تنظر بروكسل فى إجراء محادثات حول صفقة لتخفيض الرسوم الجمركية بين كبار مصدرى السيارات فى العالم؛ لمنع حدوث حرب تجارية شاملة مع الولايات المتحدة، وذلك بحسب ما قاله عدد من الدبلوماسيين المطلعين على المبادرة.
ويدرس المسئولون الأوروبيون، الفكرة قبل اجتماع مقرر انعقاده يوليو الجارى فى العاصمة اﻷمريكية (واشنطن) بين رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، والرئيس اﻷمريكى دونالد ترامب، وسط مخاوف من نفاد الوقت لإقناع الولايات المتحدة بعدم فرض رسوم عقابية على قطاع السيارات.
وقال ثلاثة دبلوماسيين، إنَّ المفوضية الأوروبية كانت تدرس التفاوض على صفقة مع كبار مصدرى السيارات، مثل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، فمثل هذه الخطوة يمكن أن تتعامل مع شكوى ترامب بأن القطاع الأمريكى يعامل بشكل غير عادل، وستؤدى إلى تخفيض تكاليف التصدير لقطاعات السيارات الأخرى فى الدول المشاركة.
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إنه بموجب هذه الاتفاقية، سيخفض المشاركون التعريفات إلى مستويات متفق عليها لمجموعة محددة من المنتجات، وهو ما يعرف فى التجارة الدولية باسم «اتفاقية متعددة الأطراف»، التى بدورها تسمح للدول بإجراء صفقات بشأن التعريفات دون إدراج كامل العضوية فى منظمة التجارة العالمية.
وقال الدبلوماسيون، إنَّ بروكسل سعت للحصول على وجهات نظر بعض العواصم حول الفكرة، مؤكدة أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان سيتم إبرام اتفاق أو ما هو نطاق منتجات قطاع السيارات التى ستتم تغطيتها.
وكان الاتحاد الأوروبى محور المفاوضات حول الحد من الحواجز التجارية المفروضة على السيارات فى السنوات الأخيرة، فقد كانت المحادثات التى توقفت مع إدارة الرئيس اﻷمريكى السابق باراك أوباما، وصفقة السيارات المبرمة مع اليابان، التى كان من شأنها القضاء على رسوم استيراد الاتحاد الأوروبى للسيارات اليابانية بمرور الوقت، جزءاً من مفاوضات الاتحاد.
وعارض “ترامب” فرض الاتحاد الأوروبى تعريفات بنسبة 10% على واردات سيارات الركوب، مقارنة بالتعريفات الأمريكية البالغة 2.5%، ولكن الاتحاد اﻷوروبى قال إن شكواه تتجاهل الحواجز الأعلى التى تفرضها الولايات المتحدة على المنتجات الأخرى، مثل الشاحنات الصغيرة، ففى يونيو الماضى، هدد “ترامب” بفرض رسوم بنسبة 20% على جميع السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبى، إذا لم يقم الاتحاد بإزالة الرسوم المفروضة على الصادرات الأمريكية.