يعتزم ائتلاف تجارى، بقيادة شركة «أناداركو» اﻷمريكية للبترول، منح موافقته على الاستثمار لمصنع كبير جديد متخصص فى تصدير الغاز الطبيعى المسال فى موزمبيق، فى النصف الأول من عام 2019، وذلك بعد الانخفاض الحاد فى التكاليف، وهى أحدث خطوة فى الطفرة الاستثمارية التى من المتوقع أن تؤدى إلى تحول البلاد إلى مورد للغاز الطبيعى للعالم.
وقالت شركة الاستكشاف والإنتاج الأمريكية، التى اكتشفت احتياطيات ضخمة من الغاز فى المياه العميقة قبالة ساحل موزمبيق فى عام 2010، إنها حققت تقدماً كافياً فى الاتفاق على صفقات مع العملاء، والحصول على الموافقات من الحكومة، وترتيب التمويل والاستعداد لأعمال البناء، للسماح بالتطوير فى غضون 12 شهراً.
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إنَّ هذه الخطة تعد علامة أخرى على أنه بعد فترة ركود حامت حول الموافقات على مشاريع الغاز الطبيعى المسال، بدأ النشاط فى الارتفاع؛ حيث يحاول العملاء تأمين الغاز الذى يتوقعون أن يحتاجوا إليه فى فترة عشرينيات القرن الحالى.
وبحسب شركة الأبحاث «ريستاد إنرجى»، رغم ارتفاع مشاريع البترول والغاز على نطاق واسع خلال الأشهر الـ18 الماضية، فإنه تم اعتماد مشروع جديد للغاز الطبيعى المسال فى عام 2017 فى الولايات المتحدة، ومع ذلك، تم السماح، فى مايو الماضى، لشركتين بالتوسع فى الاستثمارات المتعلقة بالغاز الطبيعى المسال، فقد توسعت شركة «شينيرى» للطاقة فى مصنعها كوربوس كريستى للغاز الطبيعى المسال فى تكساس، بجانب استثمار 296 مليون دولار من قبل ائتلاف تجارى بقيادة شركة «سانتوس» لزيادة إمدادات الغاز إلى مصنع جلادستون للغاز الطبيعى المسال فى كوينزلاند.
وواجهت عمليات تطوير الغاز فى موزمبيق بعض التأخير، ولكن ميتش إنجرام، نائب الرئيس التنفيذى لشركة أناداركو لشئون استكشافات المياه العميقة، قال إن مشروع الشركة كان فى بقعة جميلة؛ نظراً إلى أن التباطؤ العالمى فى الموافقات كان يعنى وجود تنافس أقل على العملاء، وبالنسبة للموردين لبناء المرافق، مضيفاً أن المشروع يضرب المقاولين فى نهاية دورة التكلفة. ومن المتوقع أن يكلف التطوير نحو 7.7 مليار دولار لتسييل الغاز ومصنع التصدير، بالإضافة إلى مبلغ غير محدد للآبار البحرية وخطوط الأنابيب، وذلك بعد تخفيضات كبيرة فى التكلفة على مدى العامين الماضيين.
وقال «إنجرام»، إنَّ شركة «أناداركو» وشركاءها، بما فى ذلك مجموعة ميتسوى اليابانية، ومجموعة «أو. أن. جى. سى» فيدش الهندية، استفادت من تباطؤ النشاط فى الصناعة لخفض التكلفة الإجمالية للمشروع بمقدار 4 مليارات دولار.
ووفقاً لهذا الصدد، وقعت شركة «إى. دى. أف إنرجى» الفرنسية عقداً لمدة 15 عاماً لشراء الغاز الطبيعى المسال من المصنع الجديد، كما وقعت شركتا «طوكيو جاز» اليابانية، و«سنتريكا» البريطانية، فى يونيو الماضى، على عناصر رئيسية لاتفاقية تتضمن الشراء لمدة 20 عاماً، بجانب صفقات أخرى من المتوقع لشركة «أناداركو» إبرامها بحلول نهاية العام.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه العقود يجب أن توفر ثقة كافية فى الإيرادات المستقبلية للمشروع من أجل زيادة التمويل الذى يحتاجه.
وتخطط شركات أخرى، أيضاً، للاستثمار بكثافة فى قطاع الغاز فى موزمبيق، فقد أعطى ائتلاف تجارى بقيادة شركة «إينى» الإيطالية، العام الماضى، الضوء الأخضر لمشروع الغاز الطبيعى المسال العائم الذى تبلغ تكلفته 8 مليارات دولار، والذى يعرف باسم «كورال»، بطاقة تبلغ نحو 3.4 مليون طن سنوياً، كما أن شركة «إكسون موبيل»، التى اشترت جزءاً من أصول «إينى فى موزمبيق» فى العام الماضى، تتطلع أيضاً إلى مصنع آخر للغاز الطبيعى المسال.