المباراة 4 ملايين مشاهدة، بينما وصل عدد مشاهدى تيليموندو إلى الذروة، والتى تصل إلى 6.6 مليون مشاهد، خلال المباراة التى أقيمت بين منتخبى المكسيك وألمانيا.
وفى هذا الصدد، قال مايكل موليفيل، نائب الرئيس التنفيذى للأبحاث والعمليات والاستراتيجية لدى فوكس سبورتس: «هذه هى المرة الأولى التى نحقق فيها أكبر مدى للوصول مقارنة بأى شبكة رياضية لمدة أسبوع كامل، وهو ما يعد أمرا رائعا فقد كان أقوى بقليل مما توقعناه».
وتجدر الإشارة إلى أن شبكة فوكس خفضت كفالة الإعلانات بمقدار %20، كما أفادت «بلومبرج» فى أكتوبر الماضى أن الشبكة خفضت توقعات مبيعات الإعلانات بنحو 20 مليون دولار بعد فشل الفريق الأمريكى فى التأهل، كما أن الشركة أرسلت 4 من أصل 12 مذيعا لديها إلى روسيا، لتختار بذلك أن يقوم الثمانية المتبقين باستقبال المباريات من أستوديو خاص بالشركة فى مدينة لوس أنجلوس اﻷمريكية.