
نقيب الفلاحين: قرار تخفيض المساحة لم يراع طبيعة الزراعة فى المحافظات الشمالية
برغم التشديد الحكومى على إزالة زراعات الأرز المخالفة وتغريم المخالفين، إلا أن تقرير وزارة الزراعة الأمريكية يتوقع أن تبلغ المساحات المخالفة خلال الموسم الحالى 710 آلاف فدان، وتعادل تلك المساحة نحو إجمالى المساحة المسموح بزراعتها أرز خلال الموسم الحالى والبالغة 724 ألف فدان.
وقال التقرير، إنه على الرغم من التنفيذ الصارم لسياسة تقليص المساحات خلال الموسم الحالى إلا الأرز من اسهل المحاصيل النقدية ذات الربحية العالية فى الزراعة لذا فإن المزارعين يستمرون فى التحايل على القيود الزراعية.
فى 26 يناير الماضى، خفضت وزارة الموارد المائية والرى المساحة المزروعة بالأرز المخصصة للسنة 2018 من 1.076 مليون فدان إلى 724.2 ألف فدان.
وقال حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب الفلاحين لـ«البورصة»، إن الحكومة أجبرت الفلاحين على تقليص مساحات الزراعة لمحصول الأرز إلى 826 ألف فدان لترشيد المياه، مشيراً إلى أن تلك المساحة من الممكن أن تكفى الإستهلاك المحلى، ولكن بشروط أبرزها منع تهريب الأرز عن طريق إحكام السيطرة على المنافذ الحدودية.
أضاف نقيب الفلاحين، أن عدداً كبيراً من الفلاحين والتجار يلجأون إلى تخزين كميات كبيرة من الأرز بغرض استهلاكه على مدار السنة بالنسبة للفلاح، أما التاجر يهدف تخزينه المحصول لرفع سعره، موضحاً أن الحكومة تضطر فى هذة الحال إلى قرار الاستيراد من عدة دول أهمها الهند والصين والفلبين وعادة لا يُقبل الشعب المصرى على مثل هذه الأنواع.
وأوضح أبوصدام، أن مزارعى الوجه البحرى أكثر المتضررين من قرار الحكومة بتقليص المساحة المزروعة من الأرز، وذلك لأن معظم هذه الأراضى تعتمد على المياه الجوفية ذات المستويات المرتفعة ولا تصلح إلا لزراعة الأرز، مشيراً إلى أنه فى حال اتجاههم إلى زراعة محاصيل مثل الذرة والقطن فإن جودة المحصول منخفضة، مما يتسبب فى خسائر فادحة للفلاحين.
وطالب نقيب الفلاحين الحكومة بزراعة أصناف من الأرز ذات النضج المبكر والجودة العالية وتقليل استهلاك المياه أى ما يسمى بـ«الأرز الجاف»، بالاضافة إلى الاتجاه نحو استباط سلالات من الأرز تعتمد على نظام رى به نسبة ملوحة، وهو ما يوفره معالجة مياه البحار.
ووفقاً لتقرير وزارة الزراعة الأمريكية، فإن المساحات المخالفة كانت تتراوح بين 400 ألف و700 ألف فدان سنوياً.
ويقول التقرير الأمريكى، إن زراعة الأرز فى شمال الدلتا تساعد على الحد من تسرب مياه البحر إلى طبقة المياه الجوفية ويعاد تدوير المياه من حقول الأرز بنسبة %60. وتنمو أصناف الأرز المبكرة النضج التى طورها مركز البحوث الزراعية فى غضون 3 أشهر، ويستهلك الفدان ما يتراوح بين 3800 و4400 متر مكعب من المياه.
ويشار إلى أن إجمالى المساحة التى كان يتم زراعتها بالأرز على مدار السنوات الماضية مليون فدان. وقال التقرير، إن المساحات المخالفة كانت تتراوح بين 400 ألف و700 ألف سنوياً، فى السنوات الخمس الماضية.
وحاولت مصر خفض المساحات المزروعة بالأرز فى 2015 إلى 700 ألف فدان، لكن تصاعدت المشاكل نتيجة اختفاء محصول الأرز من الأسواق وخوفاً من عدم كفاية الكمية التى ستتم زراعتها من تغطية احتياجات السوق من المحصول، أعيد طرح الأمر على المجموعة الاقتصادية بمجلس الوزراء، وقررت رفع مساحة الأرز إلى مليون و300 ألف فدان، ولم تتم الموافقة عليه، وبعد مناقشات مستفيضة فى ضوء الموارد المائية والوضع المائى تم الاستقرار على العودة إلى نفس الزمام المصرح بها كل عام، وهو مليون و76 ألف فدان، على اعتبار أن هذا الرقم يغطى احتياجات السوق المحلية، قبل أن تتخذ الحكومة قرارها الأخير بخفض المساحات مجدداً.